الأحد، 2 سبتمبر 2018

محلة كوكنزر.. او رأس الكنيسة

تسمية محلية اختصارا لأسم صاحب الارض (كوركيان نزاريان)،ارمني الاصل وكان ضابطا في صنف المدفعية في الجيش العثماني،منحته الدولة العثمانية هذه الارض لجهوده واخلاصه في الجيش العثماني،والمعروف عند العراقيين وخصوصا أهل بغداد تصغير الكلمات أو إلغاء حركات الحروف التي هي صعبة اللفظ .. منها الكلمة التي أصبحت گوك نزر .. ويطلق عليها  اليوم  اسم محلة رأس الكنيسة نسبة الى  كنيسة مريم العذراء للارمن الارثدوكس والتي تعتبر  من اقدم الكنائس في بغداد حيث بنيت سنة 1639م و كانت في خمسينيات القرن الماضي تنخفض عن مستوى الشارع المجاور بحدود المترين .. وهي من أقدم الكنائس في بغداد وأجملها ... شيدت عام 1639م من قبل الأرمن على قطعة منحها السلطان العثماني مراد الرابع  الى القائد المدفعي الارمني (كوركيان نزاريان ) تثميناً لجهوده في صنع مدفع عملاق  بمواصفات خاصة تم استخدامه في الهجوم على بغداد  التي تمكنوا من دخولها في 25 كانون الأول سنة 1638م.. حيث طلب نزاريان من السلطان قطعة ارض لبناء الكنسية عليها وقطعة أرض أخرى في أطراف باب المعظم لاستعمالها مدفنا لموتى هذه الطائفة... و اصدر السلطان فرمانا بمنح قطعتي الأرض و السماح للأرمن بالسكن والاستقرار في بغداد. وهذه المحلة تحدها من الشرق محلة تبة الكرد ومن الشمال محلة الجلالي والصابونجية ومحلة الميدان من الغرب
اطلق على الكنيسة اسم القديسة مريم العذراء وفي الزاوية الكائنة في أقصى جدار الكنيسة الشرقي هناك صندوق من الرخام فيه بقايا أربعين قديسا قتلوا  ايام  الاضطهاد الديني الذي وقع أوائل الانتشار المسيحي في مدينة سباستيا . ومن المعتقد أن كيورك نزريتان هو الذي جلب بقايا  القديسين الاربعين .. وقد اكتشف  هذا الصندوق الرخامي عند ترميم الكنيسة عام  1970 في عهد المطران اسوغيك غازاريان عند حفر الأسس حيث وجد الصندوق الرخامي  وهو ذو ثماني زوايا مزين بنقوش وزخارف جميلة، أما غطاؤه فمحفور عليه وبالأحرف الارمنية كتابات يشير السطر الأخير منها إلى عام 1639 ميلادية وهو العام الذي بنيت فيه الكنيسة ..
اصبحت هذه الكنيسة مزارا و نافذة للدعاء والتقرب الى الله  للعراقيين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم حيث تفتح الكنيسة أبوابها لكافة الملل وتستضيفهم وتقدم لهم كل الإمكانيات للقيام بشعائرهم وطقوسهم الدينية الخاصة بهم... وقد كانت والدتي رحمها الله  وهي ابنة النجف تأخذنا ونحن صغارا الى هذه الكنيسة مع صديقتها  المسيحية  ونشعل الشموع ونبتهل الى الله ببركة السيدة العذراء ..

 شكرا للاخ الصديق  محمد صالح لتذكيرنا بايام  لن تعود .. وشكرا للصور الرائعة


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...