بوفيليا جزيرةٌ إيطاليةٌ سيئةُ السمعة، وتُسمى بجزيرةِ الموت الأسود، وبجزيرة
الأشباح، وتقع الجزيرة على الساحل الإيطالي بين مدينتي البندقية وجزيرة ليدو في شمال
بحيرةِ البندقية أو البحر الأدرياتيكي، وتبلغ مساحةُ الجزيرة سبعةَ عشر ألف فدان .
وتضم مبنى قديم لمستشفى للأمراض العقلية وقلعة تاريخية وكنيسة مهجورة
كانت من الجزر التي تَنازعت في السيطرة عليها منذ القدم مدينة جنوا وكذلك البندقية
.. حيث شهدتْ الجزيرة الكثير من المعارك على أرضها... لجأ إليها الناس في عام 421 م
هربا من الغزوات البربرية و نمت الجزيرة واصبحت
كغيرها من الجزر الايطالية الجميلة بأشجارها الخضراء الزاهية التي تُحيط بها المياه الصافية النقية واستقطبت الكثير من الأشخاص الذين قدموا اليها من باقي المدن وتمّ بناء العديد من الكنائس في القرن
الثاني عشر وما زالت هناك كنيسةٌ قديمةٌ قائمة إلى الآن إلى جانب بقايا مستشفى للأمراض العقلية، وعدد من المباني المهجورة
..
عام 1379 تعرضت الجزيرة الى التهديد من قبل
احد الاساطيل البحرية الكبيرة مما حدى بالسكان الى الهرب من الجزيرة و
اصبحت غير مأهولة بالاسكان لعدة قرون
..حتى قررت السلطات عام 1777 استخدام الجزيرة
كمصحة للامراض العقلية والحجر
الصحي ..
عام 1793 اجتاح مرض الطاعون كافة دول
أوروبا ومن بينها إيطاليا عن طريق السفن
التجارية ..وحصد الالاف من الارواح مما
اضطر السلطات الى اتخاذ قرار باستخدام هذه الجزيرة كمقبرةً للمتوفين بمرض الطاعون
. اضافة الى تحويل مستشفى الامراض العقلية
الى مكان للحجر الصحي للمصابين والمشتبه باصابتهم بهذا المرض ليكونوا تحت الملاحظة والعلاج
... وكان الاطباء والممرضين يرتدون
قناع غريب الشكل يمثل غرابا ذو منقار
مجوف من الامام .. ويُقال بانه كان يتم حرق المرضى وهم على قيد الحياة في مقابرَ جماعية
للتخلّص منهم نهائياً و اشتهر بان الرحلة الى الجزيرة هي رحلة الذهاب بلا عودة
..وفقد الناس عقولهم نتيجة الخوف وهو ما أدى
إلى انتشار الاحاديث بأن الجزيرة مسكونة بالأشباح وارواح الموتى ما حولها الى جزيرة للرعب ..رغم استمرار دورها كمكان للحجر حتى تم
اغلاقها نهائيا عام 1814..
الى تلك الفترة كانت الجزيرة تسمّى باسم
لازاريتو، حتى وصول القائد الفرنسي نابليون بونابرت اليها واسماها بوفيليا قام بتحويلها إلى مركزٍ ومخبئٍ للسلاح خلال
الحروب التي قادها في أواخر القرن الثامن عشر.. هجرت بعدها مرة اخرى قبل ان تقرر
السلطات الايطالية اعادة فتحها كمستشفى للامراض العقلية عام 1922 وتم تعيين طبيب متخصص ادعى ان له
اساليب خاصة لعلاج المرضى ...
كان المرضى يشكون من رؤية اشباح موتى الطاعون تطاردهم
ولايستطيعون النوم من الخوف .. وكان الاطباء يظنون انها نوع من
الهلوسة وبدأوا باستخدام العنف والتعذيب
ضد المرضى لاخراج هذه الارواح وكان وفشل هذا الطبيب باستخدام اساليب جراحية
في المخ لعلاج المرضى .. ليقوم بعدها بقتلهم .. مما اصاب الطبيب ايضا بالاكتئاب وبدأ يشكو
من رؤية الاشباح التي تريد قتله انتقاما وذات يوم
قام هذا الطبيب بالانتحار بالقاء
نفسه من اعلى برج الكنيسة ويقول الصيادون
ان شبح الطبيب يظهر اسفل البرج كل ليلة حيث يسير حول المبنى ..
اغلقت المستشفى بعدها ومنذ ذلك اليوم
لم يتجرأ أحد من السكان المحليين القريبين من الجزيرة من الوصول اليها كما منعت الحكومة الإيطالية السياح من زيارتها خوفاً
من أية عواقب قد تنتج عن ذلك.
مؤخرا تم الإعلان رسمياً عن طرح جزيرة "بوفيليا" للبيع من ضمن العديد
من العقارات الأخرى ..في سعي من الحكومة الإيطالية لخفض الدين العام وبامكان اي شخص أو مستثمر الدخول في المزايدة الخاصة بشراء هذه
الجزيرة المخيفة شرط تحويلها بعد تجديد وترميم مبنى المستشفى و القلعة التاريخية والكنيسة القديمة
المهجورة إلى منتجع سياحي فخم يعود بالفائدة التنموية والاقتصادية على المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق