شجر الدر كانت جارية من أصل تركي أو خوارزمي ويقال
انها ارمنية. اشتراها الصالح أيوب قبل أن
يكون سلطاناً.. واطلق عليها لقب عصمة الدين , وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها
وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل والذي توفي وهو طفل ... وبعد أن يصبح سلطان مصر سنة
(1240 م) بقت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر. في 23 نوفمبر 1249 م توفى
الملك الصالح بعد أن حكم مصر 10 سنين
وكانت جيوشه انذاك تقاتل الجيوش الصليبية
وفي وضع حرج خصوصا بعد ان احتل الصليبيون دمياط .. فاستدعت قائد الجيش المصري "الأمير فخر الدين
يوسف" ورئيس القصر السلطاني "الطواشي جمال الدين محسن".واخبرتهم
بوفاة الملك واتفقوا ان يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر
والناس ويتشجع الصليبيون.وقامت شجر الدر بنقل جثمان الملك الصالح سرا في مركب
ووضعته في قلعة جزيرة الروضة ..واشاعت بين الناس ان الملك مريض ولا يستطيع مقابلة
أحد. وكانت تدخل الطعام للغرفة التي كان
من المفروض ان يكون نائم فيها حتى لا يشك أحد.
عرض الأمير ركن الدين بيبرس على شجر الدر، الحاكمة
الفعلية لمصر في هذا الوقت.خطة وضعها يدخل فيها الفرسان الصليبيين المندفعين نحو
المنصورة في مصيدة.فوافقت شجر الدر على الخطة. نجحت الخطة ووقع الصليبيون في الفخ
وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة منكرة في حواري المنصورة.ولم يكن امامهم
الا الموت أو أن يرموا نفسهم في النيل ويغرقوا فيه.
بعد النصر تنكر السلطان الجديد توران شاه لشجر الدر، كما أمتد حنقه وغيظه ليشمل أمراء المماليك، وبدأ
يفكر في التخلص منهم غير أنهم كانوا أسرع ..فتخلصوا منه بالقتل على يد أقطاي سنة
1250. واصبح المماليك أصحاب الكلمة الأولى في البلاد فاختاروا شجر الدر لتولي منصب
السلطنة . وأخذوا البيعة للسلطانة شجر الدرّ أم خليل يوم الخميس ثاني صفر سنة 648 هـ
..حيث ألبسوها خلعة السلطنة.. وقبّل
الأمراء لها الأرض من وراء حجاب ونقش اسمها على المسكوكات .. وبدأت
الخطباء تخطب باسمها وتدعو لها على
منابر الصلاة في مصر...
بعد ان قبضت على زمام الأمور قامت بتصفية الوجود الصليبي في البلاد حيث اجرت مفاوضات مع الملك لويس التاسع الذي كان
أسيرًا بالمنصورة أنتهت بالاتفاق على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من
كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله
والباقي بعد وصوله إلى عكا مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة
أخرى.
وبالمقابل فقد ثارت ثائرة الأيوبيين في الشام
لمقتل توران شاه وجلوس شجر الدرّ على سدة الحكم كما اثار اختيارها لسلطنة مصر
الكثير من الانتقادات والاعتراضات من قبل
رجال الدين وخرجت تظاهرات كبيرة
على ابتلاء المسلمين بولاية امرأة عليهم.. ووصل الخبر إلى بغداد، فبعث الخليفة
المستعصم بالله من بغداد كتاباً إلى مصر، وهو يُنكِر على الأمراء هذا الامر وقال لهم : " إن كانت الرجال قد عدِمَت
عندكم، فأعلمونا حتى نسيِّر إليكم رجلاً أما سمعتم في الحديث عن رسول الله :
" لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة ". ولم تجد شجر الدرّ إزاء هذه
المعارضة الشديدة بدًا من التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك ..أتابك العسكر
الذي تزوجته فيما بعد وتلقب باسم الملك
المعز، وكانت المدة التي قضتها سلطانة على عرش مصر ثمانين يوماً. ورغم تنازلها عن
العرش رسميا فقد كانت لها السيطرة الكاملة على زوجها وعلى مقاليد الحكم ..غير أن
أيبك انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، وتخلص من منافسيه في
الداخل ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وتمرس بإدارة شوؤن البلاد، وبدأ في اتخاذ
خطوات للزواج من ابنة "بدر الدين لؤلؤ" صاحب الموصل. فغضبت شجر الدر لذلك
وأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك فأرسلت إليه تسترضيه وتتلطف معه وتطلب
عفوه فانخدع لحيلتها واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة حيث لقي حتفه هناك في 23
ربيع الأول 655 هـ (1257م).وأشاعت انه قد مات فجأة بالليل ولكن مماليكه لم يصدقوها
فقبضوا عليها وحملوها إلى زوجة عز الدين
أيبك الجديدة التي أمرت جواريها بقتلها فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا
بها من فوق سور القلعة يوم 28 أبريل 1257.. ودفنت بعد ان تركت في العراء لايام ..
سيرة شجر الدر اصبح موضوعا للعديد من الافلام
السينمائية والمسلسلات واصبحت سيرة يرويها
الحكواتية في مقاهي مصر ايام زمان....
بتصرف عن عدة مصادر
24/7/2014
ردحذف