الخميس، 16 مايو 2024

السنك

 تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخضراوات التي تستخدم لها السماد الحيواني الذي طالما يكون سببا في كثرة الذباب وقد أخذ الباب الشرقي لبغداد اسمه منها فسمي (باب البصلية) وقد أهملت هذه الأراضي بعد احتلال بغداد فاستوطنها الذباب ولما جاء العثمانيون فوجئوا بواقع هذا المكان فأطلقوا عليها السنك  إشارة إلى كونها كثيرة الذباب...
تطل محلة السنك على نهر دجلة وهي من المحلات الحديثة نسبيا   حيث  بنيت فيه الدور وسكنتها أسر مختلفة منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر وتجاور السنك محلات المربعة والخلاني ورأس الساقية وباب الشيخ وتتميز  بشناشيلها وشبابيكها التراثية الملونة المطلة على درابينها، فضلا عن مقاهيها الشعبية التي كانت ملتقى للشعراء والأدباء والفنانين وضمت  العديد من الفنادق الراقية  
من معالم المحلة قصر عبد الرحمن الكيلاني المطل على شاطىء دجلة (منتدى المسرح حاليا) وكنيسة تريزا (باترك بير) ومجمع روكسي للاعلام واسواق حسو اخوان  وشركة مترو غولدن ماير  وهميركر ابو يونان  وفنادق سمير اميس والسندباد والتايكرس بالاس  والريجنت بالاس  وغيرها  كما اطلق عليها  المربع الذهبي كونها كانت تضم مقرات للقنصليات والمقيميات  البريطانية والالمانية والروسية والفرنسية ..   وسكنا لافرادها  وفيها سكن الجنرال مود   كما سكنتها (المس بيل) السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي وأطلقت على دارها اسم “دار العفة” وفيها أنشأ الانكليز (جسر الكرادة العائم) الذي ربط (السنك) التي تضم الدوائر البريطانية العسكرية مع (كرادة مريم) التي كانت تحوي مقرات بعض الوحدات العسكري ومساكن الضباط الإنكليز
محلة السنك  فقدت جمالها ورونقها  نهاية الستينات حينما زحفت عليها المحال التجارية، فغيرت معالمها التراثية والاجتماعيةوتحولت فنادقها الى  هياكل خاوية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة حجر بن عدي الكندي

هل هي الصدفة وحدها تلك التي شاءت أن يقتل هذا الصحابي الجليل والبطل الفاتح في الأرض التي أدخل إليها الإسلام وكان أول مسلم تطؤها أقدامه ؟ قال ...