كنيسة الساعة ..

بعد المعاهدة التي وقعت بين  الـسّـلـطـان سـلـيـمـان الـقـانـوني و مـلـك فـرنـسـا فـرنـسـوا الأوّل والتي سمحت الدولة العثمانية بموجبها  بفـتـح مـراكـز تـبـشـيـريـة على اراضيها فقد بدأت رسميا الإرسـالـيـة الـدّومـنـيـكـيـة في بـلاد مـا بـيـن الـنّـهـريـن والّـتي كـان مـركـزهـا الـمـوصـل. عـدد مـن الآبـاء الـفـرنـسـيـيـن.و اخـتـاروا إنـشـاء ديـر لـهـم في مـار يـعـقـوب.وبـعـد انـدلاع الـثّـورة الـفـرنـسـيـة والإضـطـرابـات الّـتي عـاشـتـهـا أوربـا تـوقّـفـت أعـمـال هذه الإرسـالـيـة قبل ان يعودوا ليواصلوا نشاطهم عام 1850حيث قررالمسؤولين عنها بـعـث إرسـالـيـة جـديـدة إلى الـعـراق. قامت هذه الارسالية  في عام 1860 بشراء مـطـبـعـة مـتـعـددة الـلـغـات مـن بـاريـس. وبـدأت بطباعة الكتب عام 1862 …و اسـتـمـرت هذه الـمـطـبـعـة بالعمل حـتّى عـام 1915، عـنـدمـا حـطّـمـهـا الأتـراك، وأوقـفـوا أعـمـالها

شُـرع الآباء الدومنيكان في 9 نيسان 1866بتـشـيـيـد كـنـيـسـة ودير واسـع في الموصل   لتكون مركزا للآباء الدومنيكان في المدينة واستغرق بناؤها ست سنوات حيث افتتحت  في 4 آب 1873 بأسم  كنيسة اللاتين أو كنيسة الآباء الدومنيكان وتعرف بين الاهالي  بـ كنيسة الساعة و تقع في حي الساعة بمدينة الموصل.. البرج الشهير للساعة اكتمل في تموز 1882 وتعتليه ساعة شهيرة قُدمت كهدية للآباء الدومنيكان من  الامبراطورة اوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث ..والساعة لها أربعة وجوه يطل كل وجه على واحد من الاتجاهات الاربعة  ... وكانت تدار بالنصب لأكثر من مئة سنة قبل ان يتم استبدالها  بساعة إلكترونية في  ثمانينيات القرن الماضي  واشتهرت بدقاتها التي كانت تسمع في انحاء المدينة القديمة و القرى المجاورة ولمسافة تقدر بأكثر من 15 كم. قبل ان تخفت  دقاتها مع توالي الزمن بسبب الزحام  الضوضاء الذي سيطر على شوارع المدينة قاطبة ..

جرت للكنيسة حملة ترميم و اعمار كبيرة عام 1989 من قبل احد الشركات الايطالية بعد ظهور التشققات على جدرانها ولكن هذه الاعمال   توقفت عام 1991 بعد الاحداث التي صاحبت دخول القوات العراقية للكويت 

بعد عام 2003 وتردي الوضع الأمني في الموصل بدأ مسيحيوا الموصل بالنزوح الى القرى المجاورة  ومن ضمنهم آخر راعي للكنيسة بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفتهم في تشرين الأول 2004 كما تعرضت الكنيسة الى انفجار كبير  في عامي  2008 ...2015 أديا الى اضرار كبيرة بالكنيسة   كما قامت عصابات داعش بعد دخولها الموصل باضرام النارفي  الكنيسة ونهب كافة محتوياتها  حالها حال الكثير من المعالم الاثرية والتاريخية في المدينة ..