ولد ديفيد ساول مارشال في سنغافورة في 12 آذار عام 1908، لأبوين عراقيين يهوديين
من بغداد هاجروا إلى سنغافورة والتي كانت جزء من
بلاد الملايو البريطانية والتي تضم ( ماليزيا وبروناي وسنغافورة وإندونيسيا وجنوب تايلاند
) أسم عائلته الأصلي مشعل تم توليفه الى مارشال لسهولة النطق و كان له ستة أشقاء غادر
احدهم إلى أستراليا وتوفي هناك عام 1945 في
ظروف غريبة
تلقى ديفيد تنشئة دينية صارمة وتعليما
اكاديميا عاليا في معهد رافلز، ومن جامعة لندن.
والتي تخرج منها عام 1937 وعاد إلى سنغافورة لبدء مهنة القانون
ايام الحرب العالمية الثانية ... وبعد احتلال اليابان لسنغافورة في عام 1942 ، اختارت عائلته
الفرار إلى أستراليا ، لكن مارشال قرر البقاء والتطوع للخدمة العسكرية مع الوحدة البريطانية للمتطوعين في المستوطنات ، وتم اسره في شباط
1942، من قبل الجيش الإمبراطوري الياباني حيث إرسل إلى معسكرات العمل الجبري في اليابان
.
بعد الاستسلام الياباني و أنتهاء الحرب
اطلق سراح مارشال وعاد إلى سنغافورة في عام
1946 وأصبح محاميا جنائيا ناجحا وبارزا. وأشتهر
ببلاغته الحادة وموقفه الفاضح، ويقال بأنه
كسب 99 حكماً من أصل 100 قضية دافع عنها بتهمة
القتل بفضل بلاغته أمام هيئة المحلفين وهذه احد الاسباب التي دفعت الرئيس السنغافوري لي
كوان يو الى الغاء نظام هيئة المحلفين في سنغافورة عام 1969 حيث أشار إلى سجل مارشال كدليل على "عدم كفاءتها".
عام 1955، سمحت الحكومة البريطانية لسنغافورة
باجراء أول انتخابات عامة حيث قاد مارشال حزب
العمل إلى الفوز في أول أنتخابات للمجلس التشريعي في سنغافورة. وشكل في 6 نيسان
1954 الحكومة ليصبح اول رئيسً للوزراء لسنغافورة
.. ولكونه من مؤيدي الاستقال الكامل فقد كان له الدور الكبير في المفاوضات مع بريطانيا
وقاد وفدا الى لندن للمطالبة بالحكم الذاتي الكامل لسنغافورة لكن المفاوضات فشلت و
تم رفض مبدأ الاستقلال من قبل البريطانيين فقرر مارشال الاستقالة من رئاسة الحكومة
في 7 حزيران 1956 . وحل محله ليم يو هوك، الذي عمل على سياسة اقناع البريطانيين. والذين
وافقوا على الحكم الذاتي للحكومة للإشراف على
جميع قضايا الحكومة باستثناء الدفاع والشؤون الخارجية وهذا ماكان يرفضه مارشال ..بعد
أستقالته اصبح عضواً في الجمعية التشريعية عام 1957، ورغم انه لم يحصل على مقعد نيابي
في انتخابات 1959 الا انه عاد ليفوز في انتخابات
1961 وعاد الى ممارسة القانون بعد ان خسر انتخابات عام 1963 بصفته مستقل وظل نشطًا في المجال السياسي ليعود
على راس حزب العمال عام 1972.
للفترة من عام 1978 إلى عام1993 شغل مارشال
منصب سفير سنغافورة في فرنسا والبرتغال وإسبانيا وسويسرا. ودافع عن مصالح سنغافورة العليا وحكومتها في المحافل الدولية وعلى الرغم
من أختلافه مع حكومة لي كوان يو حتى تقاعده من السلك الدبلوماسي في عام 1993بسبب المرض.
توفي مارشال في عام 1995 بعد اصابته بسرطان الرئة
احدى الصور لتمثال نفذه النحات الهنغاري
بيتر لامبدا للمارشال عام 1956 وقد تبرعت به عائلة ديفد مارشال عام 2011 الى كلية
الحقوق، جامعة سنغافورة للإدارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق