الاثنين، 13 نوفمبر 2017

البيادة

 يحفظ التاريخ لاهالي محافظة  النجف الاشرف  كونهم المؤسسين والمحافظين على مانراه اليوم من مسيرة اربعينية  للعشق الحسيني والتي اصبحت  تحييها عشرات  الملايين من داخل وخارج العراق  ومن مختلف الجنسيات من اصقاع الارض المختلفة ..
يطلق عليها النجفيون ... البيادة ... وهي كلمه فارسيه تعنى المشي ... وكانت البياده في سالف الزمان  مقتصره على اهالي النجف الكرام وهم يعتزون بهذه التقليد السنوي ..
كان النجفيين ينطلقون  من النجف في موكب مهيب موحد ليلة السادس عشر من صفر .. يضم هذا الموكب كافة شرائح المجتمع النجفي  واطراف المدينة الاربعة  العماره والحويش والمشراق والبراق اضافة الى شارع المدينة وخان المخضر وباقي مناطق النجف ..وعدد من الوافدين من المحافظات خاصة الجنوبية .. ويسبق هذا الموكب بايام الموكب الخدمي الذي يشمل امهر  الطباخين لغرض تحضير الطعام ومجموعة من المتخصصين بالامور الكهربائية  لغرض تنصيب مولدة الكهرباء وتاسيس الكهربائيات.. وكان من الصعب التخلف عن هذا الموكب  بسبب وعورة الطريق ومشاكل الجوع والعطش ..والحاجة الى الماء والطعام
كانت  امتعة المشاية تنقل  بواسطة  الحمير ..قبل انتشار السيارات في  الاربعينات والخمسينات حيث بدأ النقل  بواسطة سيارات القجمه  والخشب واللوريات ودك النجف ...حيث كانت هذه السيارات  تنقل امتعة الموكب والمشاية مجانا ذهابا وايابا
كانت الرحلة تستمر الى اربعة مراحل .. الاولى هي الانطلاق  من النجف وصولا الى منطقة خان الربع حيث يتوقف الموكب هناك للمبيت  حيث يقام مساء ذلك اليوم مجلس للعزاء ثم يقرا احد الرواديد .. وفي اليوم التالي  تبدا المرحلة الثانية بالانطلاق  الى خان النص في منطقة الحيدرية حيث  يبيتون هناك وهذه الليلة من الليالي المميزة حيث  تصادف ذكرى وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ..لتبدأ في اليوم التالي المرحلة الثالثة بالمسير الى خان النخيله حيث يبيتون هناك ثم يذهبون الى كربلاء في اليوم التالي ليصلوا قبل الزياره بيوم واحد للراحه...
هذه المسيرة النجفية  انتشرت واعطت للمسيرة الحسينية ديمومتها  رغم انف الطغاة  حيث اعطى ابناء هذه المدينة الكريمة  والمدن القريبة كوكبة من الشهداء على هذا الطريق بعد ان قصفتهم السلطة بالطائرات عام 1977 حيث استمروا بعدها بالسير بيادة نحو كربلاء  عبر الطرق الزراعية والبساتين وتحملوا كل شئ من اجل ابقاء هذه المسيرة  الى يومنا هذا حتى اصبحت بهذه الكيفية  ووصلت الاعداد الى عشرات الملايين من مشارق الارض ومغاربها ...
الصورة من ارشيف الاستاذ عبد العالي الخفاجي

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...