جامع الخلفاء هو من مساجد بغداد التراثية
الأثرية.. يقع في شارع الجمهورية بمحلة سوق الغزل قرب الشورجة .. بناهُ الخليفة
المكتفي بالله عام 908 م لكي يكون المسجد الجامع لصلاة الجمعة في شرقي القصر
الحسني، وكان يعرف بجامع القصر، ثم أطلق عليهِ اسم جامع الخليفة، وسمي مؤخرا بجامع الخلفاء ..وهو من معالم بغداد
التأريخية..
تبلغ مساحة الجامع 1000 متر مربع وفيه واحدة من المآذن التأريخية والمتميزة
بعمارتها، وهي الأثر المعماري الباقي من دار الخلافة العباسية ومساجدها..وكانت
تعتبر أعلى منارة يمكن رؤية بغداد من على سطحها
حيث كان ارتفاعها خمسة وثلاثون
متراً.. سقطت هذه المنارة وهدم الجامع 1271م عند دخول المغول الى بغداد .. وأعيد
بنائهما 1279م من قبل ابن هولاكو.. ..
بعد تقطيع الجامع وانشاء سوق الغزل في احد
جوانبه الشرقيه سقطت المنارة للمرة الثانية وأعيد بنائها من قبل الوالي العثماني
سليمان الكبير 1802م.. وسميت بمنارة سوق الغزل ..
بعد ان تم تهديم مدخنة العبخانة والتي كانت تطلق
سحب الدخان في بغداد سرت شائعات ان الانكليز سيقومون بتهديم منارة جامع سوق الغزل
الاثرية ..الايلة للسقوط باستخدام الديناميت
حفاظا على ارواح الاهالي ..
حاول الاهالي الاعتراض بحجة ان الامر مختلف وان
المنارة لا تطلق دخانا ساما .. وليس على قمتها الا اعشاش العصافير .. وقرروا نشر
اعتراضهم في احد الصحف وتخويل السيد محمود شكري الالوسي ممثلا عنهم لمقابلة
المسؤولين البريطانيين ..
قابل
السید محمود شکري الالوسي السیر بيرسي کوکس وقدم له شرحا مفصلا عن
المنارة وطلب التآجیل وغض النظر حالیاً
كون المنارة لا تشكل خطراً علی الاهالي
فوافق السیر بيرسي کوکس .. واحال الامر الى
المهندس الفرنسي المسیو شافانیس الذي کان یشرف علی بلدیه بغداد آنذاك والذي رفض ايضا فکرة الهدم و قام بوضع خطط لتقویه قاعدة
المناره ( کرسي ) المناره واشرف علی المناره وتقویمها لتبقى المنارة صامدة مرة اخرى
...
كانت في الجامع مدرسة علمية يدرس فيها العلوم
العقلية والنقلية تصدر للتدريس فيها علماء بغداد وأعيانهم ومنهم الشيخ يحيى الوتري
والشيخ عبد الله الموصلي، ثم أبنه محمد افندي الموصلي، ثم زالت معالم هذه المدرسة وتم تهديمها عام 1957 بعد ان تم هدم جزء من الجامع لغرض شق شارع الملکه عالیه ( الجمهوریه حالیا )..وتم
اكمال البناء في عام 1964حيث طلب الشیخ
جلال الدین الحنفي من افضل الحدادین بالمحله ببغداد وهو المرحوم عبد الامیر
الحداد والذي توفي عام 2003عن 89 عاما ..ان
یعمل سیاجاً للجامع ..... حيث قام بتليين وطي الحدید علی شکل الخط الدیواني
بعبارات بسم
الله الرحمن الرحیم رغم انه کان أمیاً لا یقرأ
ولا یکتب.. حيث اصبح سياج الجامع آية من آيات الفن والابداع في هذا المجال حيث لا
يوجد له مثيل في جامع من جوامع العالم الإسلامي
21/7/2018
ردحذف