الأربعاء، 11 يناير 2023

الامير ...ميكافيلي

المكيافيلية مصطلح يعبر عن مذهبٍ فكري سياسي أو فلسفي يمكن تلخيصه في عبارة "الغاية تبرر الوسيلة" ..ووفقاً لتعريف قاموس أوكسفورد الإنجليزي هي "توظيف المكر والازدواجية والخداع في "السلوك العام"، في الكفاءة السياسية .
تنسب المكيافيلية إلى الدبلوماسي والكاتب نيكولو مكيافيلي (1469-1527) الذي عاش في عصر النهضة الإيطالية، ووصفها بدقة  في كتابه " الأمير" وهو  رسالة بحثية في الفقه السياسي أعدها نيكولو مكيافيلي سنة 1513  أهداها  إلى لورينزو الثاني دي ميديشي على أمل استعادة منصب أمين
الجمهورية الذي فقده بعد اتهامه  في مؤامرة بيير باولو بوسكولي ضد الميديشيين  ويعتبر من أمهات الكتب الغربية
 اللواته  والتملق   في لهجتنا الدارجة  والفهلوة في الدارجة المصرية مصطلحٌ مرادفٌ للمكيافيلية ، حيث يوصف الشخص بانه  لوكي او لوتي .. او  فهلوي كبديلٍ لكلمة  ميكافيلي  في اللغة الإنجليزية.
حيث ينصح ميكافيلي  الامير:
احتفظ بأكبر عدد من المنافقين الى جوارك، بل وشجع المبتدئين منهم على أن يتمرسوا على أفعال النفاق والمداهنة، لأنهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة.
سيباهون بحكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى، ويدافعون عن أصلك الطيب حتى لو كنت من الوضعاء، ويضعون ألف فلسفة لأقوالك التافهة، وسيعملون بكل همة على تبرير أحكامك وسياساتك العشوائية، ويعظمون ملكك، كلما أمعنت فى الظلم وبالغت فى الجباية.
ثم ألق لهم بعض الامتيازات التافهة التى تشعرهم بتفوقهم عن باقي الشعب.
ولكن احذر، لا تتخذ منهم خليلاً أو مشيراً لك، ولا تأخذ منهم مشورة أبداً، لأن مشورتهم خادعة، ومجالستهم ستجذبك فوراً الى الوضاعة وتجلب لك العار.
ألق لهم الفتات باحتقار ولا تعل من قدر أحدهم، اجعل لهم سقفاً لا يتخطونه، وكن على يقين انهم سيصبحون أكبر خطر يتهددك، وسيتحولون فى لحظة الى ألد أعدائك، إذا تهاوى ملكك أو ضعف سلطانك، أو ظهر من ينافسك بقوة على العرش.
سيبيعونك فى لحظة لمن يدفع أكثر، ويقدمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي من بعدك بدون لحظة أسف على رحيلك.
يجب عليك أيها الأمير أن تتعلم كيف تفرق بين حقراء القوم وأعزتهم ..
والمنافقون هم أحقر البشر وقد أوجدتهم الطبيعة لخدمة الملك، كما أوجدت الكلاب لخدمة الراعي، وهم موجودون فى كل الممالك والسلاطين وحيثما يوجد الحاكم، وينامون على رصيف القصر …
كتاب الأمير ميكافيلي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...