السبت، 23 يناير 2021

ثلاثة ايام هزت العالم .. الازمة الدستورية الروسية

 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر 1991. بدأ برنامج يلتسن للإصلاح الاقتصادي الدخول في حيز التنفيذ في 2 يناير 1992 ولكن البرنامج لم ينجح في حل المشاكل الاقتصادية بل زاد من تفاقمها  وازدادت المعارضة لسياسات يلتسن الإصلاحية بين البيروقراطيين القلقين بشأن ظروف الصناعة الروسية وبين زعماء الجمهوريات الروسية الغنية بالنفط مثل تتارستان وباشكيريا الذين طالبوا بالاستقلال الكامل عن روسيا.. كما استنكر نائب الرئيس الروسي، ألكساندر روتسكوي، برنامج يلتسن معتبرًا إياه «مذبحة اقتصادية». كما خرج المتحدث باسم مجلس السوفيات الأعلى، روسلان حسبولاتوف، معارضًا للإصلاحات، على الرغم من ادعائه دعم الأهداف الإجمالية ليلتسن

في  نهاية عام 1992 حيث تنتهي السلطات الاستثنائية التي طلبها يلتسين لغرض إتمام برنامجه للخصخصة..
طالب يلتسن من البرلمان أن يمدد سلطاته لإصدار المراسيم (ولكن في مؤتمر نواب الشعب وفي مجلس السوفيات الأعلى، رفض النواب تمديد  السلطات الاستثنائية  وابقوا على حدود السلطات الرئاسية الاعتيادية
 وتدهورت العلاقة بين الطرفين مما اضطر يلتسن في 21 سبتمبر 1993، الى  حل السلطة التشريعية في البلاد (البرلمان)  وبالمقابل  أعلن البرلمان أن قرار الرئيس غير دستوري وباطل ولاغٍ، واعلنوا عزل الرئيس يلتسين  وتعيين نائب الرئيس ألكساندر روتسكوي رئيسًا للبلاد
كان أنصار البرلمان طيلة أيام الأزمة يرابطون بالقرب من مبنى البرلمان  للحيلولة دون اقتحامه من قبل القوات الموالية للرئيس يلتسين . غير أن المواجهة السلمية تحولت يوم  الجمعة 3 أكتوبر1993 إلى صدامات مسلحة مكشوفة في الشوارع وظهرت بوادر حرب اهلية بين انصار الطرفين  . ونظم  انصار حسبولاتوف و روتسكوي مسيرات حاشدة في موسكو ثم استولوا على مبنى بلدية موسكو وحاولوا فرض سيطرتهم بالسلاح على محطة التلفزيون المركزية . فيما  أعلن الرئيس يلتسين في نفس الليلة حالة الطوارئ في البلاد ونزلت الدبابات الى الشوارع و بدأت الهجوم بإطلاق النيران على مقر البرلمان  الذي  احترقت نصف أدواره العليا.ودخلت قوات الجيش إلى المدينة . وأصبح القتال في شوارع موسكو الحدث الأكثر دموية في تاريخ العاصمة منذ الثورة الروسية. حيث اسفر طبقًا لتقديرات الحكومة عن مقُتل 187 شخص وجُرح 437.
وانتهت الازمة لصالح  القوات الموالية ليلتسن  وتم فرض الحكم بمرسوم رئاسي  وحل البرلمان ومجالس نواب الشعب المحلية والإقليمية واعتماد دستور جديد  و إجراء انتخابات برلمانية جديدة  في روسيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...