الازرملي ... تسميه لاحد اسواق ومناطق بغداد
الشهيرة ... جاء اسمها نسبة الى عائلة الارضروملي
التي نزحت من مدينة ( ارض روم ) التركية واخذ لقبه منها.. ومن اشهر افراد
هذه العائلة هو ابراهيم الارضروملي والذي
يعد من اثرياء بغداد حيث قدم اجداده الى بغداد و اصبح متعهد
رسوم الدفن في بغداد والاماكن المقدسة ايام حكم العثمانيين والحكومة
العراقية، وخاصة من الايرانيين والباكستانيين واهالي جاوة من الاسماعليين الذين يدفنون موتاهم في النجف
الاشرف ، وهم من الاغنياء طبعاوعلاوة على ماكان يحصل عليه من ( الدفنية) والهدايا فقد
كان بستانه الذي يحيط ببغداد من صوب الكرخ ( بستان الارضروملي ) يدر عليه الاموال
الطائلة نتيجة زراعته بالخضراوات التي تمول مدينة بغدادوكان (الارضروملي ) قد رفض
ان يجعل بستانه للاشجار المثمرة فقط والتي تدر ايرادا سنويا عكس ايرادات الخضراوات
اليومية..
بعد وفاة
ابراهيم ورثه ولده ( قدري) وهو من مواليد 1911.. وكان قدري هذا مؤدبا خجولا
التف حوله مجموعة من رفاق السوءبثروته وكان لا يستطيع ان يعاتب حتى من يريد سرقته
وابتزازه منهم حيث بدد كل ثروته على اصدقاء السوء والقمار والمراهنه على الخيل (
الريسز) وقام ببيع البستان الكبير الذي
ورثه عن والده بالامتار ليصبح منطقة سكنية سميت باسم عائلته ( محلة الازرملي )
والتي ابدل اسمها الى ( محلة الدوريين) كون ان اغلب ساكينها هم من اهالي مدينة
الدور في محافظة صلاح الدين وقد حصل قدري على اموال طائلة نتيجة ذلك البيع لكنه
اضاعها ايضا على القمار وسباق الخيل كما شيد دار سينما له في منطقة علاوي الحلة اسماها
سينما قدري .. او سينماالازرملي ثم استبدل
اسمها لاحقا الى سينما بغداد ويعود له الفضل بالمساهمة بتأسيس اول لجنة اولمبية
عراقية حيث اصبح احد اعضائها ، وكان يمد
يد العون للفرق الكروية ويشتري لها اللوازم الرياضية ويساعد الرياضيين من ماله
الخاص
كما ورث عمته واضاع املاكها ايضا خلال فتره
وجيزة ومنها قصر عمته في بداية شارع (7)
في المحلة نفسها والذي اصبح في فترة ما مكتبا للتشغيل تابع للاتحاد العام لنقابات
العمال ثم مدرسة متوسطة بأسم
ابن خلدون ... وبعد ان اضاع قدري
كل هذه الثروة ونفذت امواله تفرق من حوله
رفاقه وبقي وحيدا في حال لايسر احدا فقام نوري السعيد وتقديرا لمكانته الاجتماعية
بالتوسط من اجله لتعيينه في شركة نفط كركوك .. انتقل بعدها الى البصرة ليكون مديرا
لمضمار سباق الخيل ( الريسز ) .. الهواية التي اضاعت كل ثروته .. وبقي هناك يعيش
عيشة الكفاف حتى قام ولده المقيم في لندن
باستقدامه الى لندن ليعيش فيها ما
تبقى من حياته حتى رحيله...