الأحد، 22 مايو 2022

الباب الشرقي

 و كما يعرف تاريخيا ب ( باب البصلية ) اهم ابواب بغداد  التاريخية كونه  يؤدي الى  الطريق الجنوبي المؤدي الى المدائن وواسط والبصرة ومنها الى خليج البصرة المتصل بالهند وشرق اسيا.  يبعد 275 متر عن نهر دجلة. وقد شهد هذا الباب احداثا  دموية .. فمن هذا الباب خرج يوم الاحد 10 شباط 1258 اخر خلفاء بني عباس، المستعصم بالله مع اولاده، مستسلما بعد حصار دام 12 يوما، وقتل هو وجميع اولاده عدا واحدا منهم. ومنه دخل المحتل المغولي..
الصور القليلة المتوفرة عن الباب بانه كان على شكل برج مضلع يرتفع بحوالي 18 متر عن مستوى الارض المحيطة به، ويحتوي على طابق علوي فيه نوافذ مطلة على الخندق المائي المحيط بسور المدينة، و شرفة علوية مفتوحة للحرس.  وكان  الدخول الى البوابة  من الخارج يتم  من خلال جسر خشبي متحرك يؤدي الى الداخل  ويعطف يمينا لكي يدخل المدينة.
 هذا الباب  استغله الانكليز بعد دخولهم بغداد  ككنيسة (انجليكانية) .. اسموها (كنيسة القديس جورج) ونصبوا صليبا كبيرا وبرجا فوق سطحها مع ناقوس يدق ايام الاحد، لغاية  عام 1936 وكانت  ابعاد القاعة الداخلية حوالي  5و4 متر عرضا و12 متر طولا مما ساعد على استعمالها كمصلى للكنيسة بعد اغلاق بابها الامامي بالطابوق.
بعد هدم سور بغداد في 1870 اصبحت بوابات بغداد  ومنها الباب الشرقي عبارة عن  ابراج مهجورة وابنية عتيقة متهرئة خاصة بعد تحول المناطق خارج السور باتجاه الجنوب، العائدة الى عائلة (الاورفلي) و(مامو) الى اراضي  جاهزة للعمران وبدأ السكن فيها خاصة من قبل العوائل الغنية واليهودية بشكل خاص التي رغبت بالانتقال من الى دورحديثة. وفعلا تم فرز مساحة كبيرة نسبيا في عام 1930 وخططت لتوفير حوالي 490 قطعة ارض سكنية بشقيها الشرقي والغربي التي يفصلها  شارع السعدون .. وكذلك تم تحويل  الخندق المنخفض الذي كان يحيط بالسور الى حدائق عامة للناس سميت ب "الامير غازي" ثم تحولت لاحقا الى حديقة " الاٌمة ".كما تعززت  اهمية هذه المنطقة   عندما شيدت مدرسة راهبات التقدمة الفخمة من قبل مجموعة من الراهبات الفرنسيات (لاتين كاثوليك) في عام 1927.  ثم بعد  ان تم نصب فيها تمثال لرئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون في عام 1933 كما اكتسبت اهمية ملحوظة عندما شيدت افخم دارسينما في العراق سميت بسينما الملك غازي في عام 1934 والتي هدمت عام  1957  بسبب فتح شارع الملكة عالية.
ورغم كل هذه  التحولات السريعة في محيط الباب  الشرقى فان الباب بقى صامدا بسبب استغلاله ككنيسة للجالية البريطانية، ولم يكن باستطاعة امين العاصمة  أرشد العمري الذي تعين بمنصبه الجديد في 1931، ولا كل الحكومة العراقية، ان تتحدى البريطانيين بطردهم من هذا الباب التاريخي.الذي لم يتركوه الا  بعد ان شيدوا  لهم كنيسة بنفس الاسم  في منطقة الصالحية من تصميم المعمار (ويلسون) لاتزال قائمة لحد الان .حيث قامت اجهزة امانة العاصمة بهدم الباب الشرقي   عام 1937..
واصبح مكان الباب  ساحة مكشوفة وكراجاً للسيارات.. و موقفاً للباصات الداخلة والخارجة لشارع الرشيد كما انشئ لاحقاً مسبح صغيرً في هذا المكان .. وعندما تأسست وكالة الانباء العراقية  ( واع ) اقامت منصة الكترونية عالية فوق حوض السباحة هذا و كانت  تعرض الاخبار الالكترونية وكان  حدثا فريدا  لاول مرة بالشرق الاوسط .. وقد ازيلت هذه المنصة  في السبعينات دون ذكر الاسباب ..
في أواخر السبعينات تم التعاقد مع شركة انسال الهندية لبناء بناية المطعم التركي والذي يتضمن بارك لوقوف السيارات في الطوابق الأولى المتقدمة ومن ثم مكاتب تجارية محلية واجنبية  . و كان لزاماً الحفاظ على النقطة الدالة لموقع باب بغداد الشرقي حيث بنيت هذه المرة على شكل بركة مائية دائرية  وكما مؤشر مكانها  في احد الصور المرفقة ..
صورة نادرة من الارشيف العثماني للباب الشرقي  وصورة لهدم الباب الشرقي عام 1937 اضافة الى  صورة للبركة التي تمثل المكان الحقيقي للباب الشرقي اسفل بناية المطعم التركي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...