السبت، 10 فبراير 2024

مكتبة الأوقاف العامة ببغداد :

 من أنفس المكتبات و اعرقها  في العراق بل بالعالم الإسلامي اجمع لما تحويه من خزائن كتب ومخطوطات  نفيسة و نادرة و فريدة


تعود فكرة انشاء المكتبة الاوقاف الى سنة 1922... حيث قرر وزيرالاوقاف عبداللطيف المنديل ان يكون مكانها  خلف جامع الخاصكي .. الا ان مدير اوقاف بغداد لم يتفق معه على مكان المكتبة واقترح عليه ان تكون في مسجد الملا محمد في باب الاغا وقام بتجديد  المسجد وبناء المكتبة في الطابق الاعلى  الا ان المكان تم تحويله الى الجمعية الاسلامية الهندية.
خلال  تولى السيد محمد امين العباسي وزارة الاوقاف عاد  الحديث عن انشاء مكتبة الاوقاف  واقترح ان يكون موقعها في المدرسة المستنصرية ...لكن المدرسة كانت موضع خلاف بين وزارة الاوقاف و دائرة الاثار ...فذهب هذه الفكرة ادراج الرياح , و عندما تولى الشيخ احمد الداود النقشبندي وزارة الاوقاف   سنة 1928 قرر حسم هذا الامر مهما كلف الامر و بالفعل اعيد اختيار بناية باب الاغا مكانا للمكتبة و شكلت لجنة لجمع الكتب و المخطوطات من المساجد و التكايا و المدارس و عندما وصل الامر الى مكتبة جامع الامام ابي حنيفة النعمان رضي الله عنه جرى ضجة في منطقة الاعظمية وكاد ان تسوء الامور لولا تدخل العقلاء ..
افتتحت المكتبة مساء يوم الجمعة الموافق 27 \تموز\ 1928 من قبل الملك  فيصل الاول و قد حضر هذا الحفل الكثير من الوزراء و الاعيان و النواب و العلماء و الادباء .
وكان قد صنع لباب المكتبة قفل   من الذهب فتحه الملك فيصل الاول  بمفتاح من الذهب ايضا  و كتب على احدى جهات القفل عبارة ( يفتح فيصل الاول ملك العراق ) و على الجهة الثانية ( مكتبة الاوقاف العامة سنة 1327 ) و ايضا كتب على المفتاح على احدى جهاته ( فتح بهذا المفتاح جلالة ملك فيصل الاول ) و على الجهة الثانية ( مكتبة الاوقاف العامة ) وقد صمم القفل والفمتاح بايدي امهر الصاغة البغداديين . و بعده تناول الحاضرون المرطبات  ( الدونرومة المفروشة بالبسكويت )
بعدالافتتاح  امر الملك فيصل الاول ان  تنضم مكتبة السلام التي تحدثنا عنها في شذرة سابقة  و مكتبة نظارة المعارف ومحتويات مكتبة جمعية الشبان المسيحيين مع مكتبة الاوقاف  التي لتصبح المكتبة الرسمية للبلاد في مكان واحد
انتقلت المكتبة في  9/ كانون الثاني/1932 الى بناية باب المعظم  التي بنيت عام 1931و كانت من اجمل الابنية التي بنيت  على الطراز الاسلامي تجلت فيه روعة الفن المعماري و دقة التصميم  و كانت هذه البناية مشتركة بين مكتبة الاوقاف العامة و المكتبة الوطنية ( دار الكتب و الوثائق حاليا ) – لعدم وجود بناية خاصة بالمكتبة الوطنية..و ظلت هكذا حتى عام 1956 و قد استقلت بعدها  المكتبة في بناية خاصة بشارع الزهاوي بعد ان هدمت هذه البناية
عام  1966 انتقلت مكتبة الاوقاف الىى مكانها الحالي  في باب المعظم حيث شيدت على مساحة 2250 مترا بطابقين..
صورة نادرة  لحفل افتتاح مكتبة الاوقاف  في بناية باب الاغا  27 تموز 1928 وتظهر في الصورة محلات عزرا مير حكاك واولاده  الشهيرة في باب الاغا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...