في بدايات شهر صفر تقوم العوائل العراقية بذبح ديك ويتجول في اروقة المنزل لينتشر دم الديك هنا وهناك , لدفع الشرفي ايام صفر النحسات .. اما مع انتهاء هذا الشهر وبالذات في اخر يوم اربعاء منه وحلول شهر ربيع الاول تنتشر العديد من العادات والتقاليد التي مازالت تمارس ولو بشكل اقل من السابق ومنها تكسير الزجاج والفرفوري و رميها من داخل المنزل الى خارج البيت.. وكذلك يتم حرق عدد من سعف النخيل وتدويرها في البيت ورميها في الخارج اعتقادا بان الشر والنحوسية للشهر قد خرجت مع هذه النار مع كسر الزجاج .. وهناك من تضع النقود داخل بستوكه من الفخار وتلقيها من السطح فيركض الاطفال والصغار الى الشارع ليحصلوا على هذه النقود .. وفي بعض المناطق يخرج الاطفال اخر يوم من صفر يضربون ابواب منازلهم وهم ينادون " اطلع ياصفر "ويكسرون قدحا او بستوكة فيها ماء وملح وملح وفلوس في الشارع وهم ينشدون فرحا " راح صفر جانه ربيع.. يامحمد ياشفيع".. والمقصود شهر ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وآله ... ربيع الأول.. كما كان البعض يضعون مبلغا من المال امام الباب على سبيل الصدقة لياخذه من هو محتاج ... ولكن يبقى مشهد كسر الأواني الفخارية والزجاجية هو الاصل في هذا الموروث وهو مدعاة للفرح والسرور ليعلن فيها انتهاء فترة النحس الذي تعتقد العائلات أنه يلازمها, لتتصاعد الأصوات بالدعاء والنذور, بعدها تقوم النسوة بكنس ولملمة المكسور وكنس الجدران ودواخل البيوت حتى ينقضي شهر صفر في ذاك اليوم.
وهنالك الكثير من الاهازيج في فرحة انتهاء هذا الشهر عند حرق السعف حيث يردد
الناس :
حركناك ياصفر …
يابو المصايب والكدر
اطلع اطلع ياصفر …
ياشهر الشوم والضجر...
اخيرا اتمنى من الاخوة ان ينظروا الى موضوع
اليوم من باب التراث والتقاليد والموروث الشعبي وان لا يدخلونا في دهاليز الخرافات
و البدع .. فان جميع ايام الله هي ايام
خير وسرور ولكن هذا التقليد والعادة هو جزء من ميثيولوجيا المجتمع المرتبطة
بالموروث الشعبي ... ومن المؤكد ان امثال
هذه الممارسات ستنتهي يوما نظرا لتطور
الثقافة وازديد الوعي الاجتماعي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق