تولى المعتضد بالله العباسي الخلافة بعد وفاة عمه الخليفة المعتمد بالله وهو أول خليفة عياسي لم يكن والده
خليفة وهو ايضا أول خليفة عباسي يتزوج اميرة
مصرية وهي ...الاميرة قطر الندى والتي
مازالت والى الان يحتفي بها الصريون بالاغنية الشهيرة ...حنة يا حنة يا قطر الندى..
اسمها الحقيقي أسماء بنت خمارويه وكان جدها أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية بمصر... وكانت من ربات الحسن
والجمال والرأي والعقل...
أقام لها والدها زفافا أسطوريا لم يعرف
التاريخ مثله، واصبح زفاف قطر الندى مضرب الأمثال
في البذخ والترف حيث بلغ من الفخامة حدا لا يصدق... حيث قام والدها والدها بجمع كل جميل ونادر وثمين في أرض مصر ليكون ضمن جهازها ومنها على سبيل المثال أربع صواني من الذهب
عليها قبة مشبكة من الذهب ايضا ... في كل عين
من التشبيك قرط معلق فيه حبة من الجواهر لا تعرف لها قيمة.. ودكة من الذهب لتضع عليها
قدمها كلما دخلت إلى حجرتها ... مائة هاون من الذهب يدق فيها العود والطيب. ألف مبخرة
من الذهب. ناهيك عن مئات الصناديق المحتوية على الملابس، والاقراط، والسلاسل الذهبية،
وفصوص من الاحجار الكريمة وبلغت تكاليف جهاز العروس هذه مليون دينار ذهبى اضافة الى مليون دينارذهبي حملتها معها إلى بغداد لتستكمل شراء ما ينقصها من
هناك. بينما كان مهر "قطر الندى"..
وفوق هذا وذاك امر خمارويه أن يبني لابنته قطر الندى سلسلة من القصورعلى طول
المسافة الفاصلة بين القاهرة وبغداد وتجهيزها بكل ما تحتاجه الاميرة في سفرها من الراحة وأسباب الرفاهية لتكون بمثابة
استراحات خلال رحلتها. وتشعر وكأنها لم تفارق قصرها في القاهرة...
وانطلقت "قطر الندى" في
رحلتها الى بغداد نهاية عام 281 هـ - 894 م
، وجلست فى هودجها بين الحاشية كأنها فى قصر الإمارة، وصحبتها فى موكبها وصيفتها
"أم آسيا" لتقص عليها الطرائف وتدخل السرور إلى قلبها. وانتشر على طول طريق
الموكب حراس عليهم الديباج يحملون السيوف، وكانت الموسيقى تصدح بأعذب الانغام وخرج
المصريون بكثافة على جانبى الطريق لوداع عروس مصر "قطر الندى".. ويرددون الاغنية التي مازالت شهيرة الى اليوم ... "الحنة
يا حنة يا قطر الندى!"وصل موكب العروس بداية عام 282 هـ ليلا إلى بغداد وكان يوماً مشهوداً حيث أقيمت احتفالات ومهرجانات لم تر بغداد مثلها على امتداد تاريخها وانتشرت الزينة ومظاهر الفرح ودخل موكب قطر الندى الى بغداد بين آلاف الشموع والمشاعل ليصل قصر الخليفة المعتضد وبعد اجراء مراسيم عقد القران قدم لها الخليفة ألف ألف درهم كصداق لها..فيما كانت قطر الندى قد ضربت دراهم ذات فئة خاصة وكان كل درهم منها يساوي ثلاثة دراهم عادية لأجل أن تهديها الى زوجها الخليفة ...
هناك أعراس كثيرة دخلت التاريخ لأسباب تتوقف عليها المصالح بين الدول، أو لحقن دماء أو لتحسين العلاقات وانشاء التحالفات.. لكن الزفاف الأسطوري الذي نتحدث عنه اليوم بلغ حد الخرافة ودخل التاريخ كواحد من أهم الاعراس التي تدل على سفه الحكام واستهتارهم باموال الامة و يقال أن خمارويه أراد بهذه المصاهرة تدعيم استقلال مصر عن الخلافة العباسية في بغداد ، في حين أراد الخليفة المعتضد افقار الدولة الطولونية وهذا ما حدث بالفعل بعد ذلك
عاشت الأميرة قطر الندى خمس سنوات في بغداد كزوجة للخليفة وتوفيت فى 7 رجب 287 هـ .. وهي فى الثانية والعشرين من عمرها ..ونظم لها تشييع مهيب ودُفنت داخل قصر الرصافة ببغداد،
بتصرف عن بعض المصادر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق