السبت، 7 يوليو 2018

مطربة الحي التي لا تطرب

قبل فترة قامت الحكومة العراقية باصدار طوابع بريدية  لتخليد اثنان من رموز العمارة  .. المرحوم الدكتور محمد مكية والمرحومة الرائعة زها حديد .. ويتم حاليا تنفيذ تمثال نصفي للراحلة زها حديد من المقرر ان يتصدر بناية البنك المركزي الجديدة  والتي من المؤمل تنفيذها في الجادرية والتي صممتها المعمارية الراحلة  ..
من حقنا ان نفخر بها وبالناجحين من مغتربينا  ونكرمهم .. ولكن هذا يجب ان لا يكون هذا قبل ان نكرم من يعيش في هذا البلد  ويخدمه ويضحى من اجله ..  وعلينا ان نسلط الاضواء عليهم  فهم الجزء الاهم من ثروة هذا البلد وتراثه ..
الطبيب الذي يعمل في مستشفياتنا  ويخدمنا ويخدم اولادنا واحفادنا ويتحمل كل الضغوط والتهديدات العشائرية اجدر بالتقدير من طبيب يعمل في دول الغرب ويحمل جنسية تلك الدول  ولم يستفد منه البلد شيئا .. ونحن نمجده فقط لكونه من اصول عراقيه فقط ..
ليس في الطب فقط  ولا في الهندسه .. بل حتى في الفن و الادب .. نحن نمجد من اصبحوا رعايا لدول اخرى يحملون جنسيتها ويتحدثون لغتها ...
 اليوم سنتحدث عن مجال الهندسة ..انا مؤمن بان المهندسة المعمارية  المرحومة زها حديد  من افضل المعمارين على مستوى العالم في العصر الحديث وقد كتبت عنها ضمن موسوعة  الشذرات ولكنها في الحقيقة لم تقدم  لهذا البلد غير تصميم لم ينفذ لبناية البنك المركزي العراقي الجديد في الجادرية ..  كيف يمكن ان أقارنها  بأساطين العمارة والذين تملأ مشاريعهم  ارض  العراق  ... هل تقارن بالمرحوم الدكتور محمد مكية والذي  تملأ مشاريعه ارض العراق  و المؤسس لقسم الهندسة  المعمارية في كلية الهندسة والذي تخرج من تحت يديه الاف  المهندسين  داخل وخارج العراق ممن قدموا مشاريع جباره ؟؟.. ..وهل ساكون منصفا  اذا ما قارنتها بالمعمار سعيد علي مظلوم المولود ببغداد عام 1921.. الذي  درس العمارة في مدرسة ليفربول بإنكلترا سنة 1939وعاد ليخدم بلده بتصاميم  خالده و مبانٍ مهمة في العراق منها .. مستشفى الشعب  ومستشفى الحيدري والبنك المركزي في الموصل وفي البصرة  والمركز القومي للحاسبات الإلكترونية و كلية طب الأسنان في المجمع الطبي بباب المعظم ببغداد ووزارة الخارجية والتي اعتبرت هيئة عمارتها "الزقورية" إحدى إيقونات مدينة بغداد البصرية.. كما يمكن ان اقارنها بالمعمار الشهير عبد الله إحسان كامل المولود في بغداد عام 1919. والذي  أنهي دراسته المعمارية في أميركا .. وساهم  مع محمد مكية وآخرين بتأسيس قسم المعماري  في كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1959 والذي شغل منصب مدير مركز التخطيطي الحضري والإقليمي  وقدم  نماذج مميزة لعمارة الحداثة البغدادية مثل:عمارة خان الباشا  في شارع السمؤال  محطة قطار بعقوبة (بالاشتراك مع فيليب هيرست) ومبنى مصرف الرافدين بالبصرة والمصرف الزراعي في السنك ببغداد (بالاشتراك مع جعفر علاوي) ومبنى مصرف الرهون عند شارع الجمهورية ببغداد "الذي شغلته سابقا وزارة المالية" بالاشتراك مع قحطان المدفعي كما أنه خطط مدينة المأمون في بغداد  وله أيضاً يعود تخطيط مدينة آزادي في أربيل.. ولا يمكن مقارنتها ايضا بالمعماري جعفر علاوي مواليد محلة صبايبغ الآل عام 1915 والذي تخرج من مدرسة ليفربول المعمارية عين بوزارة المعارف 1940 بقسم المباني واصبح  خبيرا بالأبنية المدرسية ونفذ كثير من المباني فقد صمم المدرسة الجعفرية ..ثانوية الحي ...مبنى سامي سعد الدين في ساحة الرصافي وساهم مع عبدالله إحسان كامل بتصاميم المصرف الزراعي في السنك بغداد كما  وصمم عمارة مرجان في ساحة التحرير وثانوية الحريري في  الأعظمية وحاز المرتبة الأولى بمسابقة دور سكن خبراء مصفى الدورة... وصمم دار المعلمات الإبتدائية في  الأعظمية  ..كلية التجارة في  البصرة  وعديد من الأبنية ودور سكنية بعموم البلاد وشغل منصب  وزير أشغال وإسكان 1965 .. وغير بعيد عنا اعمال رفعت الجادرجي وقحطان المدفعي وغيرهم من اساطين العمارة في العراق  والذين من الانصاف ان تنصب لهم تماثيل  تخلدهم بدلا من التماثيل والنصب للزعماء والرؤساء  والتي تصرف من اجلها الملايين  وتختفي وتدمر بعد ان تتغير الانظمة الحاكمة ..

ان تكريم هؤلاء المبدعين ممن خدموا بلادهم وعلى كل الاصعدة هو من سيحفز  ابنائنا من الجيل
الجديد على الابداع  وخدمة بلدنا العزيز ... بدلا من دفعهم الى التفكير بالهجرة.. لنعود ونتباكى عليهم من جديد  بعد ان كنا السبب في التفريط بهم

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...