في خمسينات القرن الماضي، قدمت إلى العراق
عالمة الأنثروبولوجيا والكاتبة السينمائيّة الأميركيّة إليزابيث وارنوك فيرنيا بصحبة
زوجها روبرت فيرنيه والذي اختار قرية النهرة بناحية الدغارة بمحافظة الديوانية لتكون مكاناً لدراسته الميدانية لإنجاز بحث الدكتوراه
في الأنثروبولوجيا .. وقضوا عامين في ضيافة شيخ الأگرع (موجد العطية) انجزوا خلال هذه
الفترة كتابين مهمين.. الاول هو ضيوف الشيخ (Guests of the Sheik)
روت فيه اليزابيث يومياتها التي عاشتها في
هذه القرية و صدرالكتاب أيضاً بترجمة عربيّة
قبل سنوات ... والثاني بعنوان (الشيخ والأفندي)
وهو من تاليف روبرت ، وهو غير مترجم وعبارة
عن رسالة علمية مفصّلة في أحوال الريف لأجل
نيل شهادة الدكتوراه.
كانت
اليزابيث متزوجة حديثا وكانت هذه زيارتها الاولى الى
الشرق الأوسط والعراق تحديدا وقبل أن تصل كانت تهييء نفسها للإسهام في تنوير
نساء الأرياف هناك، واللواتي كانت تعتقد انهن يعشن في جهل وظلم كما كان يصورها الغرب
ولكنها تفاجأت بالدور المهم الذي تقوم به المرأة
العراقية في الريف العراقي لذا حاولت أن يكون تكيفها مع الواقع سريعا، حيث ارتدت
الزي المحلي والعباءة والجرغد التي ترتديه
نساء المنطقة من اجل التكيف مع ذلك المجتمع المحافظ و عاشت في كوخ طيني لا تتوفر فيه
التجهيزات الصحية.
في عام 1958 غادرت العراق مع زوجها إلى الولايات المتحدة بعد أن أمضيا عامين في العراق
..
عام
نيسان 1993 نشرت النشرة الدورية الأمريكية
Natural
History بحثا طريفا
للسيدة إليزابيث وارنوك فيرنيا عن الطبيعة
المتكيفة للمطبخ العراقي، ومزجه الفريد للعديد من التأثيرات الثقافية في ظروف اليسر
والشحة، حيث تقول سواء أكان المجتمع حضرياً،
ريفياً أم بدوياً فإن الطبخ العراقي يتميّز بأصالته وتحدثت باعجاب عن اكلتي المقلوبة
التي تناولتها في بغداد والفسنجون النجفي الذي تناولته في ضيافة زوجة الشيخ كاكلتين مازالت في ذاكرتها واطلقت على الفسنجون بانها اكلة تتميز بالرفعة والسمو
.. وربما هذا هو الوصف المثالي لهذه الاكلة الرائعة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق