الخميس، 23 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق .. الجزء الثالث ..ملك سيام وابو صباح ..

في الحلقة الثالثة والاخيرة  من قصة الشاي نتحدث اليوم  عن قصة تروى عن ملك سيام والشاي العراقي ..  
في سنة 1957 قام ملك دولة سيام ( تايلند حاليا ) بزيارة بريطانيا العظمى تلبية لدعوة رسمية مصطحبا معه ولده  ولي العهد وزوجته الحسناء والذين كانا يرومان قضاء شهر العسل في لندن ..واستمرت الزيارة عشرون يوما تم خلالها تطبيع العلاقات المتوترة والمتكهربه بين الدولتين .. وعند انتهاء الزيارة حدثت مشكلة بسبب كلب صغير كادت ان تنسف العلاقات بين بريطانيا  ودولة  سيام وتدق طبول الحرب ..  إلا ان الامير الصغير تدارك الامر وقرر العودة فورا الى وطنه  الام مع والده الملك  وعروسه حاشيته بأقصى سرعة تحاشيا من تفاقم الازمة وتطورها  . 
 اقلعت طائرة ملك  سيام مع الوفد المرافق له من مطار لندن الدولي  الى مملكة سيام ..وهبطت في مطار بغداد المدني ( مطار المثنى حاليا ) بعد طيران دام سبعة ساعات من اجل الترانزيت والتزود بالوقود وغيرها من اجراءات السلامة والصيانة  الفنية . وكان على  متنها ملك سيام الذي كان في غاية الغضب والامتعاض من المشكله التي حدثت له في لندن و معه زوجته والمرافقين السياسيين ,  كانت الاجواء  ببغداد في غاية الروعة  والانشراح حيث استقبلهم مدير تشريفات جلالة الملك فيصل الثاني وقام  بالتشريفات اللازمة  حيث توجه ملك سيام الى صالة الضيوف الكبرى مع زوجته وولي العهد  وعروسه الحسناء  اما الوفد المرافق للملك فقد جلسوا في  صالة الضيوف الخاصة بالمسافرين .
كان الوقت صباحا  وتم تقديم الشاي العراقي المهيل قبيل وجبة الفطور من قبل ابو صباح ذو الخمسين عاما والذي كان يدير كافتريا المطار هو واولاده الثلاثة  .. لاحظ الجميع ان علامات الغضب قد اختفت من على وجه الملك بعد ارتشافه الشاي العراقي وان علامات الانفراج وارضا كانت بادية على محياه .. طلب الملك المزيد من اقداح الشاي له وللوفد المرافق ..
الارتياح الذي اصاب  العائلة المالكه لدولة سيام بعد شرب الشاي العراقي جلب للملك الشعور بالرضا وعدم الاستفزاز .. مما دعا الملك الى استدعاء  ابو صباح صاحب الكافيتريا  من اجل معرفة اسرار نكهة وطعم هذا الشاي العراقي الاصيل .. حضر ابو صباح امام الملك .. وبعد سيل من   كلمات الثناء والإعجاب طلب الملك شخصيا من ابو صباح تعليم الوفد المرافق له طريقة اعداد هذا الشاي الذي يفوق جميع نكهات الشاي في مختلف دول العالم .
قام ابو صباح بشرح طريقة اعداد الشاي للوفد المرافق وكيفية عمله بواسطة السماور  الامر الذي يعطيه هذه النكهة المميزة والمنبعثة من دخان وجمرات النار المتقدة من اخشاب العراق وماء دجلة  العذب الرقراق  .
قام الملك بعدها بتناول فطوره وكان عبارة عن  الكباب والتكه والعروك والبيض واللبن الرائب .. وكانت امارات الدهشة واضحة على وجوه الاسرة المالكه في سيام .. والملك بالذات .. امر الملك بحمل المزيد  من اقداح  شاي ابو صباح  لغرض شربه اثناء رحلة العودة   الى سيام . و قام  بإصدار اوامره بتغير طريقة اعداد الشاي  في القصر الملكي  السيامي من الطريقة المتبعة الى الطريقة العراقية لعراقة النكهة وطيب المذاق كما امر مرافقيه بالتقاط الصور الفوتوغرافية التفصيلية  لطريقة اعداد الشاي حسب التقاليد العراقية...و قام ابو صباح  بمليء عبوات ماء دجلة وإهداء اكياس من الفحم  الى ملك سيام ..
 الصحف والمجلات السيامية خرجت اليوم التالي  بصور الشاي العراقي  المعمول على الفحم  والذي اعاد الهدوء والانشراح الى وجه مليكهم .. وربما كان السبب في ابعاد شبح الحرب بينهم وبين بريطانيا ..

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق الجزء الثاني


لم يكن العراقيون يعرفون الشاي لا في جلساتهم الخاصة ولا في مقاهيهم المنتشرة في المدن .. حيث  كان أصحاب المقاهي يقدمون  لزبائنهم  القهوة العربية  واللقم والزنجبيل اضافة الى  القنداغ وهو عبارة  السكر المذاب بالماء الساخن والذي كان يشرب  في الصباح الباكر كما كان البعض منهم يفضل شرب القهوة خاصة مع تدخين  الناركيلة ...

في عام 1870 زار  العراق شاه ايران .. ناصر الدين شاه ..  لزيارة العتبات المقدسة وذلك ايام الوالي العثماني مدحت باشا .. وكانت اقامته والوفد المرافق له  في القصر الذي شيد له خصيصا في حدائق المجيدية بالباب المعظم ( مدينة الطب الحالية ).. واقام حفلة للوالي وحاشيته وكان مع الوفد المرافق للشاه الإيراني أجهزة الشاي كاملة حيث كانت اول مرة يشرب فيها مدحت باشا ووجهاء بغداد الشاي ..

ورغم دخول  الشاي الى  العراق زمن الوالي مدحت باشا كما  في الوثائق الكمركية الا انه لم يأخذ مداه في أوساط المجتمع العراقي إلا بعد دخول القوات البريطانية  وللطريفة يروى ان احد  سكان كرادة  مريم في بغداد اهدى اليه كيسا من الشاي من قبل احد الهنود العاملين ضمن القوات البريطانية  فقام بتقديمه الى بقرته ظناً منه انه نوع من انواع العلف الحيواني...

في بداية الامر كان  شرب الشاي في البيوت مقتصراً على فترة المساء .. فقد ظل  القنداغ هو المشروب المفضل في الصباح و بعد شيوع استعمال الشاي في المقاهي  اصبح الناس يسمون ( المقهى ) بـ(الجايخانة ) نسبة الى ( الجاي ) ... وسرعان ما انتشر استعمال الشاي بين الناس حتى أصبح تناوله عرفاً وظهرت عادات وتقاليد ومعتقدات ارتبطت به  فمن  تقاليد أهل الريف، عدم وضع الملعقة (الخاشوكة) في قدح الشاي، ووضعها في صحنه عند التقديم لأن وضعها في القدح، يثير تفسيرات ربما تشعل صراعاً من الصعب تهدئته.. كما ان وضع الملعقة بصورة مقلوبه في صحن الشاي يعتبر من المحرمات في بعض المناطق .. ومن المعتقدات ان  ظهور فقاعات (وغف) عند تحريك الشاي لذوبان السكر، دليل على رزق قادم ذلك اليوم، كما ان وجود  ملعقتين في قدح وأحد عند التقديم، تنبأ بأن شاربه سيتزوج مرتين....الى آخره من هذه التفاسير التي ارتبطت بالموروث الاجتماعي .. ولشدة ولع العراقيين بالشاي تفننوا في إعداده ، وطريقة شربه، فالبعض يتناوله بالاستكان والبعض الآخر بالصحن بعد تطعيمه بالهيل.. وهناك من يخلط السكر معه، وغيره يشربه ''دوش'' أو ''دشمله'' حين يتناول السكر منفصلاعبر وضعه تحت اللسان . والسكر أنواع فمنه الخشن والناعم والقطعة الهرمية الشكل التي تسمى ''كله''، يتم تكسيرها بواسطة الدقاقة او الفأس الصغيرة  من قبل  ربة البيت بعناية ودقة بحيث تكون القطع منتظمة غير مفتتة لتصلح تحت اللسان... ، أو ما يسمى  ''قند'' ويكون  على شكل مكعبات انفرد في بيعه احد العطارين في محلة الحيدرخانه المطلة على شارع الرشيد، قبل ان ينتشر الى باقي مدن العراق

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

قصة الشاي في العراق ..الجزء الاول

الشاي .. المشروب رقم واحد في العراق .. سنتحدث عن قصته في شذرة من ثلاث اجزاء  ..
في قصيدة لنزار قباني في رثاء زوجته بلقيس، إذ يسائلها: ''أين شايك العراقي المهيّل''.
الشاي هو نبات بساق طويلة، وزهرة بيضاء، لها أوراق صغيرة تقطف ثلاث مرات في السنة، في الربيع والصيف وأوائل الخريف، بعد السنة الثالثة من عمر الشجرة وقد اكتشفه الصينيون في الألف الثالث قبل الميلاد، والشاي على أنواع، والأسود منه هو الذي يستعمل في العراق مستورداً من مناشئ زراعته، مثل الصين والهند، وسيلان، لأن مناخ العراق لا يلائم زراعته، ويصنع الشاي (يخدر)، أما على الفحم، وأما على الخشب، أو على نار هادئة، وأطيب طعم له عندما يكون على الفحم، ويشرب بأقداح صغيرة تسمى (استكان)ويصنع في إبريق يسمى (قوري)، أما لوحده، أو يضاف له الهيل، وهناك من يحب إضافة الحليب إليه عند وضعه في القدح فيسميه (شاي حليب) وهو صحياً أكثر من الشاي لوحده، أما الشاي بالنعناع، والشاي المتبل فغير مرغوب بهما في العراق.
ومن فوائده عند تناوله بكميات معتدلة، وغير مركزة فإنه يساعد على تنشيط القلب، وتهدئة الأعصاب، وتقوية التركيز الفكري، لاحتوائه على مادة الكافائين المنبهة، كما يساعد على إيقاف الإسهال، ومنع الجفاف، وتعويض السوائل المفقودة، ومقاومة البرد شتاءاً، وتقليل العطش صيفاً، والتنبه من الإغماء، كما يستعمل غرغرة في حالة التهاب اللوزتين، ويساعد على مضغ الطعام وهضمه إذا تم تناوله بعد نصف ساعة، أو تزيد قليلاً، كما يمكن استخدام كمادات منقوعة بالشاي لمعالجة إصابة العيون، أما أوراقه (الشاي اليابس) فتستخدم في تنظيف السجاد وصبغ بعض الأنسجة القطنية.
أما مضاره، فتظهر في تناوله بكميات كبيرة، ومركزة، فيسبب الإمساك وعسر الهضم لوجود التاينن في محلوله، ويؤدي إلى زيادة خفقان القلب، ويكون له تأثير سلبي على المصابين بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، والاستمرار بتناوله يؤدي للإدمان عليه، خصوصاً لدى الأطفال، حيث يؤدي إلى إضعاف أعصابهم لوجود مادة الكافائين فيه، وإن تناوله قبل النوم يسبب الأرق، كما إن الإكثار منه يؤدي إلى تغير لون الأسنان الناصعة البياض.
إن البديل الصحي هو (شاي كوجرات) الذي اشتهرت بزراعته محافظة القادسية قبل أكثر من ثمانين سنة، فهو مانع للعطش، يقوي ضربات القلب، ويهدئ الأعصاب، ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، وله أهمية في تصلب الشرايين، وأمراض المعدة والأمعاء، ويسهل عملية الهضم، ومدرر جيد، كما يوصف في معالجة اختلال وظيفة الكبد والصفراء.
في شذرة  الغد ان شاء الله نكون مع الجزء الثاني  وقصة دخول الشاي الى العراق ..تابعونا

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

نهر وجسر الوند

سمي نهر الوند بهذا الاسم نسبة الى القائد الوند ميرزا اوغلو حفيد السلطان حسن الطويل مؤسس دولة آق قوينلو - الخروف الابيض. والذي  قتل  في احدى المعارك على ضفاف النهر.. يبلغ طول النهرحوالي 150 كم، وينبع من جبال زاجروس بإيران،وينحدر غرباً في محافظة كرمانشاه، حيث يمر بمدن قصر شيرين ، ثم يتجه غرباً فيدخل العراق عند مدينة خانقين ليصب في نهر ديالى....يخترق نهر الوند قضاء خانقين من الشرق باتجاه الغرب ويشطرها إلى شطرين (الصوب الكبير والصوب الصغير). والنهر يروي مساحات تقدر بـ 120 الف دونم من الاراضي الزراعية الخصبة وكانت مناسيب المياه التي تصل مركز المدينة  ايام فصل الصيف تقدرب 6 متر مكعب  في الثانية.. أنشئت على جانبي النهر  المتنزهات والحدائق الفيحاء، بحيث تبدو مدينة خانقين للناظر كالجنينة وسط هالة من البساتين.. واهم ما يميزها هو جسرها الاثري الجميل  والذي شيد عام 1863 م  لغرض تسهيل عبور الزوار القادمين إلى العتبات المقدسة في العراق وتسهيل طرق  التجارة والتنقل بين العراق وإيران...
الجسر جميل جدا ويتألف من (12) فتحة ويستند على ركائز يصل  ارتفاع اعلاها الى 12م... مع  اجنحة جانبية لمرور السابلة.. وللجسر قصة حيث يروى أن إحدى الأميرات الثريات الإيرانيات  قدمت للعراق لزيارة العتبات المقدسة.. فلما وصلت إلى خانقين صادفت ارتفاع  منسوب  نهر الوند وزيادة شدته .. فتعذر عبوره، مما اضطرها الى نصب خيمة  والتخييم  على ضفة نهر الوند بانتظار انخفاض شدة  تيار  المياه  ولكن تيار الماء كان يشتد ويزداد عنفا يوما بعد يوم بشكل مرعب، ما اضطرها إلى العودة إلى إيران .. وقررت بناء جسر متين على النهر يستطيع الثبات أمام عنفوان وقوة تيار المياه...
تم تصميم  الجسر وبوشر بتنفيذه   عام 1860م  وانجز عام 1863. وذلك  باستخدام  أنقاض واحجار  جسر أثري قديم يبعد 6كم جنوبا عن موقع الجسر الحالي يعود إلى العهد الساساني... كما تمت الاستفادة من احجار الاطلال والمخلفات الاثرية لاحد قصور الملك يزدجرد الثالث... حيث استخدم في المشروع نحو خمسة آلاف عامل ،ويروى انه  توفي  ألفين منهم  جراء الفيضانات الشديدة و السقوط من أعلى موقع البناء وحوادث اخرى احاطت بسير العمل ودفنوا في مقبرة  ماتزال موجودة حالياً في مزار قريب من موقع الجسر يسمى  بمزار الامام (علمدار).

عباس بن فرناس واسماعيل الجوهري

من الاخطاء التاريخية التي نرددها هو  وفاة عباس بن فرناس وهو يحاول الطيران، واقع الحال ان  هذه الحادثة حدثت لشخص آخر وهو (إسماعيل بن حماد الجوهري) والذي  قام بصناعة أجنحة خشبية وحاول الطيران من فوق سطح مسجد في (نيسابور) لكنه سقط ومات.. اما  عباس بن فرناس فقد توفي  بطريقة طبيعية وعمره 77 عامًا بعد ابتكاره  للمضلة الشراعية  ب 12 عامًا.
هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني مخترع موسوعي أندلسي..شاعر وموسيقي وعالم في الرياضيات والفلك  والكيمياء ..يطلقون عليه  "حكيم الأندلس". ولد في مدينة رندة بإسبانيا عام 810 م  لأسرة أصولها من الأمازيغ ايام  الدولة الأموية في الأندلس.. وعاصر الحكم بن هشام وابنه عبد الرحمن وحفيده محمد  وكان من شعراء البلاط منهم المقربين .. اتهم بالكفر والزندقة، وعقدت محاكمته بالمسجد الجامع أمام العامة، إلا أنها انتهت بتبرئته ...
صمم ابن فرناس ساعة مائية عُرفت باسم "الميقاتة"، كما ابتكر  طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة كما صنع نظارات طبية، وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس بدلا من ارسالها إلى مصر لتقطيعها..وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.. كما بنى في منزله، بانوراما كونيه  وهي نموذج يحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. كما ابتكر بعض أنواع بندول الإيقاع..
أما أعظم إنجازاته، فكانت  استخدامه جناحين في محاولة منه للطيران، بالقرب من قصر الرُصافة في بغداد..
توفي عباس بن فرناس 887م في قرطبة 
تم تكريمه في القرن الماضي حيث  سُميّت فوهة قمرية باسمه .. ونصب له  تمثال في شارع المطار  ببغداد  واطلق اسمه على احد المطارات شمال بغداد وأصدرت ليبيا طابعًا بريديا باسمه، وأطلقت اسمه على فندق المطار بطرابلس، وفي 14 يناير 2011، افتتح جسر عباس بن فرناس في قرطبة على نهر الوادي الكبيروفي منتصفه تمثال لابن فرناس مثبّت فيه جناحين يمتدان إلى نهايتي الجسر، وهو من تصميم المهندس خوسيه لويس مانثاناريس خابون. وفي رندة.. حيث ولد  افتتح مركز فلكي يحمل اسمه.

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

الشيخ والحديدة والطنطل

الطنطل كائن خرافي .. ينتشر الحديث عنه في مناطق الجنوب العراقي والاهوار بشكل خاص حيث عادة ما يوصف بانه شخصية لاهيه وعابثه يجد متعته في اخافة الناس والضحك عليهم وايقاعهم في اوقات عصيبة . ورغم هذا الخوف فان هذا الطنطل كما تقدمه الذائقة الشعبية يخاف من الحديدة  وهي اي قطعة حديد كأن تكون منجلا او خنجرا وغالبا ما توضع حديده على مداخل الدور في المناطق التي تنتشر فيها هذه الاسطورة . ومنها جاء المثل المعروف  "احديدة عن الطنطل " اي انهم يضعون الحديدة لان الطنطل يخاف من الحديدة..

يروى ان رجلا قضى اغلب عمره وهو يدير معملا  لاحد الاشخاص وكان على باب المعمل  حديدة يضعها صاحب المعمل للحماية من الطنطل ...مرت السنين واصبح الرجل شيخا كبيرا لاحول له ولاقوة .. مما دعى صاحب المعمل للاستعانه  بشاب للعمل مكان الشيخ .. وابقى الشيخ في المعمل تقديرا لسنوات خدمته ..
ذات يوم سمع الشيخ الشاب وهو يقول لصاحب المعمل .. السوك واكف .. لماذا لاتطرده .. انه لا يعمل ..كاعد.. لايهش ولاينش
قال صاحب العمل لا .. خطيه.. وين يروح..ماعنده احد مقطوع من شجرة وهو باقي بلقمته القليلة ..بركة حديدة عن طنطل ..
سمع الشيخ الحوار.. ابت نفسه الكريمة سماع مثل هذا الكلام  ..فترك المعمل ولم يعد ثانية ..
اصاب صاحب العمل الحزن على فراق الشيخ ..وبمرور الوقت اكتشف صاحب العمل  ان الشاب  يقوم  بسرقة  انتاج المعمل وموجوداته  ..... فطرده  وقال لقد عاش صاحبي معي لعدة اعوام ولم تحدثه نفسه بسرقتي  ..وعندما كبر اختفى بسبب هذا الشاب اللعين ..
حانت منه التفاته الى باب المصنع  .. لم يجد الحديدة على الباب ..عرف ان الشيخ اخذها وتاكد انه سمع كل شئ ..وبكى بمرارة عليه وظلت عينه معلقة على الباب .. وعلى الحديدة التي كانت تحرس امواله...

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

المشاركة العجيبة ..

اغرب مشاركة عراقية في الدورات الاولمبية كانت في اولمبياد مكسيكو عام 1968 ... مشاركة غريبة عجيبة !!!!
فاتحت اللجنة الاولمبية العراقية ايام الرئيس عبد الرحمن عارف مجموعة الرياضين العراقيين المتواجدين في " الولايات المتحدة " للمساهمة مع الوفد العراقي في تمثيل العراق في هذه الاولمبياد وهم  الرباع زهير ايليا و المصارع اسماعيل القرةغولي.. ولكن بعد  احداث 17 تموز 1968 قررت اللجنة الاولمبية الجديدة عدم المشاركة في  الاولمبياد ..
لم يتم تبليغ  الرياضيين العراقيين المغتربين حيث وصلا الى القرية الاولمبية في مكسيكو وهناك  تم ابلاغهم  إن الوفد العراقي الاداري الرسمي انسحب من الدورة !! قرر الرياضيان عدم الاستسلام  وطلبا  مقابلة رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، وقد وافق على الاستماع لهما  وقدما له الهويات والاوراق اللازمة وتمت الاستعانة بالسيد  كليرنس جونسون رئيس اتحاد رفع الاثقال العالمي والذي كانت تربطه علاقات طيبة بالرباع  زهير ايليا .. واثمر تدخله عن  الموافقة على مشاركة العراق بالاولمبياد في اللحظات الأخيرة
.. الصدفة لعبت دورها مرة اخرى حيث تعرفا على شخص عراقي اسمه جورج تاجريان وكان متسابق في الدراجات  فتم اضافته الى الفريق واصبحت البعثة العراقية  من ثلاث اشخاص .. وكانت المشكلة هو عدم وجود اماكن مخصصة للفريق العراقي بسبب انسحابه لذا فقد تم حشر البعثة العراقية  في القرية الاولمبية .المفاجأة كانت زيارة قام بها  الى القرية الاولمبية  الاستاذ محمد السبع  وهو شخصية رياضية  معروفة واحد ابطال العراق في الساحة والميدان سابقا  وكان يدرس  الدكتوراه في الرياضة بجامعة "مورهيد ـ كنتاكي"..جاء لتشجيع الفريق العراقي .. وبعد اطلاعه على القصة  وافق على الانضمام بصفة (اداري)،فأصبح عدد افراد البعثة أربعة !! .
المشكلة الرئيسية برزت عشية الافتتاح  وهي عدم امتلاك البعثة علما عراقيا لغرض رفعه اثناء استعراض الدول المشاركه ، فذهبوا الى الاستاذ "اوانيس ياسيان" وهو مدرب عراقي برفع الاثقال  مشارك بالاولمبياد بصفة حكم ... حيث استطاع الحصول على  علم عراقي  من احد ساريات  اعلام الدول المرفوعة في مدينة مكسيكو ..
وفي يوم الافتتاح 12/اكتوبر /1968  تقدم متسابق الدراجات جورج تاجريان الوفد العراقي  وهو يرفع عاليا العلم العراقي  و خلفه  الرباع زهير ايليا ثم المصارع  اسماعيل القرغولي وخلفهم الاستاذ محمد السبع بصفة اداري  لتسجل الاحداث اغرب مشاركة للعراق  بتاريخ الاولمبياد على مر التاريخ


