بالنظر لحاجة القوات البريطانية التي دخلت
بغداد للنقل بين جانبي نهر دجلة .. قامت
ادارة النقل المائي في الجيش البريطاني
بجلب احد الجسور من منطقة كرمة علي شمال البصرة ليربط منطقة راس القرية من جهة الرصافة ببساتين الصالحية في جانب الكرخ وأكتمل نصبه في نهاية شهر
حزيران1917 ليصبح ثاني جسر في بغداد بعد الجسر العتيك او جسر كوتا .. واطلق عليه
اسم الجسر الجنوبي
شهد هذا الجسر
العديد من الحوادث التي كانت تؤدي الى انقطاع الجسر عن العمل لفترات طويلة
كما ان هذا الجسر لم يكن مؤهلا لنقل
الاحمال الثقيلة والمعدات التي كان العراق بحاجة لها في مرحلة الاعمار اضافة الى
ازدياد حركة النشاط التجاري والاقتصادي في
بغداد .. كل هذه الاسباب دعت القوات
البريطانية في صيف سنة 1918 الى اتخاذ قرار
ببناء جسر جديد ومتين بدلا من الجسر الجنوبي وتم تصميمه ليتحمل اثقال تصل الى 15 طن وتم جمع
وبناء وشراء الطوافات والعوامات والعوراض
والاعمال الحديدية والخشبية والاسلاك والمحركات من السوق المحلية في بغداد ولم يتم
ا ستيراد اي قطعة من الخارج..
بلغ طول الجسر حوالي 384 متر وتم انجازه خلال
بضعة شهورفقط ..وافتتح باحتفال كبير في 7
كانون الاول 1918 وتضمن الحفل عبور وحدة
مدفعية 18 رطل ..واطلق على الجسر عليه اسم جسر مود نسبة الى الجنرال مود والذي
توفي بالكوليرا ودفن في بغداد في تشرين الثاني1917
بلغت كلفة الجسر 56,133 جنيه استرليني، بينما لم يكلف
الجسرالشمالي العتيق سوى 7,580جنيها استرليني. لذا رفضت دائرة الحاكم السياسي في
بغداد دفع هذاالمبلغ الكبير لدائرة النقل
المائي العسكرية التي شيدت الجسرمما اضطر هذه الادارة الى فرض رسوم
للعابرين المدنيين والبضائع من غير القوات العسكرية ، لغرض استرجاع كلفة بناءالجسر.
شهد الجسر العديد من الحوادث خاصة ايام الفيضانات كان اهمها هوارتطام طائرة البريد الهولندية
بالجسر في سنة1929.حيث أشتبكت الطائرة
بمجموعة من الاسلاك فوق النهر وسقطت لترتطم بين الطوفات في منتصف الجسرمما ادى الى
مقتل احد الطيارين الهولنديين واصابة الثاني
بجروح بليغة،فيما غرقت الطائرة في النهر بعد محاولة سحبها اثر تقطع الحبال
.. وادى الحادث كذلك الى تضرر الجسر ..في
عام 1935 قررت الحكومة تنفيذ عددةمن الجسور الثابته وتم الايعاز الى مستشارين الهندسة في
الحكومة الاستشاريين كود وولسن
وميشيل وفوغان باعداد الخرائط التفصيلية
والمواصفات الفنية التي وافق عليها
مجلس الوزراء وتمت احالة المناقصة عالميا لغرض التنفيذ في شهر آذار 1936 وبعد فتح
العطاءات رست المناقصة في تشرين الاول من نفس العام على شركة هولواي اخوان
المتحدة في لندن حيث كانت تقوم انذاك بتشييد عدد من الجسور على نهر التايمس بمبلغ 314760 دينار
تم تفكيك الجسر وازالته عام 1938.. بعد عشرين
سنة من نصبه وبعد ان شرع ببناء جسر الملك
فيصل الثابت " الاحرار حاليا " والذي افتتح عام 1939.. وحسبما فهمت فان
جسر مود بعد تفكيكه تم نقله ليربط بين مدينتي الكاظمية والاعظمية قبل انشاء جسر الائمة الحالي..
منقول من عدة
مصادر بتصرف