الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

الشيخ والحديدة والطنطل

الطنطل كائن خرافي .. ينتشر الحديث عنه في مناطق الجنوب العراقي والاهوار بشكل خاص حيث عادة ما يوصف بانه شخصية لاهيه وعابثه يجد متعته في اخافة الناس والضحك عليهم وايقاعهم في اوقات عصيبة . ورغم هذا الخوف فان هذا الطنطل كما تقدمه الذائقة الشعبية يخاف من الحديدة  وهي اي قطعة حديد كأن تكون منجلا او خنجرا وغالبا ما توضع حديده على مداخل الدور في المناطق التي تنتشر فيها هذه الاسطورة . ومنها جاء المثل المعروف  "احديدة عن الطنطل " اي انهم يضعون الحديدة لان الطنطل يخاف من الحديدة..

يروى ان رجلا قضى اغلب عمره وهو يدير معملا  لاحد الاشخاص وكان على باب المعمل  حديدة يضعها صاحب المعمل للحماية من الطنطل ...مرت السنين واصبح الرجل شيخا كبيرا لاحول له ولاقوة .. مما دعى صاحب المعمل للاستعانه  بشاب للعمل مكان الشيخ .. وابقى الشيخ في المعمل تقديرا لسنوات خدمته ..
ذات يوم سمع الشيخ الشاب وهو يقول لصاحب المعمل .. السوك واكف .. لماذا لاتطرده .. انه لا يعمل ..كاعد.. لايهش ولاينش
قال صاحب العمل لا .. خطيه.. وين يروح..ماعنده احد مقطوع من شجرة وهو باقي بلقمته القليلة ..بركة حديدة عن طنطل ..
سمع الشيخ الحوار.. ابت نفسه الكريمة سماع مثل هذا الكلام  ..فترك المعمل ولم يعد ثانية ..
اصاب صاحب العمل الحزن على فراق الشيخ ..وبمرور الوقت اكتشف صاحب العمل  ان الشاب  يقوم  بسرقة  انتاج المعمل وموجوداته  ..... فطرده  وقال لقد عاش صاحبي معي لعدة اعوام ولم تحدثه نفسه بسرقتي  ..وعندما كبر اختفى بسبب هذا الشاب اللعين ..
حانت منه التفاته الى باب المصنع  .. لم يجد الحديدة على الباب ..عرف ان الشيخ اخذها وتاكد انه سمع كل شئ ..وبكى بمرارة عليه وظلت عينه معلقة على الباب .. وعلى الحديدة التي كانت تحرس امواله...

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...