الأحد، 1 أكتوبر 2017

الليلة الاولى نحو الاربعين ..ليلة الوحشة

والله العلي العظيم لو وضعت كل مواقف الشجعان  على مدى التاريخ في كفة ميزان وما جرى على السيدة العقيلة زينب وشجاعتها وروحها القيادية في كفة اخرى لرجحت كفة زينب  والا  بربكم أي انسان عندما يفقد عزيزا لا افجعكم الله بعزيز .. الا  ينهار ؟؟...الا  يفقد الصبر ؟؟.. كيف استطاعت زينب ان تعيش هذه الليله بين اكثر من ثمانين  جثه مقطعة الرؤوس منها مابين ثمانية عشر الى ثلاثة وثلاثين جثة طاهرة  من اهل بيت النبوة .. على اختلاف الروايات..  مابين ابن واخ وابناء اخ وابناء عم ..؟؟؟ من اين اتتها الجرأة ان تنزل الى ساحة المعركة وتقلب الجثث بحثا عن جثة الحسين  لترفعها الى السماء لتنادي  اللهم تقبل منا هذا القربان..؟؟؟ كيف عاشت بين الخيم المحترقة؟؟ .. كيف استطاعت ان تصبر النساء والاطفال العطاشى .. ؟؟كيف استطاعت ان تقف امام طغاة عصرها عبيد الله بن زياد ويزيد اللعين بكل اباء وشمم ..و لم يكن لديها حينها من ناصر؟؟ ..كيف صرخت تلك الصرخة المدويه..(فكد كيدك.. واسع سعيك ..فوالله لا تمحو ذكرنا).. ليس  بغريب عنها.. فهي  حفيدة الرسول الاعظم  صلى الله عليه وسلم وابنة المرتضى والبتول واخت الحسن والحسين والعباس عليهم السلام ...
.. نعم يازينب .. نعم يا سيدتي ..لااحد سيمحو ذكر محمد وآل محمد ....وما هي ايام وسترين الملايين وهي زاحفة على  دربكم ترنو الى قبلة العشق الحسيني ..كربلاء ..رغم المفخخات  والارهاب ..ورغم الذين لم يستوعبوا الدرس ..ولم يدركوا ان الله لن يمحى ذكركم يا آل بيت النبوة..
تطلق على الليلة الأولى التي تمرّ على ذوي الميت ليلة الوحشة ..وفي المراسيم الحسينية  تطلق ليلة الوحشة على شعائر العزاء التي تقام ليلة الحادي عشر من شهر محرم حيث يجلس فيها الناس بعد غروب الشمس في المساجد والحسينيات على هيئة مجموعتين منفصلتين وينشدون المراثي الحزينة تخليدا لذكرى سبايا البيت ويستذكرون عيالات الامام الحسين حيث تجري هذه الشعائر عادة بحمل الشموع في ليل مظلم، وأكثر ما يستفاد من النساء الأطفال والصبيان في إجراء هذه الشعائر التمثيلية للتذكير بتشريد أهل البيت وعيال شهداء كربلاء في غروب ليلة الحادي عشر  حيث بقوا مشردين من غير ملاذ ولا مأوى وتائهين في ظلمة الليل في صحراء كربلاء.
كما تقام في هذه الليلة شعائر بسيطة وذات طابع مأساوي حزين، يلبس الناس فيها السواد ويحملون الشموع وينشدون قصائد حزينة ويسيرون في الشوارع، ويجلسون بعد مسير بضعة خطوات ويبكون بهدوء وحزن. في هذه الليلة لا يلطمون ولا يهزّون الأعلام....الا لعنة الله على من ظلم محمد وآل محمد ..
يقول احد الشعراء في وصف هذه الليله المرعبة ..

نار ودخان ودماء... ..اطفال فرت ونساء
والصرخة في كل مكان .. قتلوا المظلوم العطشان
ارى الاطفال في رعب .. بحال جاوز الوصفا
 يرون الوالد الحاني .. به قد اغمد السيفا
الى البيداء قد فروا ... ومنهم ريقهم جدبى
وحل الليل في الوادي فماتوا وحدهم خوفا
ماتوا في الوادي بسكوت ..
والطفل اذا خاف يموت ...
نساء اصبحت تبكي.. وخيل خلفها تتبع
على اثوابها نار.... وفي احضانها الرضع
رباب اجهشت تبكي .. تنادي من ذا الذي يسمع

جعلنا الله واياكم من محبي محمد وآل محمد ومن الملتزمين بحبهم وبنهجهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...