الجمعة، 30 أبريل 2021

الناجي المصري الوحيد من كارثة تيتانك ..

 ولد حمد حسب الله  بريك  في القاهرة عام 1864  ... وعمل مرشدا سياحيا  وترجمانا  في شركة توماس كوك للسياحة والسفر في مصر وهي شركة  بريطانية وكان فرعها بالقاهرة داخل فندق شبرد المجاور لميدان التحرير ،

في شتاء 1912 زار  الثرى الأمريكي هنري هاربر صاحب دار نشر هاربر  وزوجته  القاهرة لغرض السياحة ونزلا في فندق شيبرد وطلبا مرافقا ومترجما من مكتب "توماس كوك " الذي كلف حمد حسب الله بالمهمة واثناء الزيارة قام حمد  باستضافتهما  في منزله.. وتوطدت علاقته  مع الزوجين وبعد انتهاء زيارتهما الى مصر أصرّ الزوجان  أن يسافر حمد معهما الى الولايات المتحدة  كنوع من رد الجميل ..
 وافق حمد .. وسافروا أولا الى باريس، ومنها اشترى هاربر کلب جرو سماه "صن ين سن" ثم توجه الجميع الى مدينة شيربورغ، حيث استقلوا ال "تايتنك" يوم الأربعاء 10 نيسان 1912 فأبحرت الى مرفأ "ثاوثهامبتون" بجنوب إنكلترا، ومنه الى ميناء في إرلندا لتقل بعض الركاب، ثم ابحرت متوجهة  الى نيويورك وكان حمد  العربي الوحيد الذي يسافر  في الدرجة الأولى بصحبة هاربر وزوجته حيث كان سعر التذكرة على الدرجة الاولى ما قيمته 8 آلاف دولار تلك  الأيام..
يوم  الكارثة 15 نيسان كان هاربر وزوجته  يتناولان العشاء في مطعم السفينة حين ارتطمت بالجبل الجليدي فيما كان حمد يتجول في "تيتانيك" وسمع مراقب السفينة وهو يقول أن الجبل الجليدي شق بدن السفينة   وانها ستغرق  لا محالة، فأسرع إلى هابر وميرا وأبلغهما بالخبر ولأنهما من ركاب الدرجة الأولى ومن مشاهير الأثرياء الأمريكيين، فقد طلب منهم التوجه الى غرفهم وحمل الغالي والضروري منها ولبس السترة الواقية من الغرق، ثم العودة لركوب أول زورق نجاة. وبالرغم من ان الأوامر كانت بنجدة النساء والأطفال أولا .. الا انهم كانوا أول من هرع الى موقع زوارق النجاة، والدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 ولم ينتظروا  موظف السفينة ليضع في زورق النجاة مزيدا من الركاب، حيث قفز حمد  وقطع الحبل الذي يربطه بالسفينة، حتى يستطيعوا النجاة فغادر السفينة بنصف حمولته تقريبا، وبذلك نجا حمد وأنقذ صديقيه بالإضافة لكلبهما "صن " من الغرق..
بعد ساعتين و40 دقيقة غرقت تيتانيك وغرق معها  1517  شخص من اصل  2223 كانوا على متنها  في  مياه كانت درجة برودتها 2 تحت الصفر
يوم  17إبريل 1912نشرت جريدة الأهرام خبرا أكدت من خلاله أنها أجرت اتصالا مع  شركة White Star Line الشركة المسؤولة عن سفينة تيتانيك ، وأكدت الشركة عدم وجود أى راكب مصرى أو عربى من ساكني الدرجة الثالثة ولكنها لم تتحدث عن ركاب الدرجة الاولى والتي كان حمد من ضمنهم
بعد ثلاثة ايام من غرق السفينة اي في 18 نيسان  1912 ارسل الى عائلته  برقية تضمنت  جملة واحدة: «جميعنا بخير»،كما وصلت بعد فترة بطاقة بريدية  بخط يده للعائلة لطمأنتهم على نجاته  ولكنه كان يمر بصدمة  عصبية وازمة نفسية  فى تلك الفترة و لم يعد إلى مصر لغاية عام 1915" ثلاث سنوات بعد حادث غرق تيتانيك"، وظل معتكفا فى منزله لمدة 10 سنوات، لم يسافر خلالها كما  لم يتحدث إلى الإعلام عن تيتانيك، لأنه أراد أن يعيش بهدوء وسط عائلته.. مارس بعدها  مهنته القديمة كمرشد سياحي  وترجمان  في القاهرة وأصبح يعمل فى نزلة السمان مع الأجانب، حيث يؤجر لهم الأحصنة فى الإسطبل الخاص به، ويجهز لهم برنامجا لرحلة فى القاهرة، ليشاهدوا الآثار التى كان يعشقها «حمد» كثيرا. وتوفي في القاهرة  عام  1964 بعد أن تجاوز عمره الـ 100 عام، وظلت حكايته ورواياته عن رحلة تيتانك تراثا له، يتوارثه أحفاده جيلا بعد جيل. وليكون  الناجي المصري الوحيد ممن  كانوا على متن التايتانيك...

