الأحد، 29 نوفمبر 2020

جمعية فيض حسيني

 يسمى ايضا ( قصر سيفي )  وكذلك  خان البهرة وهو مكان  مخصص لابناء طائفة البهرة الهنود  وهي  إحدى فِرق الإسماعيلية .. وللبهرة في العالم الاسلامي سبعة فنادق فخمة كبيرة، كلها تحمل اسم فيض حسيني. واحد منها  والذي نتحدث عنه اليوم  وهو في مدينة كربلاء المقدسة. وكان يعتبر أوسع مبنى بعد مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) وهو مبني  على رقعة واسعة من الارض تبلغ مساحتها حوالي عشرة آلاف متر مربع تشرف على اريعة شوارع رئيسية وله مدخلان : الأمامي وهو الرئيسي يقع على شارع العباس ، والأخر من الجانب الخلفي وهو مفتوح طيلة ايام السنة ويقدم واجبات  الضيافة المجانية لجميع الزوار من طائفة البهرة القادمين من الهند.
ولغاية عام  1845 م لم يكن يسمح  لطائفة  ( البهرة الاسماعيلية  ) بالدخول الى مدينة كربلاء لزيارة العتبات المقدسة وكان مقام الامام جعفر الصادق هو آخر موقع يسمح لهم بالوصول اليه .. حتى  اصدر الشيخ المازندراني في ذلك العام  فتوى اجاز بموجبها السماح للبهرة بالدخول إلى كربلاء كما استحصل  وجهاء المدينة موافقة والي بغداد  لدخولهم المدينة حيث ان السلطة العثمانية الحاكمة كانت تساند عملية المنع 

كان أول تأسيس لـ جمعية ( فيض حسيني ) عام  1900 م ...  وفي منتصف الستينات من القرن الماضي كان جزء كبير من مساحة الفيض مستغله لجوبة الغنم او وكفة الغنم و مكان لمبيت عربات الدفع الصغيرة والكبيرة وبعد نقل الجوبة اضيفت الى مساحة الجمعية وكان اخر حملة اعمار للجمعية  سنة 1999 م. 

مبنى فيض حسيني مستطيل الشكل ، تتوسطه ساحة مكشوفة واسعة . يتوسطها مسجد وبجانبه خزان للماء . وتحيط بالساحة ( 52 ) شقة مع ملحقاتها من مطبخ وحمامات تتوزع على طابقين ، تتقدم الشقق في الطابقين ممرات مسقفة . وتتوفر في هذا المجمع كل مستلزمات الراحة من سكن وطعام حيث تقدم لهم 3 وجبات يوميا. وخدمات طبية اضافة الى مولدات ضخمة  لتوليد الطاقة الكهربائية على مدار الساعة  ، وتُقدّم جميع هذه الخدمات لابناء الطائفة مجاناً على نفقة سلطان البهرة.. لذا لم تنقطع حملات البهرة  وهم يزورون كربلاء  باعداد كبيرة جدا..



وقد فهمت من بعضهم ان هناك  تقليد متوارث عليه عند البهرة وهو التبرع بالمال  حيث يدفع  كل فرد في العائلة لصندوق التكافل أصغر عملة في البلد الذي يسكن فيه في كل يوم ( ربع دينار عندنا ). مما جعل هذا طائفة البهرة في بحبوحة من العيش ولا يوجد لديهم فقير. وحتى عند قدومهم للزيارة فإن سكنهم وطعامهم يقع على المؤسسة التي تعني بجمع المال.

اختص ابناء طائفة البهرة بعمليات طرق وتحويل الذهب الى صفائح رقيقة تستخدم  لتغليف القبب والمنائر في العتبات المقدسة  حيث  يضع البهرة تحت تصرف العتبات المقدسة عدد من المتطوعين المتخصصين  في هذه العمليات منذ زمن بعيد ..  وقد وجدت انهم ايام الزيارات  المليونية يشاركون بموكب خدمي   يقدمون فيه  الروبة ( اللبن ) والتي يمزجونها  بالسكر او الفلفل  وحسب رغبة الزائر ..

ولنا في شذرات قادمة حديث عن  البهرة ومنشأهم التاريخي ...

صور لجمعية فيض حسيني عام 1919م بعدسة المستشرقة البريطانية المس بيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...