الخميس، 18 نوفمبر 2021

الخمار الاسود... اول اعلان تجاري عربي

 اول وانجح اعلان تجاري في المجتمع العربي ..و واحدة من اشهر قصائد الشعر العربي التي غناها عمالقة الفن العربي  مثل ناظم الغزالي و صباح فخري وغيرهم..
القصيدة للشاعر ربيعة بن عامر التميمي، المعروف بــمسكين الدَّارمي وهو احد سادات قبيلة بني دارم الّتي كانت تُتواجد في العراق في ايام  الدولة الأمويّة  والتي برز منها شعراء لايشق لهم غبار لعل  أشهرهم على الإطلاق هو الشاعر  الفرزدق
ورغم ان شِعره  شمل كافّة أغراض الشعر المعروفة في عصره من فخر وحماسة وهجاء ورثاء ومدح وغزل ولكن شهرته تحقّقت بهذه القصيدة الشهيرة  الّتي مطلعها :
 قُلْ للمليحة في الخمار الأسود
حيث يروى انه قَدِمَ إلى المدينة تاجرٌ مِن العراق يبيع  خمر ( جمع خمار ) ، فَباع كُل بضاعته كلها  الا الخمر  ذات اللون الاسود ، فلجأ إلى الدارِمي ذلك. فَكتب له  هذه الابيات  وأُمِرَ مَن يملك صوتًا رائعًا ، ان يُغَنِّي بِها في المدينة :

قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِالأسودِ    ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
 قَد كان شَمَّرَ للصـــلاةِ إزارَهُ    حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
 رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصـــيامَهُ   لا  تَقتُليهِ بِحَـــقِّ دِيــنِ مُحَــمَّدِ
 فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي (وكان زاهدا حينها ) قد رَجعَ عَن زُهدِه وعشَّقَ صاحِبةَ الخِمارِ الأسود، فَلم يَبقَ في المدينة المنوّرة فتاة أو سيّدة، إلّا اشترت  خماراً أسود.  ليصبح الخمار باللون الاسود هو المتعارف عليه ..
ورغم ان عمالقة الغناء قدموا هذه القصيدة الا انها اشتهرت بصوت الأسطورة صباح فخري  إلى درجة اقترانها به.
.
وقد حاول الكثيرون معارضة هذه الابيات  والترويج لالوان اخرى للخمار .. حيث حاول الشاعر العباسي كشاجم السندي الترويج للخمار الاكحل بهذه الابيات ..
قل للمليحة في الخمار الأكحل....كالشمس من خلل الغمام المنجلي
بحياة حسنك أحسني وبحق من ......جعل الجمال عليك وقفا أجملي
لا تقبلي قول الوشاة فإنني....لم أصغ فيك إلى مقال العذل
 
كما حاول  القاضي التنوخي  الترويج  للخمار الذهبي فقال :
قل للمليحة في الخمار المذهب.....ذهب الزمان وحبكم لم يذهب
وجمعت بين المذهبين فلم يكن.....للحسن في ذهبيهما من مذهب
نور الخمار ونور وجهك نزهة...عجبا لخدك كيف لم يتلهب
 
اما  محمد بن أرسلان فحاول الترويج للخمار الاحمر  فقال:
قل للمليحة في الخمار الأحمر...لا تجهري بدمائنا وتستري
مكنت من حب القلوب ولاية...فملكتها بتعسف وتجبر
إن تنصفي فلك القلوب رعية....أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري
 
واخيرا  عارضها الشاعر ابو عبد الله الحامدي  فقال :
قل للمليحة في الخمار المشمشي ...... كم ذا الدلال عدمت كل محرّش
يامن غدا قلبي كنرجــس طرفها ..... في الحب لاصاح ولاهو منتشي
هذا الربيع بصحن خــدك قد بدا ...... لمقبل ومعضض ومخـمش
فمتى ابيت معـــانقا لبـهاره .... ولورده المستأنس المستوحش
 
ولكن كل المحاولات فشلت  لتثبت ان  الخمار الاسود هو الرائج  وان الاسود هو  سيد الالوان ..
عراقيا هناك محاولة فريدة حيث  أراد  احمد الخليل أن يلحّن القصيدة من جديد فطلب من الفنان شعوبي ابراهيم أن يضيف إليها بعض الأبيات.فقام شعوبي  ب تخميسها، لتصبح  القصيدة وكلماتها على هذا النحوالتالي :
يا داعياً لِلّهِ مرفوع اليدِ.... متضرّعًا متوسّلاً بالمُنجد
          يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ
قُلْ للمليحة في الخمار الأسودِ ...... ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ
وقد لحنها  أحمد الخليل  وأضاف عليها نكهة صوفيّة خالصة من مقام السيكا العراقي لتتناسب مع كلمات القصيدة وقامت فاطمة الظاهر بادائها على طريقة الموشح
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...