الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق الجزء الثاني


لم يكن العراقيون يعرفون الشاي لا في جلساتهم الخاصة ولا في مقاهيهم المنتشرة في المدن .. حيث  كان أصحاب المقاهي يقدمون  لزبائنهم  القهوة العربية  واللقم والزنجبيل اضافة الى  القنداغ وهو عبارة  السكر المذاب بالماء الساخن والذي كان يشرب  في الصباح الباكر كما كان البعض منهم يفضل شرب القهوة خاصة مع تدخين  الناركيلة ...

في عام 1870 زار  العراق شاه ايران .. ناصر الدين شاه ..  لزيارة العتبات المقدسة وذلك ايام الوالي العثماني مدحت باشا .. وكانت اقامته والوفد المرافق له  في القصر الذي شيد له خصيصا في حدائق المجيدية بالباب المعظم ( مدينة الطب الحالية ).. واقام حفلة للوالي وحاشيته وكان مع الوفد المرافق للشاه الإيراني أجهزة الشاي كاملة حيث كانت اول مرة يشرب فيها مدحت باشا ووجهاء بغداد الشاي ..

ورغم دخول  الشاي الى  العراق زمن الوالي مدحت باشا كما  في الوثائق الكمركية الا انه لم يأخذ مداه في أوساط المجتمع العراقي إلا بعد دخول القوات البريطانية  وللطريفة يروى ان احد  سكان كرادة  مريم في بغداد اهدى اليه كيسا من الشاي من قبل احد الهنود العاملين ضمن القوات البريطانية  فقام بتقديمه الى بقرته ظناً منه انه نوع من انواع العلف الحيواني...

في بداية الامر كان  شرب الشاي في البيوت مقتصراً على فترة المساء .. فقد ظل  القنداغ هو المشروب المفضل في الصباح و بعد شيوع استعمال الشاي في المقاهي  اصبح الناس يسمون ( المقهى ) بـ(الجايخانة ) نسبة الى ( الجاي ) ... وسرعان ما انتشر استعمال الشاي بين الناس حتى أصبح تناوله عرفاً وظهرت عادات وتقاليد ومعتقدات ارتبطت به  فمن  تقاليد أهل الريف، عدم وضع الملعقة (الخاشوكة) في قدح الشاي، ووضعها في صحنه عند التقديم لأن وضعها في القدح، يثير تفسيرات ربما تشعل صراعاً من الصعب تهدئته.. كما ان وضع الملعقة بصورة مقلوبه في صحن الشاي يعتبر من المحرمات في بعض المناطق .. ومن المعتقدات ان  ظهور فقاعات (وغف) عند تحريك الشاي لذوبان السكر، دليل على رزق قادم ذلك اليوم، كما ان وجود  ملعقتين في قدح وأحد عند التقديم، تنبأ بأن شاربه سيتزوج مرتين....الى آخره من هذه التفاسير التي ارتبطت بالموروث الاجتماعي .. ولشدة ولع العراقيين بالشاي تفننوا في إعداده ، وطريقة شربه، فالبعض يتناوله بالاستكان والبعض الآخر بالصحن بعد تطعيمه بالهيل.. وهناك من يخلط السكر معه، وغيره يشربه ''دوش'' أو ''دشمله'' حين يتناول السكر منفصلاعبر وضعه تحت اللسان . والسكر أنواع فمنه الخشن والناعم والقطعة الهرمية الشكل التي تسمى ''كله''، يتم تكسيرها بواسطة الدقاقة او الفأس الصغيرة  من قبل  ربة البيت بعناية ودقة بحيث تكون القطع منتظمة غير مفتتة لتصلح تحت اللسان... ، أو ما يسمى  ''قند'' ويكون  على شكل مكعبات انفرد في بيعه احد العطارين في محلة الحيدرخانه المطلة على شارع الرشيد، قبل ان ينتشر الى باقي مدن العراق

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...