الثلاثاء، 12 مارس 2019

نواعير الفرات

نواعير الفرات محطات  اروائية  صديقة للبيئة تعمل  منذ اكثر من 3600 سنة.. ومازالت   في الخدمة  منذ الاف السنين تواصل دورانها  دون  توقف وبلا تكلفة..ولا تحتاج  وقود او طاقة كهربائية ..ولا تحتاج الا الى تبديل خشبة او مسمار .. ،
 تشير الأبحاث التاريخية والآثارية الى أن العراق هو موطن النواعير الأول، ومنه انتقل الى مدن العالم الأخرى التي تعاني مشكلة الري بسبب ارتفاع اراضيها نسبة الى الأنهار
يتكون الناعور من جزئين الأول هو الدالية  وهي  البناء الحجري الذي يقام في الماء على ضفة النهر.. ومهمته الرئيسية هو  حمل الناعورة، والثانية هي الناعورة  وهي  العجلة الخشبية المزودة بأوانٍ فخارية ومهمتها رفع الماء من النهر وايصاله الى البساتين والأراضي الزراعية لأغراض السقي.. ولكن الكثير من الناس  يطلقون على المنظومة باجمعها اسم الناعور  وبذلك تراجع اسم الدالية حتى كاد ينسى.
 وفقا للروايات فان  المنطقة الواقعة بين مدينتي هيت وعنه كانت موطناً لجنّة عدن  وكان  الفرات يومها  أعلى من الأرض المحيطة به و كان الري سيحاً، ولكن انخفاض الماء التدريجي أدى الى مشاكل  إروائية كبيرة  دفعت الاهالي  الى ابتكار أسلوب إروائي يناسب ارتفاع مستوى الأرض عن الفرات، وتمثل الابتكار بالمحطة الحجرية العملاقة (الدالية) ودائرتها الخشبية (الناعورة)..وصممت بطريقة هندسية  لم تتغير منذ الاف السنين
 من مجموع حوالي  1200 كيلومتر يقطعها الفرات  في الأراضي العراقية فإن النواعير محصورة بمسافة قدرها (200 كيلومتر) تقريباً ما بين هيت صعوداً ومدينتي عنه وراوة المتقابلين  وهي التي يطلق عليها  “أعالي الفرات”  بسبب سرعة  وقوة التيارات في هذا الجزء من الفرات  وهو أمر بالغ الأهمية لتدوير عجلة الناعورة الثقيلة وكذلك  بسبب  طوبوغرافية النهر والأراضي المحيطة به في منطقة اعالي الفرات فهذه الرقعة الجغرافية  غير مهددة بالغرق كونها  اعلى و فوق مستوى أعلى ..
يصل عدد النواعير في بعض التجمعات السكانية الزراعية الى عشرة.. ، ويتراوح قطر الناعورة بين 10-12 متراً ويتألف المحيط من عجلتين او طوقين يسمى الخارجي (الظهارة) والداخلي (البطانة) وتتصل بهذا الاطار المزدوج مجموعة عيدان تسمى (الصلبان) كل صليب يمثل نصف القطر،.. ويحتاج الناعور من اجل بناءه الى عدد كبير من اشجار التوت التي تتميز بعدم تأثرها  مع الماء ويختلف  عددها  حسب حجم الناعورة، عند المحور المركزي الوسطي وهو عبارة جذع شجرة يطلق عليها محليا (فحل التوت)  والذي يتميز بانه لا يقطع الا بعد ان تمضي عليه اكثر من (20) سنة كي يكتسب الصلابة المطلوبة والقدرة على تحمل اثقال الناعورة.
وفقا للمتخصصين  فان الارواء بواسطة الناعورة انفع للزراعة من الآلات الحديثة لان مياهه تصل الى المزروعات بصورة هادئة ومتزنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...