ولد حمد حسب الله بريك في القاهرة عام 1864 ... وعمل مرشدا سياحيا وترجمانا
في شركة توماس كوك للسياحة والسفر في مصر وهي شركة بريطانية وكان فرعها بالقاهرة داخل فندق شبرد
المجاور لميدان التحرير ،
في شتاء 1912 زار الثرى الأمريكي هنري هاربر صاحب دار نشر هاربر وزوجته القاهرة لغرض السياحة ونزلا في فندق شيبرد وطلبا مرافقا ومترجما من مكتب "توماس كوك " الذي كلف حمد حسب الله بالمهمة واثناء الزيارة قام حمد باستضافتهما في منزله.. وتوطدت علاقته مع الزوجين وبعد انتهاء زيارتهما الى مصر أصرّ الزوجان أن يسافر حمد معهما الى الولايات المتحدة كنوع من رد الجميل ..
وافق حمد .. وسافروا أولا الى باريس، ومنها اشترى هاربر کلب جرو سماه "صن ين سن" ثم توجه الجميع الى مدينة شيربورغ، حيث استقلوا ال "تايتنك" يوم الأربعاء 10 نيسان 1912 فأبحرت الى مرفأ "ثاوثهامبتون" بجنوب إنكلترا، ومنه الى ميناء في إرلندا لتقل بعض الركاب، ثم ابحرت متوجهة الى نيويورك وكان حمد العربي الوحيد الذي يسافر في الدرجة الأولى بصحبة هاربر وزوجته حيث كان سعر التذكرة على الدرجة الاولى ما قيمته 8 آلاف دولار تلك الأيام..
يوم الكارثة 15 نيسان كان هاربر وزوجته يتناولان العشاء في مطعم السفينة حين ارتطمت بالجبل الجليدي فيما كان حمد يتجول في "تيتانيك" وسمع مراقب السفينة وهو يقول أن الجبل الجليدي شق بدن السفينة وانها ستغرق لا محالة، فأسرع إلى هابر وميرا وأبلغهما بالخبر ولأنهما من ركاب الدرجة الأولى ومن مشاهير الأثرياء الأمريكيين، فقد طلب منهم التوجه الى غرفهم وحمل الغالي والضروري منها ولبس السترة الواقية من الغرق، ثم العودة لركوب أول زورق نجاة. وبالرغم من ان الأوامر كانت بنجدة النساء والأطفال أولا .. الا انهم كانوا أول من هرع الى موقع زوارق النجاة، والدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 ولم ينتظروا موظف السفينة ليضع في زورق النجاة مزيدا من الركاب، حيث قفز حمد وقطع الحبل الذي يربطه بالسفينة، حتى يستطيعوا النجاة فغادر السفينة بنصف حمولته تقريبا، وبذلك نجا حمد وأنقذ صديقيه بالإضافة لكلبهما "صن " من الغرق..
بعد ساعتين و40 دقيقة غرقت تيتانيك وغرق معها 1517 شخص من اصل 2223 كانوا على متنها في مياه كانت درجة برودتها 2 تحت الصفر
يوم 17إبريل 1912نشرت جريدة الأهرام خبرا أكدت من خلاله أنها أجرت اتصالا مع شركة White Star Line الشركة المسؤولة عن سفينة تيتانيك ، وأكدت الشركة عدم وجود أى راكب مصرى أو عربى من ساكني الدرجة الثالثة ولكنها لم تتحدث عن ركاب الدرجة الاولى والتي كان حمد من ضمنهم
بعد ثلاثة ايام من غرق السفينة اي في 18 نيسان 1912 ارسل الى عائلته برقية تضمنت
جملة واحدة: «جميعنا بخير»،كما وصلت بعد فترة بطاقة بريدية بخط يده للعائلة لطمأنتهم على نجاته ولكنه كان يمر بصدمة عصبية وازمة نفسية فى تلك الفترة و لم يعد إلى مصر لغاية عام
1915" ثلاث سنوات بعد حادث غرق تيتانيك"، وظل معتكفا فى منزله لمدة 10
سنوات، لم يسافر خلالها كما لم يتحدث إلى
الإعلام عن تيتانيك، لأنه أراد أن يعيش بهدوء وسط عائلته.. مارس بعدها مهنته القديمة كمرشد سياحي وترجمان
في القاهرة وأصبح يعمل فى نزلة السمان مع الأجانب، حيث يؤجر لهم الأحصنة فى
الإسطبل الخاص به، ويجهز لهم برنامجا لرحلة فى القاهرة، ليشاهدوا الآثار التى كان
يعشقها «حمد» كثيرا. وتوفي في القاهرة
عام 1964 بعد أن تجاوز عمره الـ
100 عام، وظلت حكايته ورواياته عن رحلة تيتانك تراثا له، يتوارثه أحفاده جيلا بعد
جيل. وليكون الناجي المصري الوحيد
ممن كانوا على متن التايتانيك...
اما الثرى الأمريكي هنري هاربر فلم تكن الحياة ممتعة له .. فزوجته لم تنجب أي ابن وتوفيت عام 1923 فتزوج ذلك العام وهو بعمر 59 من امرأة أنجبت له ابنا واحدا، ثم توفي في 1944 بنيويورك،
هذه القصة كشفتها الصحفية المصرية ياسمين سعد عام 2018 بعد ان قضت سنوات في في البحث عن أي تفاصيل تتعلق بهذا المصري..حتى وصلت الى احفاده وحصلت منهم على البطاقة البريدية التي كتبها بخط يده وأرسلها إلى عائلته، لطمأنتها على نجاته بعد أيام من غرق "تيتانيك".
نشرت القصة كاملة في صحيفة "المصري اليوم" كما رواها أفراد العائلة مع الصورة النادرة.. والغريب انهم تعاملوا مع رواية جدهم باعتبارها واحدة من قصص قبل النوم التي يرويها الأجداد، و لم يكترثوا كثيرًا لأهميتها... كما قامت الصحفية المصرية ياسمين سعد بنشر هذه القصص في كتاب تحت عنوان «تذكرة على متن تيتانيك».. ولكنه لم يحقق الرواج الذي الذي حققه فيلم "تيتانيك" الذي عرض عام 1997 وحقق إيرادات تجاوزت 1.8 مليار دولار في أنحاء العالم، مما جعله أكثر الافلام تحقيقا للربح في تاريخ السينما.
صورة نادرة للمصري " حمد حسب الله في إحدي قوارب النجاة بجوار المجداف بملابسه السوداء
في شتاء 1912 زار الثرى الأمريكي هنري هاربر صاحب دار نشر هاربر وزوجته القاهرة لغرض السياحة ونزلا في فندق شيبرد وطلبا مرافقا ومترجما من مكتب "توماس كوك " الذي كلف حمد حسب الله بالمهمة واثناء الزيارة قام حمد باستضافتهما في منزله.. وتوطدت علاقته مع الزوجين وبعد انتهاء زيارتهما الى مصر أصرّ الزوجان أن يسافر حمد معهما الى الولايات المتحدة كنوع من رد الجميل ..
وافق حمد .. وسافروا أولا الى باريس، ومنها اشترى هاربر کلب جرو سماه "صن ين سن" ثم توجه الجميع الى مدينة شيربورغ، حيث استقلوا ال "تايتنك" يوم الأربعاء 10 نيسان 1912 فأبحرت الى مرفأ "ثاوثهامبتون" بجنوب إنكلترا، ومنه الى ميناء في إرلندا لتقل بعض الركاب، ثم ابحرت متوجهة الى نيويورك وكان حمد العربي الوحيد الذي يسافر في الدرجة الأولى بصحبة هاربر وزوجته حيث كان سعر التذكرة على الدرجة الاولى ما قيمته 8 آلاف دولار تلك الأيام..
يوم الكارثة 15 نيسان كان هاربر وزوجته يتناولان العشاء في مطعم السفينة حين ارتطمت بالجبل الجليدي فيما كان حمد يتجول في "تيتانيك" وسمع مراقب السفينة وهو يقول أن الجبل الجليدي شق بدن السفينة وانها ستغرق لا محالة، فأسرع إلى هابر وميرا وأبلغهما بالخبر ولأنهما من ركاب الدرجة الأولى ومن مشاهير الأثرياء الأمريكيين، فقد طلب منهم التوجه الى غرفهم وحمل الغالي والضروري منها ولبس السترة الواقية من الغرق، ثم العودة لركوب أول زورق نجاة. وبالرغم من ان الأوامر كانت بنجدة النساء والأطفال أولا .. الا انهم كانوا أول من هرع الى موقع زوارق النجاة، والدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 ولم ينتظروا موظف السفينة ليضع في زورق النجاة مزيدا من الركاب، حيث قفز حمد وقطع الحبل الذي يربطه بالسفينة، حتى يستطيعوا النجاة فغادر السفينة بنصف حمولته تقريبا، وبذلك نجا حمد وأنقذ صديقيه بالإضافة لكلبهما "صن " من الغرق..
بعد ساعتين و40 دقيقة غرقت تيتانيك وغرق معها 1517 شخص من اصل 2223 كانوا على متنها في مياه كانت درجة برودتها 2 تحت الصفر
يوم 17إبريل 1912نشرت جريدة الأهرام خبرا أكدت من خلاله أنها أجرت اتصالا مع شركة White Star Line الشركة المسؤولة عن سفينة تيتانيك ، وأكدت الشركة عدم وجود أى راكب مصرى أو عربى من ساكني الدرجة الثالثة ولكنها لم تتحدث عن ركاب الدرجة الاولى والتي كان حمد من ضمنهم
اما الثرى الأمريكي هنري هاربر فلم تكن الحياة ممتعة له .. فزوجته لم تنجب أي ابن وتوفيت عام 1923 فتزوج ذلك العام وهو بعمر 59 من امرأة أنجبت له ابنا واحدا، ثم توفي في 1944 بنيويورك،
هذه القصة كشفتها الصحفية المصرية ياسمين سعد عام 2018 بعد ان قضت سنوات في في البحث عن أي تفاصيل تتعلق بهذا المصري..حتى وصلت الى احفاده وحصلت منهم على البطاقة البريدية التي كتبها بخط يده وأرسلها إلى عائلته، لطمأنتها على نجاته بعد أيام من غرق "تيتانيك".
نشرت القصة كاملة في صحيفة "المصري اليوم" كما رواها أفراد العائلة مع الصورة النادرة.. والغريب انهم تعاملوا مع رواية جدهم باعتبارها واحدة من قصص قبل النوم التي يرويها الأجداد، و لم يكترثوا كثيرًا لأهميتها... كما قامت الصحفية المصرية ياسمين سعد بنشر هذه القصص في كتاب تحت عنوان «تذكرة على متن تيتانيك».. ولكنه لم يحقق الرواج الذي الذي حققه فيلم "تيتانيك" الذي عرض عام 1997 وحقق إيرادات تجاوزت 1.8 مليار دولار في أنحاء العالم، مما جعله أكثر الافلام تحقيقا للربح في تاريخ السينما.
صورة نادرة للمصري " حمد حسب الله في إحدي قوارب النجاة بجوار المجداف بملابسه السوداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق