يوم 10 كانون الاول 1929القت دائرة التحقيقات
الجنائية في بغداد القبض على اربعة شبان اجتازوا الحدود الفاصلة بين ايران والعراق
دون جواز ..احدهم روسي والثاني الماني والثالث يوناني والرابع ارمني . وكان الشاب
الروسي في الخامسة والعشرين من عمره وهو جميل الوجه اصلع الجبين ذو شعر ذهبي
وعينين زرقاوين وذاهلتين تدلان على حزن عميق . ادعى انه
اليكسي ابن القيصر نيقولا رومانوف
وولي عهد روسيا القيصرية وانه قد نجا من
مذبحة اسرة القيصر رومانوف على يد الثورة الروسية سنة 1918 وكان برفقة امرأة متوسطة العمر ادعى انها مربيته منذ
الطفولة
وفق الرواية .. فان الامير استطاع ان يفر من
المدينة متنكرا في ثوب فلاح روسي وفي صحبته الامير سرج يوسبوف واحد الاطباء . وكان
مصاب بحالة من الاغماء وفقدان الذاكرة فلم يعد يذكر ما جرى له في تلك الايام
العصيبة ولما صحا واستعاد ذاكرته وجد نفسه
في منزل فلاح يأويه في احدى قرى سيبريا النائية .. وقضى في منزل هذا الفلاح عاما
كاملا ..وفي سنة 1919 حامت حوله الشبهة وبلغ البلاشفة انه ابن القيصر السابق
فارسلوا رسلهم يقبضون عليه وقادوه الى اعماق السجون يذيقونه مر العذاب وعادت اليه حالات الاغماء فارسل الى احد
المستشفيات وهناك تعرف على ابن قائد عسكري سابق من رجال القيصر القدماء ، واتفقا
على الفرار سويا ونجحا في التسلل من المستشفى والخروج من المدينة
وعبرا نهر اراكس بين الحدود وبينهما هما في الماء انتبه حرس الحدود لامرهما فاطلقوا عليهما وابلا من الرصاص ..فقتل
ابن القائد ونجا الامير بحياته
واستطاع عبور الحدود الايرانية منتحلا اسم
صديقه القتيل واقنع البوليس ان والده يقيم في تبريز ..ذهب الى تبريز وعمل خادما في
فندق رجل ارمني فاشتغل فيها.. وهناك تعرف
باصدقائه الذين قدموا معه الى بغداد وهم الماني ويوناني وارمني ... وتصادقوا
. وفي ذات يوم علم ان البلاشفة علموا
بمقره واوفدوا عيونهم تتجسس اخباره وتعمل على اعادته الى روسيا للقضاء عليه .
فاتفق الاربعة على مغادرة ايران الى العراق وفروا منها وعبروا الحدود فقبض عليهم
البوليس العراقي .
يروي سندرسن باشا طبيب الاسرة المالكة في العراق ان الشاب ادعى انه مصاب بنزف الدم الوراثي والذي يصيبة
بحالة من الاغماء و فقدان الذاكرة. ولكنه قام بفحصه و لم يجد ما يثبت ذلك
تم عرض
صور الشاب على الكثيرون من افراد الجالية الروسية فأجمعوا كلهم على انه
صورة طبق الاصل من ولي العهد الذي قتله البلاشفة . وطبقوا صورة ولي العهد القديمة
عليه فلم يكن ثمة فرق الا في السن .
اطلقت الشرطة سراحه مؤقتا فآوى الى منزل شيخ روسي يسكن في بغداد حيث احسن
مثواه واكرم وفادته
قامت الشرطة باحالة الشاب لاحقا
الى المحكمة بتهمة دخوله العراق
بصورة غير مشروعه فحكمت عليه
بالسجن ولكون الحكومة العراقية لم تكن راغبة يومئذ بالدخول في مشاكل مع الدولة الجديدة في روسيا .. ولعدم وصولها
الى قناعة نهائية بشخصية الفتى الروسي ... لذا فقد
تم اخراجه مع مربيته من العراق .. فغادر الى مدينة باري بايطاليا
عام 2007اعلنت الحكومة الروسية استنادا الى فحوص
الحمض النووي انها عثرث على بقايا عظام
تعود الى اليكسي نجل القيصر وشقيقته ماريا اللذين اعدما مع القيصر
قامت العديد من الصحف بنشر القصة منها جريدة البلاد البغدادية لرفائيل بطي في عددها
يوم 20 كانون الاول 1929 ومجلة الدنيا المصورة المصرية العدد 36 ليوم 22 يناير
1930..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق