الخميس، 26 نوفمبر 2020

النامليت

 الشربت والعصائر  والمشروبات الغازية  اكثر ما يحتاجه  الانسان وقت الصيف عند ارتفاع درجة الحرارة .. ولم يكن العراقيون يعرفون من المشروبات الغازية  غير " الصودا والنامليت " ويعتبر النامليت  الماركة المسجلة الاولى للمشروبات الغازية في العراق .. جاء اسمه من لفظة(ليموناتا) والتي عرفها العراقيون من الافلام المصرية القديمة ليقلبوها ويغيروها الى  النامليت ..  وكان النامليت من انتاج معمل  عبد علي الهندي الذي يقع في نهاية  محلة الفحامة بالكرخ قرب مرقد  الشيخ معروف الكرخي.
النامليت اما ابيض صرف وهو ما يعرف اليوم بالصودا .. او بلون وطعم الازبري وايضا  بطعم ولون البرتقال ..
ويصنع من محلول السكر المضافة اليه المنكهات وألألوان الصحية. ومن ثم يشحن بغاز (ثنائي أكسيد الكربون) لإعطائه مذاق (الصودا) اللاذع.. يعبأ النامليت في قناني يتم  إغلاقها بواسطة (الدِّعْبُلة). وهي كرة زجاجية محكمة الصنع وظيفتها منع إنسكاب السائل أوتسرب الغاز حيث يقوم العامل العامل بإدخال أنبوب مرتبط بصنبور غاز ثنائي أكسيد الكربون وبالسرعة المطلوبة. فيأخذ تيار (الغاز) القوي الخارج من (البطل) برفع (الدعبلة) الموجودة في منطقة التخصر نحو الفوهة بسرعة لتغلق  الفتحة من الداخل
أما إذا أريد فتح (البطل) لشرب محتوياته فيتم  إستخدام  قطعة خشبية او (عُودة) لغرض دفع (الدعبلة) نحو ألأسفل.... اما الاقوياء من الشباب فكانوا يستخدمون قوة اصابهم لدفع (الدعبلة)   وكثيرا ماكانت القنينة تنكسر عند دفع الدعبلة حيث يكثر ضغط الهواء وتجرح اليد  وتسيل الدماء ...
اما ألأسر المقتدرة فكانت تقوم  باعداد خلطاتها الخاصة من العصائر مثل  عصير الليمون او الرمان او البرتقال وغيرها والتي يطلق عليها (الشربت)..ترسل بعدها  الى معمل النامليت  لغرض تعبئتها بالقناني  واضافة الغاز اليها  مقابل مبالغ مالية ..
استمرت هذه المشروبات بتواجدها في الاسواق  حتى بعد دخول  مشروب  (الكولا) الى العراق  في بدايات ألأربعينات والذي هاجمه بعض المختصين وأنتقد محتوياته الكيميائية فيما كان النامليت مشروب طبيعي وصحي خالي من أية مادة إضافية ومكيفة قد تضر بالإنسان
ورغم ان النامليت اصبح في  خبر كان في العراق حاليا  الا انه  عاد بقوة الى دول الخليج وخاصة في دولة الامارات العربية المتحدة بطرق انتاج حديثة.. وكما واضح غي احد الصور المرفقة   ليكون من المشروبات المفضلة هناك كونه مشروب الاجداد المقضل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...