الأحد، 18 مارس 2018

الاغا خان الثالث والورد الاحمر وقصة حب خالدة ..


يقال إن الهند أنجبت أسطورتين خلال تاريخها الحديث «غاندي» و«أغاخان الثالث» ..
اسمه هو السلطان محمد شاه الحسيني .. ولد في كراتشي التي كانت تابعة الى الهند  في  2 /11/ 1877 وهو الإمام الثامن والأربعون للطائفة الإسماعيلية ... تقلد منصب الإمامة تحت اسم آغا خان الثالث خلفا ً لأبيه الإمام آغا خان الثاني .. وهو ابن سبع سنين وامتدت امامته للفترة من عام  1885 ولغاية وفاته عام 1957...
تلقى آغا خان الثالث تعليما ً دينيا ً وشرقيا ً بالإضافة إلى التعليم الغربي حيث درس في كلية إتون وفي جامعة كامبردج.. وطاف انحاء  العالم لتفقد أحوال طائفته. وقد تم منحه درجات الفروسية و تكريمه  من عدد من الحكام والملوك من أمثال الملكة فيكتوريا والملك إدوارد السابع والملك جورج الخامس وإمبراطور ألمانيا وسلطان الدولة  العثمانية وشاه إيران... وشهدت الطائفة الإسماعيلية في النصف الأول من القرن العشرين تحت إمامته الكثير من مشاريع التطوير الاجتماعية والاقتصادية في شرق أفريقيا وفي جنوب آسيا.
كان من مؤسسي عصبة مسلمي كل الهند عام 1906، واصبح أول رئيس لها وكانت تدعو  لتأسيس دولة إسلامية مستقلة في الأجزاء الشمالية الغربية من شبه القارة الهندية ..وقد تشكلت تلك الدولة في وقت لاحق، تحت اسم باكستان في العام 1947.
مثّل الهند في عصبة الأمم عام 1932 ولغاية عام  1937. كما تولى منصب رئاسة عصبة الأمم نفسها بين العامين 1937 - 1938.
انسحب من الحياة السياسية خلال الحرب العالمية الثانية وانتقل للعيش في سويسرا.. كان الاغا خان يعشق الورد الاحمر بجنون وكان يملأ كل الغرف التي يجلس فيها بالورود الحمراء ..وكان الورد الاحمر سببا في لقاءه ببائعة ورد فرنسية اسمها   إيفون بلانش لابروس من مواليد 1906 وحاصلة على لقب  ملكة جمال فرنسا لعام 1930.. تزوجها الاغا خان بعد قصة حب عنيفة عام 1942 لتكون آخر زوجاته ولتحمل لقب البيجوم وكانت قد أشهرت إسلامها قبل أن الزواج  وسمت نفسها أم حبيبة ... وعاشا معا اجمل ايام العمر بعد ان طافا في ارجاء العالم ..
بدأ الاغا خان يعانى من الروماتيزم وآلام في العظام حيث عجز أعظم أطباء العالم في علاجه، ونصحوه بزيارة أسوان في مصر في فصل الشتاء حيث تتميز بالدف العجيب .. وبالفعل زار الاغا خان  أسوان شتاء 1954 بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباعه وكان عاجزا عن المشى ..يتحرك بكرسى متحرك، واقام  بفندق كتراكت .. والتقى بأحد شيوخ النوبة في مجال الطب  الشعبي ، فنصحه بأن يدفن نصف جسمه االاسفل في رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع ..وسط سخرية الأطباء الأجانب المرافقين له ، أتبع الأغاخان نصائح الشيخ النوبى، وبعد أسبوع عاد آغا خان إلى الفندق ماشياً على قدميه، وسط  فرحة عارمة من زوجته واتباعه  ومن ساعتها قرر آغا خان أن يزور أسوان كل شتاء وطلب من محافظ أسوان شراء المنطقة التي كان يعالج فيها.. ، وقرر إقامة فيلا تطل على نهر النيل صممها ونفذها شيخ المعماريين العرب، رائد العمارة الإسلامية المهندس فريد شافعي، حيث جعل من الفيلا تحفة معمارية ومزارا من الحجر الجيري والرخام، وبنى بجوار قصره على ربوة الجبل الذهبي المتوهج مقبرة خاصة له على طراز المقابر الفاطمية في مصر القديمة، مستخدما في ذلك الرخام المرمري الخالص حيث تقع المقبرة فوق هضبة في جزيرة وسط النيل، تطل من جهة على قصر الملك فاروق قديما، الذي أصبح حاليا فندق «كتراكت»  ومن الجهة الأخرى تطل على مقبرة رومانية إغريقية ومعبد «ساتت» الذي شيدتة الملكة حتشبسوت،
قضى الزوجان في اسوان  اجمل ايام العمر حتى  وفاة الاغا خان في 11 يوليو 1957... لتبدأ قصة وفاء البيجوم  والتي هي  اكبر من ان توصف ..حيث كانت تقوم صباح كل يوم  في التاسعة صباحا بوضع وردة حمراء جديدة من نوع (رونرا بكران) داخل كأس فضية على قبر أغاخان.. واثناء غيابها كانت تعهد الى البستاني بالقيام بهذا العمل اليومي ..وكانت البيجوم أُم حبيبة تذهب للمقبرة بمركب ذي شراع أصفرمميز .. حيث إن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء، ليعرف أهالي أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب.. ولم تنقطع عن هذه العادة حتى وفاتها في مدينة لو كانيه بفرنسا في 1 يوليو 2000 عن عمر جاوز 94 عامًا.. وتم نُقل جثمانها بناءا على وصيتها إلى أسوان ودفنت بجوار زوجها في المقبرة نفسها .. المكان اصبح واحد من اهم الاماكن السياحية التي يحرص السواح على زيارتها

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...