الاثنين، 1 نوفمبر 2021

بنايات ابو نؤاس

 ربما تكون  بنايات الطاقة الشمسية في  شارع أبي نؤاس هي الوحيدة التي تعتبر  صديقة للبيئة  في العراق .. حيث كانت  التكنولوجيا التي استخدمت في بنائها هي  الرائدة في هذا المجال ... ويعتبر من مشاريع التطوير الكبيرة والضخمة في بغداد آنذاك
الاستشاري المصمم لهذا المشروع هو المعماري الدنماركي (Skaarup & Jespersen) بالاشتراك مع المعماريين العراقيين عباد الراضي ونزار أحمد عثمان اما التنفيذ  فقامت به  شركة  (هايلت اند ورنر) الالمانية. وتولى الاشراف على تنفيذ اعمال المشروع  استشاريون من امانة  بغداد...
بوشر بالمشروع عام١٩٨٠  وانجز عام ١٩٨٦م.. بلغت مساحة الموقع، بحدود ٦٣٠٠٠ متراً مربعاً، على إمتداد ضفة نهر دجلة، وتضمن ٢٧٨ شقة سكنية من غرفتين وثلاث واربع غرف نوم مع ملحقاتها ... وقد نُفذت الاعمال المعمارية بموجب المخططات التصميمية، وتم ترشيح المشروع  الى جائزة (Aga Khan) العالمية..
لأول مرة في تاريخ العراق يستعمل  طابوق بسمك (6 سم) عوضا عن الطابوق العراقي التقليدي الذي هو بسمك 7,5 سم، ولمواكبة العمل فقد تم استيراد كميات من الطابوق من الدنمارك يكفي لبناء نصف الابنية، وتم في نفس الوقت  انشاء معمل طابوق سمك 6 سم لإنتاج 30 مليون طابوقة اطلق عليه معمل ابي نواس.وقد بدأ العمل بإنتاج الطابوق المذكور لإكمال النصف الباقي من عمارات المشروع .
اداريا كانت البنايات  تخضع لمركز بحوث الطاقة الشمسية في مجلس البحث العلمي حيث نُصبت اجهزة التكييف لهذه الوحدات وفق نظام تجميع الطاقة الشمسية  عن طريق شركة يابانية متخصصة. وقد كلفت جميع اجهزة شبكات الطاقة لكل الشقق البالغ عددها 278 شقة مبلغا لا يتجاوز 600 ألف دينار ..
كان موضوع توزيع تلك الشقق حساسا جدا بالنظر لموقعها المتميز المطل على نهر دجلة  مقابل  القصر الجمهوري ..لذا اقترحت امانة بغداد حينها  بان تخصص تلك الشقق للشخصيات  والكفاءات التي قدمت خدمة متميزة الى المجتمع او الدولة من سياسيين وشعراء كبار وادباء وعلماء و اطباء و مهندسين و ضباط كبار تكريما لهم ولجهودهم ما داموا هم على قيد الحياة .. وبعد وفاتهم تجدد  الوحدة السكنية  ويعاد تخصيصها  وفق نفس الضوابط .. ولكن رئاسة الجمهورية رفضت المقترح  وقامت بتوزيع  الشقق على العاملين والموظفين في ديوان رئاسة الجمهورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...