الاثنين، 29 يناير 2024

قصة العملة ... الجزء الثاني .. العهد الجمهوري

 بعد تموز 1958 استمر تداول العملة الملكية لغاية  6 حزيران 1959  حيث انيط بالبنك المركزي العراقي مهمة إصدار عملة جديدة للدولة، وفي 8 تموز 1959 صدرت العملة الجديدة (الطبعة التاسعة) وهي بنوعين.. الاول عملات ورقية  وهذه لم تختلف كثيرًا عن آخر إصدار حصل في عهد الملك فيصل الثاني من ناحية فئاتها أو ألوانها ماعدا  وضع صورة الشعار الجمهوري الجديد محل صورة الملك اضافة الى  تغييرًفي ظهر الورقة النقدية من فئة دينار واحد، حيث وضعت صورة القيثارة السومرية بدلًا من تمثال الملك فيصل الأول
النوع الثاني هو مسكوكات معدنية تحمل صورة الشعار الجمهوري الجديد للجمهورية العراقية...وقد  ألغيت المسكوكة النقدية من فئة 2 فلس، كما ألغيت المسكوكة من فئة الأربعة فلوس (العانة) واستبدلت بمسكوكة جديدة من فئة خمسة فلوس. كما ألغيت المسكوكة النقدية من فئة 20 فلسًا (القرآن) واستبدلت بمسكوكة جديدة من فئة 25 فلسًا. وقد تم سك المسكوكات المعدنية، وطبع العملات الورقية الجديدة في لندن – بريطانيا، كما كان الحال بالنسبة للإصدارات السابقة.وبعد صدور العملة الجديدة اعتبرت جميع العملات الملكية عملات غير قانونية وغير مسموح تداولها بعد تاريخ31 آذار 1961  .
كما ألغى عبد الكريم قاسم ارتباط الدينار العراقي بالجنيه الإسترليني وربطهُ بالدولار الأمريكي و حدد البنك المركزي  قيمة الدينار العراقي ليساوي ثلاثة دولارات أمريكية وثلث، وقد حافظ على قيمته طيلة ذلك العهد.
في 28/6/1968 تم اضافة خط الضمان ( الامان ) الى العملة الورقية وقد صدرت إصدارات جديدة فيما بعد من العملة الورقية في عامي 1971 و1973. ثم قامت الحكومة عام 1976 بإصدار طبعة من فئة 25 دينارًا تحمل صورة الخيول العربية. ولغاية هذه الطبعة كانت العملة تطبع في شركة ديلاو البريطانية وشركة إيكسبورتلس السوفيتية ويطلق عليها الناس (بالطبعة السويسرية) كما تم في عام 1982 اصدار مسكوكات معدنية من النيكل لفئة 500 فلس  والدينار ..بعد عام 1991  وبدء الحصار الاقتصادي قام البنك المركزي العراقي بطباعة الأوراق النقدية في دار النهرين للطباعة وكانت ذات مواصفات رديئة لا تتوفر فيها المواصفات الامنية وبورق عادي ... وبعد تدهور قيمة الدينار العراقي بدأ البنك المركزي العراقي بإصدار عملات لم تكن معهودة في السابق ففي عام 1991 صدرت أوراق نقدية من فئة 50 و100 دينار، وبعدها صدرت عملة فئة 250 دينار في عام 1995. ثم أصدر البنك المركزي عملة ورقية قيمتها 10.000 دينار عراقي وهي إصدار طارئ وكانت طباعتها رديئة جدًا وسهلة التزوير، وبسبب شيوع تزويرها اضطرت الحكومة إلى سحبها من التداول بعد عدة أشهر. وكانت الأوراق النقدية الصادرة في تلك الفترة طبعات محلية رديئة النوعية وكانت تحمل صورة الرئيس الأسبق صدام حسين.
ورغم الغاء التعامل بالنسخة  السويسرية الا ان  إقليم كردستان استمر في اعتماد النسخة السويسرية في تعاملاته التجارية، حيث كان الدينار العراقي المطبوع في سويسرا له قوة شرائية أعلى بكثير من الدينار المطبوع في المطابع العراقية .
في 15 تشرين الأول عام 2003 قامت سلطة الاحتلال المؤقتة بإصدار دينار عراقي جديد من فئات  250، 1000، 5000، 10000 إلى 25000 دينارًا، تمت طباعته  في مطابع ديلارو في بريطانيا، وكان ذو مواصفات عالية يصعب تزويرها، وتم استعمالهه في جميع أرجاء العراق حيث استبدل كل دينار مطبوع في العراق بدينار عراقي جديد، أما الطبعة السويسرية فتم تبديلها بـ 150 دينارًا حديثًا. وفي عام 2004 تمَ إصدار ورقة من فئة 500 دينار كما  أصدر البنك المركزي العراقي عملتين معدنيتين بفئة 25 دينار وفئة 100 دينار، ثم تمَ إصدار قطعة من فئة خمسين دينارًا لاحقًا في عام 2004. ونتيجة لصغر قيمة العملات المعدنية وضعف تداولها بين المواطنين فقد تمَ سحبها من التداول عام 2009.
اخيرا وفي أيلول 2015 أصدر البنك المركزي ورقة نقدية فئة (50) ألف دينار، تضمنت الفئة عددًا من العلامات الأمنية والفنية، كما تضمن صورًا تخطيطية لنواعير الفرات وأهوار العراق.وهي اخر الاصدارات لحد الان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...