الثلاثاء، 20 مارس 2018

المدارس الجعفرية


كان التعليم في العراق قبل نشوء المدارس الحديثة يعتمد على التعليم الديني والكتاتيب.. وكان الاتجاه الى التعليم يزداد الحاحا بعد ازدياد  حاجة الدولة العثمانية الى  موظفين يديرون حاجات الناس في دوائرها  .. لكن التعليم بقي متعثراً و محصورا في العاصمة اسطامبول التي شهدت سنة 1847م الشروع بتأسيس عدد من المدارس المدنية الحديثة..
عام 1908 قامت مجموعة متنورة من محلة صبابيغ الآل وما جاورها في بغداد و في مقدمة هؤلاء جعفر أبو التمن، علي البارزكان، مهدي الخياط، علي العينه جي، باقناع  الحاج سلمان أبو التمن بتأسيس مدرسة لتعليم الأولاد الصفاريقوم  خريجوها بإدارة أعمال التجار من المسلمين وغيرهم 
اجتمع المؤسسون الله في مسجد الحاج داود ابو  التمن، وتم تقديم طلب الى الوالي باللغة التركية لاستحصال موافقة باجازة المدرسة...وقد  سميت بالجعفرية نسبة إلى الإمام جعفر الصادق (ع) الذي أسس  جامعة إسلامية علمية في بغداد أبان العصر العباسي وهذا ماوضّحه القائمون عليها  للعثمانيين حين تقدموا بالطلب لفتحها... حصلت موافقة السلطات العثمانية ممثلة بوالي بغداد على فتح وتأسيس مكتب (الترقي الجعفري العثماني) و استأجرت هيئة المدرسة الدار التي كان يسكنها الطبيب المشهور انذاك (ارسطو) ، وهي مجاورة لمسجد الحاج داود ابي التمن في منطقة صبابيغ الآل بعشرين ليرة عثمانية ذهب في السنة وتم افتتاح المدرسة عام 1908م وكان كادرها الإداري مؤلفاً من الشيخ شكر الله مديراً للمدرسة والذي تبرع بالتدريس مجاناً اعتبارا من  نيسان 1920م حتى توفاه الله عام 1938م وعلى البازركان معاونا ورؤوف القطان مفتشاً .. وقد توسع كادرها الإداري عام 1909م، وفتحت  بعد ذلك مدرسة مسائية لتعليم الأميين.. واستمرت  تدعى في العهد العثماني مدرسة الترقي الجعفري العثماني ولغاية ما بعد الحرب العالمية الاولى حيث  تغير اسمها الى (المدرسة الجعفرية) ..
النظام المعمول به في مدرسة الجعفرية الأهلية هو النظام الذي وضعته الهيأة التأسيسية للمدرسة عام 1922.. ومنذ افتتاحها  المدرسة الجعفرية الأهلية
فتحت المدرسة ابوابها  للطلاب والمدرسين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب .. حيث ألتحق بالمدرسة 300 طالب عند افتتاحها توزّعوا على الصفين الأولين لمرحلة الدراسة الابتدائية والرشدية، التي كانت تضمهما معاً، وقد توسعت المدرسة وأصبحت تحتوي بعد أربعة أعوام من افتتاحها على مرحلة الدراسة الإعدادية علاوة على المرحلتين السابقتين وكان للمدرسة الجعفرية هيئتان إداريتان الأولى تمارس التخطيط الإداري عن بعد والثانية تنسق الأعمال الإدارية فيما يخص شؤون المدرسة كالطلاب والدروس وتنظيم الدوام … الخ..
اكتسبت المدرسة  شهرة علمية ومعرفية واسعة  واصبحت صرحا  صرح علمي علميا معروفا قياساً بالمستوى المنخفض للتعليم آنذاك و اسهمت المدرسة  في تطوير المعرفة في مختلف انواع العلوم ..
احتفظت المدرسة بتقاليدها حيث كانت تلحق  لقب افندي او بك ابعد اسماء الطلاب وهي درجات تكريمية معنويه  تضيف لصاحب الاسم شعوراً بقيمته ودوره في بناء المجتمع وظل هذا التقليد معمولا به  طيلة العهد الملكي...
من الأساتذة المربين الرواد في المدرسة الجعفرية على البازركان الباحث والشخصية الوطنية والمربي الشهير، والاديب صادق الملائكة والد رائدة الشعر العربي الحر الحديث نازك الملائكة ويوسف سلمان كبه الباحث وألاديب ونوري ثابت صاحب جريدة حبزبوز الفكاهية وكان ناقدا اجتماعيا وسياسياً من طراز متفرد.. ومن اهم خريجيها أحمد فياض المفرجي.. احمد الخياط .. جعفر حمندي .. ذيبان الغبان ..رؤوف البحراني ..صادق البصام .. صالح جبر ... عبد الرواق الازري ... عبد الامير علاوي .. عبود زلزله .. والعلامة مصطفى جواد.. وغيرهم   
في نهاية الستينات وفي ظل الحرب التي شنتها الدولة ضد التعليم الاهلي .. تم تأميم المدارس الاهلية في العراق ومنها  المدارس الجعفرية  وتم نقل كل  ممتلكاتها الى وزارة التربية....التي من جانبها قامت بتغيير اسمها الى مدرسة الطاهرة  الابتدائية ..


هناك تعليقان (2):

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...