الأربعاء، 29 يوليو 2020

الصليب والهلال والبلورة الحمراء

هي شارات وشعارات اتخدنها الاتفاقيات الدولية  لفرض الحماية الدولية  لافراد ومنشأت وعجلات  الخدمات الطبية  في وقت الحرب .. وبرزت الحاجة الى هذه الحماية بعد معركة سولفرینو  بين الجيشين الفرنسي والنمساوي في شمال إيطاليا والتي نتجت عنها مأسى كثيرة مما دفع السويسری (هنری دونان) إلى الدعوة  إلى إنقاذ الجرحى والمرضى من جراء العمليات العسكرية، بصرف النظر عن جنسيتهم أو أي عنصر آخر، وبالفعل تم  إنشاء اللجنة الدولية لمعاونة الجرحى والتي أطلق عليها فيما بعد ذلك اسم " اللجنة الدولية للصليب الأحمر "والتي كان من اثارها  توقيع اتفاقية جنيف الأولى في ۲۲ أغسطس 1864 وكان من ضمن بنودها ان سيارات الاسعاف والمستشفيات تحظى بالحماية الدولية ويجب أن تحمل علم الصليب الأحمر ولا يجوز لها ان تحمل أي علم آخر وقد وقع اختيار المؤتمر على شكل العلم وهو  صليب أحمر على خلفية بيضاء، وهو الشكل المقلوب تماماً لعلم سويسرا المحايدة ...
بعد اندلاع الحرب الروسية العثمانية بين عامي 1876 و1878 اعلنت الامبراطورية العثمانية ان تدخل مسعفين يرفعون شارة الصليب امر غير مقبول و يثير استياء الجنود المسلمين لذا فقد قامت بوضع شارة الهلال الاحمرعلى أرضية بيضاء مع استمرارها في الاعتراف برمز الصليب الأحمر واحترامه.  وقد انتهجت باقي الدول الإسلامية نهج تركيا في هذا الشأن وقد اقر هذا الشعار عند التوقيع على اتفاقية جنيف الثانية  1906   .
اما إيران فكان شعارها المميز للخدمات الطبية هو أسد وشمس أحمرين على أرضية بيضاء وقد تم الاعتراف به رسميا عام 1929.وقد ظل  هذا الشعار شارة للخدمات الطبية  الايرانية لغاية عام 1980 حيث تم اسنبداله ب شارة الهلال الاحمر.
 اما   اسرائيل  فقد اتخذت " نجمة داود" باللون الأحمر کشارة لخدماتها الطبية بالقوات المسلحة ولكن الشعار    تم رفضه في  مؤتمرجنيف عام  1949 مما عرقل انضمام اسرائيل  الى المنظمة لغاية عام 2005  حيث اقرت المنظمة الدولية شارة  الكريستالة (البلورة) الحمراء التي اختارتها اسرائيل كشارة جديدة تضاف الى الصليب والهلال الاحمرين واختيرت البلورة الحمراء من بين حوالي اربعين نموذجا قدم للمنظمة  كونها  توحي بان المياه مصدر الحياة وترمز الى الطهارة والشفافية اضافة الى ان الشارة الجديدة لا تحمل اي  دلالات دينية او سياسية او ثقافية. وقد عرضت الشارة على خبراء قانون واختبرها الجيش السويسري للتحقق من انه يمكن رؤيتها بوضوح من بعيد وتم اقرارها كشارة ثالثة معتمدة  اضافة الى الصليب والهلال ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...