طوال 1400 عام كانوا يوهموننا بان البيت الحرام مهدد وان الكفار
يريدون هدمه .. والحقيقة ان الكعبة
المشرفة وبيت الله الحرام لم تتعرض الى اي
خطر خارجي.. ولكنها تعرضت الى الهدم
واعادة البناء اربع مرات.. مرتين بفعل السيول من جبل ابي قبيس ومرتين كانت بفعل القصف بالمنجنيق الاموي ..
اول هدم موثق للكعبة المشرفة كان
قبل بعثة الرسول الاعظم بخمس سنوات حيث
عملت السيول على تخريب اساساتها و تشققت جدرانها واصبحت على وشك السقوط، .فقامت
قريش بهدمها واعادة بنائها بايدي العبيد
وتحت اشراف سادة قريش و لم يتم اشراك النبي( ص ) في الامر الا عندما تنازعوا على
شرف حمل الحجر الاسود، و كان عمره الشريف في ذلك الوقت 35 سنة.
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام
عندما بنى الكعبة المشرّفة قد جعل لها
بابين باب شرقيًّ وبابً غربيًّ، ولما اعادت
قريش بناء الكعبة لم تكن الاموال كافية فتركوا من الحِجر ست أذرع وشبرًا، وجعلوا لها
بابًا واحدًا شرقيًا مرتفعًا عن الأرض
الهدم الثاني كان بعد ضرب الأمويون الكعبة الشريفة بالمنجنيق في زمن يزيد بن معاوية بقيادة الحصين بن النمير
..ففي الثالث من ربيع الأوّل 64سنة هـ قام
جيش يزيد بمحاصرة الكعبة المشرّفة ، لقتال عبد الله بن الزبير الذي تحصّن فيها ..
وبعد أن استعصى على الجيش الأموي إخضاع ابن الزبير ، قاموا بنصب المنجنيق ورمي
الكعبة بالنار ، فاحترقت واستمروا بحصار البيت
الحرام عدّة اشهر حتّى وصلهم خبر موت يزيد فرجعوا الى الشام وتفرّقوا
لاضطراب أمرهم ، فلاحقهم أهل مكّة والمدينة ، حتّى أخذوا أربعمائة منهم إلى الحرّة
بالمدينة ، وأمر بن الزبير بقتلهم ....ونتيجة لقصف الكعبة بالمنجنيق فقد تشققت
جدرانها و سقط الكثير من احجارها، فقام
عبد الله بن الزبير بتهديمها و اعادة بنائها من جديد، و اضاف اليها بضع اذرع
معتمداً على رواية السيدة عائشة عن رسول الله (ص)” لولا أنَّ قومَكِ حديثُ عهدٍ
بجاهليةٍ، لأَمَرْتُ بالبيتِ فهُدِمَ، فأدخلتُ فيهِ ما أُخْرِجَ منهُ، وألزقتُهُ
بالأرضِ، وجعلتُ لهُ بابيْنِ بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، فبلغتُ بهِ أساسَ
إبراهيم .. حيث اعاد بناء الكعبة على أساس
إبراهيم عليه السلام، وأدخل ما أُخرج منها من الحِجر وجعل لها بابًا آخر في ظهرها
في الجهة الغربية، وجعل بابيها لاصقين بالأرض وزاد في طولها تسع أذرع
المرة الثانية لقصف الكعبة بالمنجنيق
كانت عام 73 هـ ايام عبد الملك بن
مروان .. وكان الجيش بقيادة الحجّاج بن يوسف الثقفي والذي توجه الى الحجار ونزل الطائف ، وارسل جنوده لقتال عبد الله بن الزبير ، فدارت بينهما
عدّة اشتباكات كانت نتيجتها في صالح الحجّاج ، ثمّ تقدّم وضرب حصاراً على مكّة ،
فأصاب أهل مكّة مجاعة كبيرة ، ونصب المنجنيق على جبل أبي قيس ، وبدأ بضرب الكعبة ،
فلمّا حل موسم الحجّ طلب عبد الله بن عمر
من الحجّاج أن يكفّ عن ضرب الكعبة بالمنجنيق ، لأنّ الناس قد امتنعوا عن الطواف
فامتثل الحجّاج ، وبعد الفراغ من طواف الفريضة عاود الحجّاج الضرب ، وتشدد في حصار
ابن الزبير حتّى انصرف عنه رجاله ، ولكن ابن الزبير لم يتراجع ، فخرج لقتال جيش
الحجّاج ، فقتل .. لكن الضرر كان اقل
بالنسبة للكعبة هذه المرة. وكتب الحجاج الى عبد الملك بن مروان ان بن
الزبير اعاد بناء الكعبة على غير ما كانت عليه، فامرعبد الملك بن مروان بهدم الكعبة
واعادة بنائها الى ما كانت عليه ...
المرة الاخيرة التي هدمت فيها الكعبة
فكانت عام 1630 ايام السلطان مراد الرابع حيث ارسل جبل ابو قبيس و الجبال التي حوله سيولها الى الكعبة حيث وصل ارتفاع السيل الى
اكثر من نصف ارتفاع الكعبة فحطم كُل شيء... ولتتعرض الكعبة الى التدمير للمرة
الرابعة .. قام بعدها السلطان مراد الرابع بجلب مهندسين مصريين اشرفوا على اعادة
بناء الكعبة كما عليه هي الان...
المسلمين طوال 1400 عام لم يتركوا لنا غير وصف مكتوب تتناقله الكتب عن
الكعبة. غير ان المستشرقين الاوربيين تركوا لنا هذه اللوحة التي رُسمت في القرن
الثامن عشر حيث وصفت بشكل دقيق كل ما يتعلق بالكعبة و بمكة بصورة عامة...
اللوحة من صفحة الاستاذ علاء الخزعلي ..