الاثنين، 13 نوفمبر 2017

البيادة

 يحفظ التاريخ لاهالي محافظة  النجف الاشرف  كونهم المؤسسين والمحافظين على مانراه اليوم من مسيرة اربعينية  للعشق الحسيني والتي اصبحت  تحييها عشرات  الملايين من داخل وخارج العراق  ومن مختلف الجنسيات من اصقاع الارض المختلفة ..
يطلق عليها النجفيون ... البيادة ... وهي كلمه فارسيه تعنى المشي ... وكانت البياده في سالف الزمان  مقتصره على اهالي النجف الكرام وهم يعتزون بهذه التقليد السنوي ..
كان النجفيين ينطلقون  من النجف في موكب مهيب موحد ليلة السادس عشر من صفر .. يضم هذا الموكب كافة شرائح المجتمع النجفي  واطراف المدينة الاربعة  العماره والحويش والمشراق والبراق اضافة الى شارع المدينة وخان المخضر وباقي مناطق النجف ..وعدد من الوافدين من المحافظات خاصة الجنوبية .. ويسبق هذا الموكب بايام الموكب الخدمي الذي يشمل امهر  الطباخين لغرض تحضير الطعام ومجموعة من المتخصصين بالامور الكهربائية  لغرض تنصيب مولدة الكهرباء وتاسيس الكهربائيات.. وكان من الصعب التخلف عن هذا الموكب  بسبب وعورة الطريق ومشاكل الجوع والعطش ..والحاجة الى الماء والطعام
كانت  امتعة المشاية تنقل  بواسطة  الحمير ..قبل انتشار السيارات في  الاربعينات والخمسينات حيث بدأ النقل  بواسطة سيارات القجمه  والخشب واللوريات ودك النجف ...حيث كانت هذه السيارات  تنقل امتعة الموكب والمشاية مجانا ذهابا وايابا
كانت الرحلة تستمر الى اربعة مراحل .. الاولى هي الانطلاق  من النجف وصولا الى منطقة خان الربع حيث يتوقف الموكب هناك للمبيت  حيث يقام مساء ذلك اليوم مجلس للعزاء ثم يقرا احد الرواديد .. وفي اليوم التالي  تبدا المرحلة الثانية بالانطلاق  الى خان النص في منطقة الحيدرية حيث  يبيتون هناك وهذه الليلة من الليالي المميزة حيث  تصادف ذكرى وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ..لتبدأ في اليوم التالي المرحلة الثالثة بالمسير الى خان النخيله حيث يبيتون هناك ثم يذهبون الى كربلاء في اليوم التالي ليصلوا قبل الزياره بيوم واحد للراحه...
هذه المسيرة النجفية  انتشرت واعطت للمسيرة الحسينية ديمومتها  رغم انف الطغاة  حيث اعطى ابناء هذه المدينة الكريمة  والمدن القريبة كوكبة من الشهداء على هذا الطريق بعد ان قصفتهم السلطة بالطائرات عام 1977 حيث استمروا بعدها بالسير بيادة نحو كربلاء  عبر الطرق الزراعية والبساتين وتحملوا كل شئ من اجل ابقاء هذه المسيرة  الى يومنا هذا حتى اصبحت بهذه الكيفية  ووصلت الاعداد الى عشرات الملايين من مشارق الارض ومغاربها ...
الصورة من ارشيف الاستاذ عبد العالي الخفاجي

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...