لو أن هذا السؤال ...من أين لك هذا...؟؟
طرح على كل سياسي وتاجر لخاف معظم اللصوص والمرتشين والفاسدين وسراق المال العام،
فلا يعقل أن شخصا يصبح مليارديرا بين ليلة
وضحاها ...
غسيل الاموال جريمة اقتصادية تهدف إلى
إضفاء شرعية على أموال تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة مثل تجارة المخدرات، الرق
، الدعارة، الفساد سياسي، الرشاوى، تجارة السلاح، والعملات، التهرب الضريبي وإلارهاب
وغيرها وتحويلها من أموال قذرة إلى مشروعة عن طريق سلسلة من الصعب اكتشاف هويتها من
التحويلات المالية والنقدية ...
ظهرمصطلح غسيل الأموال خلال الفترة
١٩٢٠- ١٩٣٠، والتي تعرف بفترة حظر الخمور في الولايات المتحدة بعد ان قام
زعيم عصابات شيكاغو الأعظم ....آل كابوني بإخفاء ثروته البالغة نحو ١٠٠ مليون دولار والتي اكتسبها من إدارة كازينوهات القمار، والدعارة،
وتهريب الخمور، وفرض الاتاوات على التجار، والابتزاز. في استثمارات عديدة اهمها محلات غسل الملابس “العامة” التي تعمل باستخدام
العملات المعدنية بنظام اخدم نفسك بنفسك. وفي نهاية كل يوم يجري إضافة جزء من
مردود تجارة المخدرات على إيراد تلك الغسالات كي تبعد الشبهة عنهم.ويسمح ذلك في
النهاية باستخدام هذه الأموال داخل الاقتصاد المشروع. حيث لم تتمكن الشرطة من وضع
أيديها على دولار واحد ذو صلة مباشرة بأي من هذه الأنشطة المخالفة للقانون ..لهذا السبب سُميت هذا الانشطة الإجرامية “غسيل
الأموال”. وانسحبت اللفظة على كل عملية لتنظيف الأموال من أصولها الإجرامية
“القذرة” ..
بعد القبض على ال كابوني تطورت
اساليب عمليات غسيل الأموال... حيث قام ماير لانسكي نجم كازينوهات القمار في لاس فيجاس بشراء بنك في سويسرا وقام بتحويل أمواله إليه عن طريق
حسابات رقمية مجهولة، و كان البنك يرسل له أرباحه من هذا، فضلا عن استخدام فواتير
مزيفة، و تحصيله لأموال عن قروض صورية قدمها.
تم نشر مصطلح “غسيل أموال” في الصحف لأول مرة مع فضيحة “ووتر غيت” والتي
أطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون، والتي على إثرها تم سن قانون يجرم غسيل الأموال
لأول مره في 1986.
مع هذا، فإن الاهتمام العالمي الحقيقي
بعمليات غسيل الأموال كجريمة لم يظهر إلا في ثمانينات القرن العشرين، في إطار
محاربة جرائم تهريب المخدرات، وزاد الاهتمام بهذه الجرائم عقب أحداث 2011 وعمليات تمويل الاٍرهاب.
وتعتبر عملية ” المغسلة الروسية” Laundermat
: أشهر جرائم غسيل الأموال التي كشف عنها في الفترة الأخيرة حيثلا نجح المهربون في
تحويل نحو ٢٠- ٨٠ مليار دولار إلى خارج روسيا خلال الفترة ٢٠١٠- ٢٠١٤ عن طريق شبكة
من البنوك العالمية معظمها موجود في “مولدوڤا” و “لاتڤيا”. و شملت عملية ” الغسل”
٧٠ ألف عملية مصرفية، مع ١٩٢٠ شركة معظمها صورية في بريطانيا و الولايات المتحدة.
مع ظهور العملات الرقمية والصرافة والانترنت
والتسوق الالكتروني صارت أساليب غسل
الأموال أكثر تعقيدا وتنوعا. وسهلت وسائل التكنولوجيا الحديثة مهمة غسيل الأموال
خاصة، وصعبت من مهمة الكشف عن هذه الجريمة، و من هذه الأساليب: أجهزة الصراف الآلي
حيث يتم سحب وإيداع الأموال دون الحاجة إلى تعبئة النماذج التي يفرضها البنك في
حالة التعامل معه، والخدمات البنكية الإلكترونية، هذا إلى جانب البنوك عبر
الانترنت، ونظم التشفير و النقود الشفرية..
اما في مجتمعاتنا العربية فقد انتشرت
عمليات غسيل الأموال بشكل غريب وجديد في
مجتمعنا ومظاهرها كثيرة منها مسابقات
للهجن والأغنام والأهم من هؤلاء ظهور رجال أعمال وهميين لا أحد يعرف مصدر أموالهم وكذلك
انتشار ما يسمى بالفشينستات بشكل غير طبيعي
الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية
والدول المختلفة جميعا تحارب جرائم غسل الأموال، حيث أصبت تشمل مؤسسات مالية و
حكومات.. كما تم انشاء فريق العمل المالي
الدولي أو ما يسمى بالمجموعة الدولية للعمل المالي FATF ، و هي منظمة نشأت عن اجتماع
الدول السبع الصناعية الكبرى وقد فتحت هذه المنظمة عضويتها للدول الراغبة
بالانضمام .و تهدف المنظمة إلى تحديد أنشطة غسيل الأموال وذلك من خلال الخبراء ولجان
الرقابة. ولقد أصدرت توصيات يجب أن تلتزم
بها الحكومات في مختلف دول العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق