الأربعاء، 5 أغسطس 2020

الحنفية

مع نهاية القرن التاسع عشر، تم مد  المياه وتركيب الصنابير في منازل القاهرة. ما أدى إلى استغناء كثير من المصريين عن السقايين الذين كانوا يجلبون المياه إلى البيوت مقابل أجر. فما كان من هؤلاء السقايين إلا التوجّه إلى أئمة المذاهب السنية الأربعة، لاستصدار فتوى بأن مياه الصنابير، لا تصلح للوضوء ولا للطهارة، فدار في أروقة الأزهر الشريف  جدل فقهي فأفتى  أئمة الحنابلة والمالكية بأن مياه الصنابير بدعة صريحة ولا تصلح للوضوء أو الطهارة. فيما رأى أئمة الشافعية أنهم لم يتوصلوا الى رائ شرعي وان  الأمر يحتاج  إلى بحث طويل  .. اما  علماء الأحناف، فلم يحتاجوا إلى كل هذا الوقت، فقد افتوا بإباحة مياه الصنبور ورأوا جواز الوضوء من هذه الصنابير لأنها ترفع المشقة عن المسلمين.
عندما بنى محمد على الكبير  " مسجد محمد على بالقلعة " وزوده بالمواسير و الصنابير للوضوء بدلا من طريقة الوضوء السائدة فى ذلك الوقت، والتى كانت عبارة عن الطاسات والأكواز . عارضه علماء مذاهب "الحنابلة والشافعية والمالكية"، كون هذه الأشياء بدعة فى نظرهم ، لان السلف الصالح  لم يستعملوا هذه الطريقة  في الوضوء مستندين بالحديث الشريف: "وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة فى النار" .. وكان الحنفية  وحدهم يستخدمون صنابيرالجامع  في الوضوء  ومن هنا جاءت تسمية المصريين للصنبور بالحنفية. نسبة إلى المذهب الحنفى، وأصبحت كلمة "الحنفية" تدل على الصنبور فيما ظل  ائمة الحنابلة والشافعية والمالكية  يستخدمون الكوز والطاس  في الوضوء  بانتظار الوصول الى رأي فقهي يجيز الوضوء من الحنفيات وظلوا يتحروا أمرها كثيرا حتى تم وبعد تفكير طويل  تحليل الوضوء من الصنابير ( الحنفيات ) فى نهاية الأمر ....

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...