الخميس، 30 مايو 2019

ايوب ديالو .. تاجر العبيد ومحررهم ..


ولد أيوب بن سليمان ديالوعام  1702في بلاد البند الواقعة في السنغال حالياً من عائلة مسلمة ثرية  تتاجر بالرقيق .. أرسله والده عام 1730 م إلى زامبيا لبيع اثنين من «العبيد» الى قائد احدى السفن الانكليزية . لكنه فشل في الاتفاق على سعر مناسب..فقرّر الذهاب إلى داخل البلاد لإيجاد مشتري . وفي الطريق، أسرته قبيلة منافسة وباعته إلى نفس  قائد السفينة الذي تفاوض معه سابقاً. والذي نقله الى امريكا حيث بيع لصاحب مزرعة تبغ  والذي  اجبره على تغيير اسمه  الى”.سيمون”.. 
القي القبض عليه بعد هربه من سيده عام 1731م.. و احيل الى المحكمة حيث تم سجنه. و في السجن  تعرف على رجل الدين توماس بلوت.. والذي أعجب بذكائه ومعتقداته الدينية ومكانته الاجتماعية وقام بلوت بإقناع المسؤولين بان ديالو من  طبقة الأمراء.
عام 1733م،اشتراه السياسي البريطاني  جايمس أو غلثورب..وتم اعتاقه ووصل الى لندن  واصبح مشهورا في الدوائر الأرستقراطية فجرى تعريفه إلى الملك جورج الثاني والملكة كاثرين التي قدّمت له ساعة ذهبية. وهناك أقام صداقات مع المثقفين والمفكرين الذين قادوا في النهاية حملة لالغاء العبودية. ومن دائرة أصدقاء ديالو كان هناك مجموعة من رجال الدين من الكنيسة الإنجليكانية، وأعجب هؤلاء بقدرات ديالو الذهنية وقدرته على قراءة القرآن الكريم عن ظهر قلب. كما ساعد السير هانز سلون على ترجمة معاني القرآن. وخلال فترة  إقامته في إنكلترا قام بنسخ  ثلاث نسخ من القرآن الكريم  غيبا ومن الذاكرة فقط ..
قام الفنان الانكليزي وليام هوري برسم  لوحة كبيرة  لايوب  ديالو وهو يرتدي الزي التقليدي الافريقي  ويضع  نسخة من القرآن المكتوبة بخط يده على رقبته ويقول الخبراء إنها أول لوحة رسمت في بريطانيا لأفريقي مسلم. الديانة في أجواء تلك العبودية والعنصرية المقيتة التي كانت تجتاح أوروبا والغرب.
اللوحة كانت في حوزة عائلة بريطانية منذ أربعينات القرن التاسع عشر (1840). وخلال هذه الفترة الزمنية لم يعرف خبراء تاريخ الفن بوجودها، وبقيت مجهولة الهوية منذ ذلك التاريخ.
عام 2007 وافقت هيئة المتاحف القطرية في الدوحة  والتي يبدو انها كانت تملك اللوحة على إعارة اللوحة  الى المتحف الدولي للرق بمدينة ليفربول الانجليزية لمدة خمس سنوات. لتسليط الضوء على دور المدينة الانجليزية في تجارة الرقيق  حيث ضم المتحف مجموعة كبيرة من المقتنيات عن تجارة العبيد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر  وقد احتلت  لوحة (أيوب سليمان ديالو) للفنان وليام هور مكان الصدارة«البورتريه غاليري»
في  تموز عام 1734م وبعد  عام قضاه في لندن  ، عاد أخيراً إلى بلده حيث أسّس علاقات تجاريّة متواصلة مع البريطانيين و استمر ديالو بتجارة  العبيد، لكنه وقع اتفاقا مع الشركة المالكة لأفريقيا أن يحرر أي عبد من أصول إسلامية يقع في قبضة الشركة. وتوفي ديالو  عام 1774  عن 72 عاما بعد 40 عاما من عودته  الى افريقيا . والعجيب في حياته انه رغم كونه متدينا  فانه كان من اهم تجار الرقيق في افريقيا  .. هذه التجارة التي الغتها بريطانيا عام 1833  من جميع جميع أراضي الإمبراطورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...