الأحد، 5 نوفمبر 2023

ياحادي العيس

 أغنية رائجة انتشرت بين مغنيات العصر العباسي حتى يومنا هذا ،ولعل أبرزهن جارية بنت المهدي التي عرفت بصوتها العذب ، وكان أول من غناها في العصر الحديث المطرب العراقي محمد القبانجي، وذلك عام 1956، وفي الستينات غناها ناظم الغزالي كذلك الفنان السوري صباح فخري ،..قصيدة ( يا حادي العيس ) بقيت قصيدة بلا شاعر ( بتراء ) لعدم ثبوتية صاحبها ، حيث تنوّعت الروايات حولها ... الشيء الوحيد الثابت أنها من بين الأشهر في الغزل العربي وقد قلدها شعراء كثر لكنها بقيت مجهولة شاعرها الأول رغم الاجتهادات الضعيفة في نسبتها . فقد  ذكرت بعض الكتب أنها لحلاّق عراقي من بغداد اسمه ( يوسف اللمبجي ) ، وقال البعض إنها لشاعر مصري عاش في العصر العباسي اسمه محمد بن القاسم المصري الملقب بـ (هاني الموسوس) ، ويقال ان صاحب القصيدة جندي جاء مع جيوش الفتح الاسلامي من مصر الى بغداد حيث عاش فيها . وذكر آخرون إنها لشعراء آخرين.
اهم الاقوال وربما اكثرها مصداقية جاء في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربّه الاندلسي ... حيث ذكر إن " المبرد " الذي عاش أيام العصر العباسي انه خرج مع رفاق له من بغداد إلى واسط فمالوا إلى "دير هرقل"  وهو ملجأ المجانين، فوجدوا شابا "حسن الوجه،مشدود بسلسلة إلى جدار". نظر إليهما دون أن يسلّم ثم أنشد قائلا:
لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم
 وحمّلوها وسارت في الدجى الأبل
  و أرسلت من خلال الشق ناظرها
 ترنو اليّ و دمع العين ينهمل
  و ودّعت ببنان عقدهُ علم
 وناديت لا حملت رجلاك يا جملُ
  يا راحل العيس عرِّجْ كي أودعهـم
 يا راحل العيس في ترحالك الأجـل
  اني على العهد لم انكر مودتهم
 يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا        
وتقول الرواية أن الشاعر المجنون بعد ما قال الأبيات مات وقام  (المبرد  ورفاقة  بدفنه  . ورغم اختلاف الاراء تبقى القصيدة  رائعة ومثيرة للاستغراب  بالنظر خاصة لقيمتها الشعرية.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...