الاثنين، 20 أبريل 2020

حرامي الملابس الداخلية

تقع دار المعلمات  في منطقة الحيدرخانة   قبيل ان يقطعها شارع الجمهورية الحالي وكان اسمها دار المعلمات الأولية وتقبل الطالبات من الصف السادس الابتدائي من كافة انحاء العراق ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات وأُلغيت. وصار اسمها دار المعلمات الابتدائية وتقبل الطالبات من الصف الثالث المتوسط من كافة أنحاء العراق كذلك، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات. ثم أُلغيت دار المعلمات وتحولت البناية  الى  الاعدادية المركزية للبنات....كانت البناية التي يعود تاريخها الى عهد البريطانيين  تضم قسما داخليا يستقبل الطالبات من اطراف بغداد والمحافظات القريبة ..
ومن الطرائف ماروته   الشاعرة  لميعة عباس عمارة  المقيمة في الولايات المتحدة  عن ذكرياتها  في دار المعلمات  الاولية حيث تكررت شكوى بعض طالبات القسم الداخلي  وبعض المعلمات  ممن يسكن القسم الداخلي من فقدان ملابسهن الداخلية وجوارب النايلون من حبل الغسيل، وكان البحث عن الفاعل دون جدوى حيث كانت السرقات تحدث عندما يكون القسم  خالي تماماً في الوقت الذي تكون فيه الطالبات  بالصفوف أثناء الدراسة... ولكن اثيرت شكوك حول احدى الطالبات التي كانت دائما ما تتمرض وتلازم الفراش.. ولكن لم يكن هناك  دليل على براءتها  او ادانتها  لذا لم يتجرأ احد على اتهامها صراحة  كما لم تعلم هذه الطالبة بكل هذه  الشكوك  وتخرجت من المعهد وهي لا تدري شيئاً عن الموضوع.
تقول   لميعة  كنت أدرّس طالباتي آنذاك الادب العربي ولفت انتباهي طائر  اللقلق وهو  يقف (مستمعاً) في الطارمة أمام باب الصف المفتوحة دائماً... هذا الطائر عاصر دار المعلمات منذ أول نشأتها..وكان  يسكن أعالي البنايات والمنائر،
عندما أرادت الحكومة أن تفتح شارع الجمهورية الموازي لشارع الرشيد، هدمت الكثير من البيوت الصغيرة المزدحمة .. كما شمل الهدم جزء من بناية دار المعلمات وكانت المفاجأة  عندما أصاب الهدم  أعشاش اللقالق حيث تناثرت منها جوارب النايلون والسوتيانات والملابس الداخلية ... وكان الهدم  دليل البراءة المتأخر لمتهمة بريئة  لم تعرف أنها كانت متهمة، ....

هناك تعليق واحد:

  1. السرقة هى احد الجرائم المشينة بغض النظر عن طبيعة الشئ المسروق وهى من الجرائم التى تجعل صاحبها مهان فى مجتمعه عار على بنى وطنه

    ردحذف

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...