الأحد، 14 أبريل 2024

كنز خضر الياس

 تحدثنا قبل أيام  عن الاثار الغارقة في نهر دجلة  ..واليوم سنتحدث عن واحد منها ..
في فجر يوم السبت 14 شعبان سنة 1317هـ / 18 كانون الاول 1899م  خرج صالح خلف المشهداني في منطقة الدهدوينة بجانب الكرخ قرب نهر دجلة..  بعد صلاة الفجر وهو يقود  احدى الكفف لنقل البضائع  من الكرخ للرصافة وبالعكس..
 و(الكفة )  لمن لايعرفها كانت وسيلة نقل   نهرية معروفة ببغداد وهي عبارة عن شكل مدور معمول من الخشب والبردي ومطلي بالقار ألأسود وتسير بواسطة مردي والمردي عبارة عن قطعة خشب طويلة تدفع بها الكفه .
 و كعادته تناول  صالح المردي ووضعه على جرف النهر ليدفع القفة، فلامس بالمردي  بستوكة (وقيل حبا كبيراً )كانت مدفونة في جرف الشاطئ في مسناة بيت السويدي فكسرها وتفاجئ الرجل بأن بعثوره على دفينة من الدنانير الذهبية العباسية او ما عرف وقتها كنز خضر الياس.. فانهالت منها الدنانير منها ما غاصت في الماء ومنها ما استطاع الكفجي  صالح اخذه   ولما أشرقت الشمس أخذت هذه الليرات المبعثرة على رمال ضفة نهر دجلة  باللمعان وعكس أشعة الشمس ألأمر ألذي كشف أمرها، حيث كان دار الحكومة في جانب الرصافة مقابل المكان ووصل الخبر الى السلطات فحضرت على الفور  وحافظت على ما بقي وتم استخراج  الدنانير الغائصة في الماء ومجموعها نحو ثلاث الاف سبيكة ذهبية  مضروبة باسم الخليفة المعتصم بالله العباسي من  بينها قطعة  نادرة جدا بثقل نحو عشرين ليرة سبيكة ذهبية نقلت الى العاصمة اسطنبول وهي الان في متحفها مع النقود التاريخية الاخرى.  
وبعد عدة أيام نشرت الصحف آنذاك أنه قد تم العثور على كنز يعود للخليفة العباسي المعتصم في جانب كرخ بغداد يحتوي على سبعة قناطير (حبوب) من الليرات وكذلك تماثيل وحيوانات وحلي ذهبية.. المكان ألذي وقعت فيه هذه الحادثة هو  حاليا تحت جسر باب المعظم بجانب الكرخ وهو عبارة عن شريعة للسفن والكفف وألأكلاك معروفة باسم  مسناة(مسناية )بيت السويدي..
كتب الكثير عن كنز محلة خضر الياس الذهبي ـ ولعل افضل من كتب عن القصة هو  المرحوم خالد محسن اسماعيل في مجلة (امانة العاصمة) سنة 1978 ثم الاستاذ سعد هزاع عمر وهو  من ابناء محلة خضر الياس العريقة .. ووفق الرواية الشعبية  ان علامات الثراء ظهرت على الكفجي صالح بعد سنتين  وأشترى بيت كبير وأقام ديوانية كبيرة للزوار والأقارب وذهب لأداء فريضة الحج لأكثر من مرة ويقال بانه تزوج بستة زيجات أخر، ولقب  بين العامة ب (المعتصم).
الروايات التاريخية  تقول  كان أيام العباسيين  في هذه المنطقة كنيسة منسوبة لليهود تسمى  كنيسة قطيعة عيسى ويدور حولها أسطورة أن فيضان النهر تسبب في جرف هذه الكنيسة في الماضي مع عدد من مباني المنطقة، وترتب على هذا الأمر ابتلاع النهر للعديد من الكنوز التي كانت موضوعة في الكنيسة، ويقال أن الكنز الذي تم العثور عليه عام 1899، ويتضمن الآف الدنانير الذهبية، وهو جزء من كنوز كنيسة قطيعة عيسى والتي ترجع لعصر الخليفة العباسي المعتصم بالله. والله اعلم ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...