الأحد، 16 مايو 2021

زفوبودا


 عندما كانت بغداد مقصدا للمهاجرين من اوربا .. وصل اليها  عام ١٨٢٠ رجل نمساوي الاصل  يعيش في جيكوسلوفاكيا السابقة .. اسمه  انطوان زفوبودا .... ولد هذا الرجل في ڤينا وقرر الهجرة الى بغداد  ليستقر فيها حيث اشترى بيتاً ومحلاً وعمل في  التجارة واختص باستيراد الكريستال  البوهيمي (من بوهيميا وهي مملكة قديمة تايعة لجمهورية التشيك الحالية )  ...ونجحت هذه التجارة  وازدهرت ...  تزوج انطوان عام  ١٨٢٥ من فتاة بغدادية ارمنية اسمها اوفيمي مرادجيان وانجب منها احد عشر ولداً وبنت وهكذا  تكونت  عائلة زفوبودا  البغدادية الشهيرة  وتوسعت العائلة في بغداد بعد
مصاهرة افرادها  مع  بعض العوائل البغدادية واصبحوا بغادّة بشكل كامل كما ارتبطوا بعلاقات تجارية واقتصادية مع النخبة البغدادية والموصلية والقناصل والجالية الاجنبية وقد كان انطوان صديقاً للوالي داود باشا الوالي وللقنصل البريطاني كلوديوس ريچ ... وكانت من اوائل العوائل التي سكنت منطقة العلوية ببغداد عندما كانت  هذه المحلة خارج اسوار المدينة انذاك وبقي  بيتهم ملكاً للعائلة لغاية ٢٠٠٥  ..
ومن هذه الاسرة  اشتهر  الكسندر زفوبودا وهو اكبر اولاد انطوان ولد عام 1826 وهو احد مبدعي هذه  الاسرة  وهو رسام شهير  وأول من أدخل الكاميرا الفوتوغرافية الى العراق عام ١٨٥٠وأول مصور محترف في تاريخ العراق، بعد ان كانت مهنة التصوير من المحرمات الدينية بالنسبة لبعض رجال الدين في العهد العثماني وذلك  وقد تحدثنا عنه في وقت سابق في احدى الشذرات .. كما اشتهر منهم جوزيف ماثيا زفوبودا  (او كما يعرف يوسف زبوفودا او يوسف البغدادي  )ولد عام 1840  والذي عمل كضابط في شركة دجلة و الفرات للنقل  النهري التابعة إلى شركة لنج اخوان التجارية واشتهر بيومياته التي تناول فيها تفاصيل تجاربه وخبرته في حياته العملية والإجتماعية.والتي وثقت لفترة مهمة من تاريخ العراق .. وتوجد معظم هذه اليوميات في (مركز المخطوطات الوطني العراقي).
وآخر من تبقى في العراق من هذه الاسرة فهو  المعماري الشهير  البروفيسور هنري زفوبودا  والذي اشترك  مع رفعت الچادرچي في تصميم  بناية مؤسسة البريد والاتصالات القائمة على  نهر دجلة في السنك ( بدالة السنك الحالية ) .. وقد توفي هنري  عام ٢٠٠٥
..لوحة رائعة بأسم (خاتون السراي) بريشة الكسندر زفوبودا المتوفي سـنـة 1896

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...