في زمن التفاهة
لابد لنا من استذكار خلفاء اديسون واينشتاين ومدام كوري وهيلين كيلر وماركوني وكرستيان برنارد وغيرهم من العلماء
الاعلام الذين لم يعطيهم الاعلام حجمهم
الطبيعي في المجتمع الانساني
اليوم نتحدث عن الرجل الذي غير علاج الأورام السرطانية إلى الأبد
الرجل الذي يدين له بالفضل مرضى و اطباء الأورام مدى الحياة
الرجل الذي اكتشف العلاجات المناعية لمرض السرطان و لاجلها تم منحه جائزة نوبل في الطب
..انه الدكتور جيمس أليسون ..وهو عالم مناعة
أمريكي ولد عام 1948 في تكساس، تُوفيت والدتهُ بعد صراع طويل مع سرطان الغدد الليمفاوية.وفقد
اثنين من أعمامه عندما كان مراهقاً، وبعد ذلك شقيقه بسبب سرطان البروستات وكان لتاريخ
أسرته المأساوي مع السرطان دوراً في حصولَه على شهادة البكالوريوس في علم الأحياء الدقيقة
من جامعة تكساس في عام 1969...وصولا الى شهادة الدكتوراه في العلوم البيولوجية في عام
1973.وحصوله على درجة البروفيسور في علم المناعة
من جامعة تكساس ليصبح استاذا في علم المناعة
ومديرا للعديد من مراكز أبحاث السرطان .. وكان
لإبحاثه الدور الكبير في معالجة عدة حالات
سرطان قاتلة،
حيث ركز بحوثه العلمية على مجموعة من الخلايا المناعية تم اكتشافها
حديثاً تسمى الخلايا التائية(tc) وهي خلايا مرتبطة بالجهاز اللمفاوي والمناعي لم يكن أحد يعرف شيئاً
عنها غير أنها تتجول في جميع أنحاء الجسم وتعرف بطريقة أو بأخرى عندما يكون هناك شيء
غير صحيح، فتقضي على أي جسم غريب.واثاره سؤال : «كيف تعرف هذه الخلايا متى تتفاعل مع
أي جسم غريب ومتى لا تفعل شيئاً؟»؟...فيجب أن تكون هناك طريقة ما تمكنت بها الخلايا
التائية من التعرف على الأشياء التي لم يكن من المفترض وجودها بالجسم، مثل البكتيريا
والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى وربما حتى الخلايا السرطانية.
لذلك بدأ اختبار نظريته القائلة إن الخلايا التائية يمكن أن ترتبط بمحاربة الخلايا السرطانية. واستغرق
الأمر بضعة عقود من التفاني العنيد لفهم
كيف استعدت الخلايا التائية لإيجاد وتدمير الخلايا السرطانية، وهي خلايا طبيعية متحولة
وتنمو خارج نطاق السيطرة.وتمكن أيضاً من تحديد وعزل الموانع الجزيئية التي تحمي السرطانات من التدمير
من قبل الخلايا التائية الخاصة بالجهاز المناعي. وهو أول شخص يقوم بعزل الموانع الجزيئية لخلية (T).. وقام بتجربة حاسمة على الفئران التي
شفيت من الأورام. حيث تعرفت الفئران على الخلايا
السرطانية وحاربتها ومكنتها أجهزتها المناعية من التصدي للمرض مما مكنه من تطوير
علاج السرطان عبر استخدام عقاقير تعرف باسم مثبطات نقاط التفتيش او ما يعرف اليوم ..بالعلاجات المناعية . وخير مثال على الادوية المناعية علاج الكيترودا و التسنترك و الاوبديفو و الايرفوي
و غيرها والتي ساهمت بانقاذ حياة الملايين من مرضى السرطان
ونتيجة لهذه الابحاث في خدمة البشرية فقد حصل العالم الأمريكى على
ما يناهز 60 جائزة مرموقة نظيرة دورة الفاعل في إثراء العلوم الطبية، توجها بحصوله
على جائزة نوبل في الفسيولوجيا و الطب عام 2018 بالاشتراك مع تاسوكو هونجو من
اليابان
اطال الله في عمر الدكتور
جيمس اليسون فهو اليوم في السادسة
والسبعين من عمره يواصل ابحاثه ويشارك في الندوات والمؤتمرات العلمية وينقل تجاربه
الى المتخصصين من الاطباء والمراكز البحثية .
صورة في احد المؤتمرات العلمية للدكتور اليسون مع صديقنا
العزيز الطبيب الالمعي والنطاسي البارع في
علم الاورام .د. يعلى سعدي روؤف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق