الخميس، 25 أكتوبر 2018

الهجمات الوهابية على العراق

بدأ الوهابيون  غزوهم  لمناطق العراق عام 1790 حيث احتلتوا مراعي الظفير، المنتفق والشامية، ، وانتشر رجال الدين الوهابيون في خيم الضيوف عند العشائر يخطبون فيها ويحرضون الناس ويرغبونهم على عقيدتهم ألوهابيه ، غير ان العقيدة الجديدة لم تلق رواجاً في العراق كون  قبائل العراق السنية والشيعية لم تكن  تستسيغ تبديل العقيدة بفعل التهديد بالنار والغزو والنهب والسلب وقوبلت من قبل الناس والعشائر  كما يقابل المرتدون واللصوص.. و أرسل والي بغداد سليمان باشا عدة حملات للقضاء على هؤلاء وردعهم بضغط من الحكومة العثمانية حتى عقدت معاهدة للصلح مع ممثل عبد العزيز بن سعود عام 1799..و اثناء مرورالوهابيون  ببلدة النجف قاموا بقتل شيخ عشيرة الخزاعل عندما شاهدوه يُقبل المرقد العلوي الشريف حيث هجموا عليه وقتلوه ، و نشبت معركة دامية بين الوهابيين وقبيلة الخزاعل ..قتل فيها الكثير من الطرفين وانتهت بانتصار الخزاعل و قدر عدد قتلى الوهابيين بحوال ثلثمائة  قتيل ... اتخذ عبد العزيز بن سعود من تلك الواقعة ذريعة لإلغاء الصلح ... واتجه الوهابيون للعراق للانتقام من قتلاهم . فهاجموا بلدة عانه  وراوة  في عام 1801 ونهبوا بعض بيوتها وقتلوا أربعين شخصاً من سكانها ، ثم أغاروا بعدئذ على كبيسه ولكن عشيرة العبيد قاتلتهم فولوا الأدبار...
أشرس هجوم للوهابيه  كان على مدينة كربلاء ألمقدسه سنة 1802  وكان هدفه هدم وتخريب ونهب مرقد الأمام الحسين عليه السلام يومها  كانت كان والي بغداد سليمان باشا في الخالص مبتعداً بسبب الطاعون الذي انتشر في بغداد . فأصدر أوامره الى نائبه علي باشا بالتحرك نحو كربلاء لصد الغارات الوهابية وبدأ بجمع الجيش  في الدورة قرب بغداد ..ولكن الوهابيون كانوا اسرع ففي يوم 18 ذي الحجة 1216 هـ  - 1802 م .. داهمت كربلاء أعداد كبيرة منهم قدر عددهم بحوالي  أربع عشر ألف إلى ستة عشر إلف فارس وراجل .. مستغلين غياب الرجال الذين كان اغلبهم يؤدون مراسم زيارة عيد الغدير في مدينة النجف الاشرف ... وكانت كربلاء  يومها قصبة صغيرة من ثلاثة إطراف او محلات  ـ محلة آل فائز ، و آل زحيك ، و آل عيسى ..استغل الوهابيون الموقف وقاموا بالهجوم على المدينة بعد فتح  ثغرة في سورها  المبني من اللبن وجذوع الاشجار ...وكانت  الفاجعة الكبرى والتي دلت على منتهى الوضاعة  والهمجية والخسة والطمع والتي استخدم اسم الدين فيها ، حيث .. دخلوا المدينة  وهم يصرخون ...( اقتلوا المشركين ) .
بدؤا يقتلون كل من يلقونه في طريقهم من الشيوخ والنساء والأطفال ، وشق الوهابيون طريقهم إلى الأضرحة المقدسة وبدأؤا  بتخريبها  حيث هدموا قبة  الأمام الحسين عليه السلام ، وقلعوا  القضبان المعدنية والسياج والمرايا الجسيمة وهدوا أجزاء من القبر الشريف ونهبوا النفائس والحاجات الثمينة من هدايا الباشاوات والأمراء والملوك ، ونهبوا المجوهرات الثمينة وحرقوا الكتب والمصاحف وكذلك سلبت الزخارف بعد ان قُلعت من الجدران وقلع الذهب من السقوف كما أخذت الشمعدانات والسجاد الفاخر وقلعت الأبواب المرصعة وقد سحبت جميعها ونقلت للخارج. كما قاموا  بقتل قرابة خمسين شخصاً في  ضريح الحسين عليه السلام وخمسمائة أيضاً خارج الضريح في الصحن ، واتخذوا من الضريح المقدس مربطا للخيل .. اما البلدة نفسها فقد عاث فيها الرعاع  الغزاة المتوحشون فساداً وتخريباً ، وقتلوا من دون رحمة جميع من صادفوه في طريقهم وسرقوا كل بيوتها ولم يرحموا شيخاً ولا طفلا ..واختلف المؤرخون بتقدير ضحايا المجزرة  حيث قدرها  بعض المؤرخين بثمانية آلاف شخص اغلبهم من النساء والاطفال
بعدها ترك الوهابيون كربلاء وحملوا غنائمهم النفيسة .. وتوجهوا نحو النجف الاشرف لهدم ضريح الإمام علي عليه السلام ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك لمناعة سورها الخارجي واستبسال رجالها في الدفاع عنها فرجعوا الى الدرعية حيث جمع  أبن سعود الغنائم وعزل خمسها  وقسم الباقي  بين جيشه... للراجل سهم وللفارس سهمان ...
بعد ان ادركت الحكومة العثمانية هول ماجرى قامت بالقاء القبض على حاكم كربلاء  عمر اغا  بعد اتهامات الاهالي له بالتواطؤ مع الوهابيين والفرار بدلا من المقاومة وامر الوالي سليمان باشا باعدامه .. فاعدم ...... وكأجراء احترازي وحرصاً على النفائس الموجودة في ضريح الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام من الهجمات وإعمال النهب المحتملة للوهابيين على النجف .. أمر الوالي بنقلِ النفائس التي كانت موجودة في خزنة النجف إلى خزانة الأمام موسى الكاظم عليه السلام حيث انتدب لنقلها الحاج محمد سعيد بك الدفتري .. كما تم تكليف القائد علي باشا ببناء سور حصين يحيط بكربلاء  .. واعادة من نجا من اهلها الى كربلاء وبدأ العمران يعود اليها .. ..
كان من ضمن اهالي كربلاء شحص يسمى الملا عثمان يقال انه من اصول كردية فيلية .. وهناك رأي آخر انه من اصول افغانية .. هذا الرجل شهد كيف ذبح الرعاع زوجته واطفاله .. وشاهد بشاعة ماجرى لاهالي كربلاء فاقسم على الانتقام ونذر نفسه للدفاع عن الاسلام وقتل رأس الفتنة .. وراعي الوهابيين ورئيسهم .. فسافر الى عاصمة الوهابين ( الدرعيه ) وارتدى زيهم واندمج في مجتمعهم .. حتى اطمأنوا اليه ووثقوا به  وكان يصلى معهم في الصفوف الامامية وراء الامير عبد العزيز بن سعود مباشرة .. وانتهز الفرصة  في احد ايام الجمعة فألقى بنفسهِ على الأمير وطعنهُ بمديةٍ اخترقت بطنهُ من الخلف  كما  طعنَّ عبد الله بن سعود .. شقيق الأمير والذي كان يصلي بجانب شقيقه فجرحهُ جرحاً بليغاً ولكن هذا أسرع ورغم إصابته فضرب  الملا عثمان  بسيفهِ فقتلهُ ..
عزم الوهابيون على الانتقام فأغارعبد الله بن سعود  على عشيرة الظفير المنتشرة في البادية بموسم الربيع ونهبها نهبا ، ثم توجه نحو البصرة فهدم الجانب الجنوبي وقتل الكثيرين ،ثم  أغار على جماعة من المنتفق كانوا قرب البصرة وقتل منهم وأسر رئيسهم منصور بن ثامر السعدون وحاصر بعد ذلك الزبير لمدة اثني عشر يوما وأجهضوا الحوامل وحصد الوهابيون المحاصيل الزراعية وكانت قد نضجت ، ثم هدموا جميع القبور والمشاهد الموجودة خارج السور كمشهد طلحة بن الزبير والحسن البصري ثم عادوا من حيث أتوا ، واستمر الحال هكذا كل موسم ربيع تقريباً،..


وقانا الله واياكم شر هذا الفكر المريض المتطرف

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...