ولا
شك أن مطامع رجال الحاشية في بلاط كل من الأمين والمأمون كانت من العوامل التي
زادت في اتساع الخلاف بين الأخوين،
وهنا طلب الأمين من المأمون أن يتنازل له عن بعض كور
خراسان بحجة أن مال خراسان يكفيها،إلا أن المأمون رفض ذلك الطلب وغضب الأمين من رفض المأمون لمطالبه وأرسل إليه
رسالة يخيره فيها بين الإذعان لشروطه أو التعرض لنار لا قبل له بها، ولكن المأمون
لم يأبه لهذا التهديد ورد عليه بأنه لا يخشى في الحق لومة لائم
فشلت المفاوضات السلمية التي كانت قائمة بين الأمين والمأمون، مما جعل الطرفان يحتكمان للحرب، ففي أوائل سنة 195 هـ، أمر الأمين بوقف الدعاء للمأمون وأعلن البيعة لابنه موسى ولقبه بالناطق بالحق، ونقش اسمه على السكة وكان هذا بمثابة خلع المأمون، ثم بعث من سرق الكتابين بالكعبة وحرقهما، وأمام هذا الإعلان رأى المأمون أن يستعد للحرب؛ فجهز جيشًا كبيرًا، وحشده على حدود خراسان في منطقة الري، وولى عليه قائدين من أتباعه المخلصين وهما طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين أما الأمين فقد اختار علي بن عيسى بن ماهان الذي كان واليًا على خراسان في عهد الرشيد، وتقدم بن ماهان نحو الري لقتال طاهر بن الحسين دون أن يستعد له استعدادًا كافيًا، وانتهت المعركة بانتصار جيش طاهر بن الحسين ومقتل بن ماهان سنة 195 هـ، أرسل الأمين جيوشًا أخرى عديدة إلى الري، ولكن مصيرها كان الهزيمة ايضا وقد استنفذت هذه الجيوش موارد الأمين فلم يستطع تحريك جيوشًا أخرى وهنا انتقلت الحرب من مداخل خراسان إلى مداخل بغداد حيث هاجم طاهر بن الحسين بغداد من الغرب وهرثمة بن أعين من ناحية الشرق وتقدم الجيشان حتى بلغا اطراف بغداد حيث حدثت الصدام بين الطرفين ولم يكن جيش الأمين قويًا، كما لم يكن قواده في حالة معنوية عالية، فقد استمالت قوات المأمون بعض قادة جيش الأمين بالهدايا والهبات؛ فانضموا إليه واحدًا بعد الآخر غير أن الذين قاوموا هذا الحصار هم أهل بغداد، وبالأخص "جماعة العيارين" و الشقاوات ولقد دافع العيارون عن بغداد ببسالة نادرة، وضربوا أمثلة رائعة في الصمود والشجاعة، وعلى الرغم من مقاومة هذه المجموعة، فقد استطاعت جيوش المأمون أن تضرب حصارًا على حول بغداد، فاشتد الجوع بالأهالي، لدرجة أن الأمين صرف كل ما لديه من أموال على جنوده، واضطر اخيرا إلى طلب الأمان و أن يسلم نفسه وخرج الأمين وأتباعه عابرين نهر دجلة في سفينة صغيرة لم أن انقلبت وهناك أسره الجنود الخراسانيون وقتلوه بأمر من طاهر وبذلك تنتهي خلافة الأمين، وتولى المأمون الخلافة
فشلت المفاوضات السلمية التي كانت قائمة بين الأمين والمأمون، مما جعل الطرفان يحتكمان للحرب، ففي أوائل سنة 195 هـ، أمر الأمين بوقف الدعاء للمأمون وأعلن البيعة لابنه موسى ولقبه بالناطق بالحق، ونقش اسمه على السكة وكان هذا بمثابة خلع المأمون، ثم بعث من سرق الكتابين بالكعبة وحرقهما، وأمام هذا الإعلان رأى المأمون أن يستعد للحرب؛ فجهز جيشًا كبيرًا، وحشده على حدود خراسان في منطقة الري، وولى عليه قائدين من أتباعه المخلصين وهما طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين أما الأمين فقد اختار علي بن عيسى بن ماهان الذي كان واليًا على خراسان في عهد الرشيد، وتقدم بن ماهان نحو الري لقتال طاهر بن الحسين دون أن يستعد له استعدادًا كافيًا، وانتهت المعركة بانتصار جيش طاهر بن الحسين ومقتل بن ماهان سنة 195 هـ، أرسل الأمين جيوشًا أخرى عديدة إلى الري، ولكن مصيرها كان الهزيمة ايضا وقد استنفذت هذه الجيوش موارد الأمين فلم يستطع تحريك جيوشًا أخرى وهنا انتقلت الحرب من مداخل خراسان إلى مداخل بغداد حيث هاجم طاهر بن الحسين بغداد من الغرب وهرثمة بن أعين من ناحية الشرق وتقدم الجيشان حتى بلغا اطراف بغداد حيث حدثت الصدام بين الطرفين ولم يكن جيش الأمين قويًا، كما لم يكن قواده في حالة معنوية عالية، فقد استمالت قوات المأمون بعض قادة جيش الأمين بالهدايا والهبات؛ فانضموا إليه واحدًا بعد الآخر غير أن الذين قاوموا هذا الحصار هم أهل بغداد، وبالأخص "جماعة العيارين" و الشقاوات ولقد دافع العيارون عن بغداد ببسالة نادرة، وضربوا أمثلة رائعة في الصمود والشجاعة، وعلى الرغم من مقاومة هذه المجموعة، فقد استطاعت جيوش المأمون أن تضرب حصارًا على حول بغداد، فاشتد الجوع بالأهالي، لدرجة أن الأمين صرف كل ما لديه من أموال على جنوده، واضطر اخيرا إلى طلب الأمان و أن يسلم نفسه وخرج الأمين وأتباعه عابرين نهر دجلة في سفينة صغيرة لم أن انقلبت وهناك أسره الجنود الخراسانيون وقتلوه بأمر من طاهر وبذلك تنتهي خلافة الأمين، وتولى المأمون الخلافة
بدأ
النزاع على شكل مراسلات وسفارات متبادلة بين الأخوين حول مشكلة العهد المعلق في
الكعبة، فالمأمون يرى التمسك بنصوص هذا العهد الذي يقضي بالاستقلال بشؤون خراسان
خلال حكم أخيه الأمين، أما الأمين فكان يرى نفسه خليفة للمسلمين ويستطيع التصرف في
أمور خراسان كما تقضي بذلك المصلحة العامة، وأن النص على ولاية المأمون لخراسان لا
يعني استقطاع هذه الولاية من الخلافة نهائيًا بل ينبغي أن يكون للخليفة شيء من
النفوذ وذلك بأن يضع على خراسان بريدًا، لهذا طالب الأمين بوضع نظام للبريد تابع
له في خراسان لكن المأمون رفض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق