الأربعاء، 12 يناير 2022

بداية السينما في العراق

 أشارت وثائق القنصلية الامريكية في بغداد،ان اول العروض السينمائية في بغداد كانت من قبل  شخص أمريكي من أصل يوناني أسمه ميشيل مانتريس والذي قدم  الى بغداد في تشرين الأول سنة 1908 ومعه آلة عرض سينمائية  وقدم العديد من العروض للجمهور العراقي منها العرض الذي قدمه في دار الشفاء في الكرخ، و كذلك بعض العروض التي أقامها في مقاهي الميدان سنة 1909. وقد اعتبر القنصل الأميركي ان هذا النشاط مهم   "لأنه يؤدي إلى زيادة الاهتمام بالشأن الأميركي في هذه المنطقة التي كانت عمليا لا تعرف شيئا عن الولايات المتحدة ومنتجاتها".
وقد فتحت خطوة الأميركي اليوناني "مانتريس" الطريق امام افتتاح  اول صالة عرض سينمائي في بغداد مساء الثلاثاء الخامس من أيلول سنة 1911 من قبل  شركة"بلوكي وكري البريطانية " Blockey, and Cree co،  باسم (سينماتوغراف بغداد) وهي سينما  صيفية مكشوفة    أفتتحت في البستان الملاصق للعباخانة وكان يسمى بستان( الواوية) لكثرة حيوانات ابن آوى فيه.. حيث تم قطع الاشجار وتم تنظيم  الصفوف لجلوس الحاضرين في هذا البستان... وقد حضرحفل الافتتاح الوالي  العثماني انذاك وعدد كبير من وجهاء وتجار بغداد . وتضمن العرض ثمانية افلام قصيرة هي ... صيد الفهد/ الرجل الصناعي/ بحر هائج/ التفتيش عن اللؤلؤة السوداء/ سباق مناطيد/ طيور مفترسة في أوكارها/ خطوط حية متحركة/ تشييع جنازة أدورد السابع في إنكلترا ...وكان يتم تغيير هذا البرنامج في كل جمعة ...
كان رسم الدخول الى  سينماتوغراف بغداد  او ماعرف بسينما بلوكي ... في الصفوف الأخيرة ثمانية قروش وهو المحل المفضل ..أما الصفوف الأولى فان رسم الدخول لها هو أربعة قروش،  
وقد حاولت  دائرة بلدية بغداد فرض رسوم 20 بارة على تذاكر الدخول للسينما لفائدة مصلحة سكة حديد الحجاز ولكن  شركة بلوكي وكري رفضت ذلك متذرعة بعدم وجود مثل  هذه الرسوم في سينمات العاصمة اسطنبول....
ووفقا لوثائق القنصلية الامريكية  فانه بعد النجاح الذي حققته سينماتوغراف بغداد لشركة بلوكي وكري  قامت مؤسسة جوزيف عيسى وشركاه او يوسف عيسائي كما في بعض المصادر  بشراء آلتين أخريين من أوروبا، وتأسيس سينما أخرى في بغداد بأسم السينماتوغراف الشرقي، وقد تعرضت هذه السينما الى حريق كبير في مساء يوم الاثنين 30 آذار 1914 ادى الى تدمير السينما بالكامل وخسائر تقدر ما بين 400 الى 500 ليرة.
انتشرت بعدها العديد من دور العرض السينمائي وكانت دور العرض السينمائي باجمعها تقدم عروضها في الهواء الطلق وعلى مقاعد من الصفيح ..وكانت جميع الأفلام صامتة وبلا موسيقى تصويرية ومؤثرات  حيث كانت  تأتي مع الأفلام سلايدات فيها جمل مكتوبة بالإنكليزية تعرض بجانب الشاشة توضح مجريات الفيلم.. مثل  “قرر البطل أن ينتقم من أعدائه”.. او”خاصم الشاب حبيبته” كما  كان صاحب الدار يهيئ عازفين أحدهما على البيانو والاخر على الكمان  مهمتهما التأثير في الجمهور ففي مشاهد المطاردة كان العزف يشتد ويتسارع مع تسارع مشاهد الحركة.. وفي المشاهد العاطفية يكون العزف هادئاً أما في مشاهد الرعب والترقب فإن صوت البيانو يكون حاداً.... وإستمر الحال إلى أن عرضت سينما الوطني في  19 شباط 1931 الفيلم الغنائي  ملك الموسيقى  وهو اول الافلام الناطقة ،وهذا ادى الى انحسار الافلام الصامتة تدريجياً وبدء عصر السينما الناطقة. ثم تطورت وسائل الترجمة بعد تأسيس شركات متخصصة ليصبح الحوار مترجماً على الشريط الفيلمي... وازداد عدد  دور السينما في بغداد ليصل  عددها حتى كانون الثاني عام 1950 حوالي (82) داراً للسينما منها 41 سينما صيفي مكشوفة. وكان معظم هذه السينمات يمتلكها التجار اليهود او تدار من قبلهم
كانت.ومن اهمها سينما العراق , سينما الرافدين, سينما الملك غازي سينما الحمراء سينما الزوراء سينما روكسي وسينما ريكس سينما الرشيد سينما الوطني سينما ديانا سينما دار السلام سينما الارضوملي سينما الفردوس وسينما النصر سينما النجوم سينما سنترال  سينما الرويال سينما البرودواي سينما ريجنت سينما مترو سينما شهرزاد  وسينما   الخيام والتي افتتحت عام 1956 وهي سينما متطورة جداً من حيث مقاعدها ومزينة بالرسوم والصور وغيرها مما لا مجال لذكره ..  وقد توقف اغلبها حاليا عن العمل بالنظر لقلة رواد السينما خاصة بعد انتشار البث الفضائي  وشبكة الانترنت...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...