الجمعة، 26 أبريل 2019

حزب الحمير


واحدة من التجارب الديمقراطية التي  حدثت  في العراق هو تأسيس حزب للحمير .. الحزب ليس حديثا .. بل تشكل في سبعينيات القرن الماضي تحت اسم "جمعية" في مدينة السليمانية شمال العراق
لكن السلطة آنذاك منعته من مزاولة نشاطاته انطلاقا من فكر الحزب الواحد .. اعيد تشكيل الحزب عام 2005 ونال ترخيصاً رسمياً بصفته حزباً رغم الضغوط الرسمية والشعبية التي واجهته  بسبب اختلاف أفكاره وتسميته.
تأسس  الحزب  بحيث  لايكون الانتماء اليه حكراً على قومية، أو فئة أو جنسية والشرط الوحيد هو ألّا يقل عمر طالب الانتماء عن 18 عاماً ..
معتنقو فكر حزب الحمير لديهم اعتقاد عميق بأن تحلي الإنسان بصفات الحمار  يجعله  شخص منضبط في كل  مجالات  الحياة .. وهو صبور موثوق به..... وبحسب المتبع والمعروف بين الأحزاب فناك درجات حزبية لاعضاء الحزب ...فالمنتمي الجديد يطلق عليه "الجحش"، وبعد فترة تتم  ترقيته  الى "حمار"، ثم يترقى الى  درجة "الحمار الكبير"، وبعدها "صاحب الحدوة"، تليها مرتبة "صاحب البردعة"، وصولاً إلى "الحمار الأكبر" وهي رتبة أمين عام الحزب. ولحزب الحمير هيكلية حزبية؛ فالمكتب السياسي يطلق عليه "الخان" وهو مكان مبيت الحمير، في حين تسمى الفروع الحزبية بـ"الإسطبل" والفرق الحزبية بـ"المعالف".
قام النحات  الفنان زراك ميرا بصنع تمثالا من البرونز  ويجسد رأس حمار يرتدي بدلة وقميصاً وربطة عنق..نصب في حديقة  عامة بشارع نالي في السليمانية، ونالي هو شاعر كردي مشهور، كتب قصيدة شهيرة عن الحمير، ولم يكن يعلم أنه سيأتي يوم يصنع حزب تمثالاً لبطل قصيدته في تلك الحديقة. وقد تحولت الحديقة إلى مزار مهم من قبل زوار المدينة، الذين يأتون ليلتقطوا الصور التذكارية مع تمثال الحمار.
المجتمع  لم يكن مستعدا لتقبل الفكرة .. لذا فقد فشل الحزب في إشاعة ثقافة احترام الحمار  وقام عمر كلول أمين سر حزب الحمير  مطلع عام 2014 بحل الحزب بعد معاناة اجتماعية كبيرة  لتنتهي أحلام جميع أعضاء حزب "الحمير" بان يكون لهم مكانا في الخارطة السياسية والاجتماعية في العراق الجديد ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...