اما الثرى الأمريكي هنري هاربر فلم تكن الحياة ممتعة  له  .. فزوجته لم تنجب أي ابن وتوفيت عام  1923 فتزوج ذلك العام وهو بعمر 59 من امرأة أنجبت له ابنا واحدا، ثم توفي في 1944 بنيويورك،
هذه القصة كشفتها الصحفية المصرية ياسمين سعد عام 2018 بعد ان قضت سنوات في في البحث عن أي تفاصيل تتعلق بهذا المصري..حتى وصلت الى احفاده  وحصلت منهم على البطاقة البريدية التي كتبها بخط يده وأرسلها إلى عائلته، لطمأنتها على نجاته بعد أيام من غرق "تيتانيك".
نشرت القصة كاملة في صحيفة "المصري اليوم" كما رواها أفراد العائلة مع الصورة النادرة.. والغريب انهم تعاملوا مع رواية جدهم  باعتبارها واحدة من قصص قبل النوم التي يرويها الأجداد، و لم يكترثوا كثيرًا لأهميتها... كما قامت  الصحفية المصرية ياسمين سعد بنشر هذه القصص في كتاب تحت عنوان «تذكرة على متن تيتانيك».. ولكنه لم يحقق الرواج الذي الذي حققه فيلم "تيتانيك" الذي عرض عام 1997 وحقق إيرادات تجاوزت 1.8 مليار دولار في أنحاء العالم، مما جعله أكثر الافلام تحقيقا للربح في تاريخ السينما.
صورة نادرة للمصري  " حمد حسب الله في إحدي قوارب النجاة بجوار المجداف بملابسه السوداء

السبت، 24 أبريل 2021

مرصد بسماية..

 في عام 1975 قرر اعضاء  نادي الفلك في مركز الرعاية العلمية للشباب في بغداد بناء مرصد خارج المدينة للابتعاد عن التلوث الضوئي والجوي



استعدادا لرصد خسوف القمر الكلي الذي صادف  في٢٥ ايار ١٩٧٥ م .. وفعلا قام هؤلاء الشباب  ببناء  مرصد صغير في زمن قياسي وبشكل متقن داخل المركز ، واختيرت منطقة   "بسماية" 30 كم جنوب شرق مركز بغداد في منطقة مناسبة فوق تل يرتفع عن الارض عشرة أمتار تنحدر سفوحه بزاوية 35 درجة تقريبا لتكون مكانا للمرصد وصار شكله بعد ان تم نقله ونصبه فوق التلة مهيبا وجميلا يتلامع تحت الشمس وتم تهيئته للعمل بسرعة قبيل حدوث  ظاهرة الخسوف
الطريف ان اعضاء نادي الفلك عادوا  بعد أيام لوضع التلسكوب  في داخل المرصد  استعدادا لرصد خسوف القمر الكلي من هذا المرصد الجديد....ولكنهم  وجدوا باب المرصد الأبيض وجدرانه الثمانية مغطاة بالحناء وبصمات كفوف دماء الذبائح والنذور، وانتثرت حول البناء اغصان من الياس وسعف النخيل وأعقاب شموع على الأرض أسفل الباب الصغير للمرصد.. و علقت على  عجلات القبة المثبتة على السكة وعلى مقبض الباب اشرطة من القماش الاخضر (العَلَك)... وتبين ان  البسطاء من اهل القرية المجاورة استيقظوا صباحا فشاهدوا لاول مرة قبة تتلألأ فوق التلة المجاورة لم يكن قد شاهدوها من قبل. فزحفوا نحو بناء القبة ونظروا من الفتحة ليشاهدوا  منصة التلسكوب الكونكريتية  فظنوها قبرا صغيرا بالداخل فافترضوا ساعتها ان وليا من أولياء الله الصالحين قد ظهر قبره فجأة ليعلن عن نفسه. فبدأت النذور والصلوات والزيارات والتبرك به وصار مزارا في يوم وليلة.
المهم ان المرصد لم يستخدم الا مرة واحدة عند حدوث  الخسوف الكلي ٢٥ ايار ١٩٧٥ واهمل  واتمنى ان نعرف مصيره الان ..
عن عدة مصادر بتصرف

الثلاثاء، 13 أبريل 2021

بهو الامانة

ولد المعماري الحلبي "بدري قدح" في دمشق سنة 1905وتخرج من كلية  الهندسة المدنية في باريس عام  1931 ..عمل في دمشق ثم غادرها  الى بغداد سنة 1932بسبب معارضته لحكم الانتداب في سوريا  وعمل هناك في أمانة العاصمة في بغداد و اشترك في حركة  رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 ثم قضى بعد ذلك سنين في السجن قبل ان يطلق سراحه  ويغادر الى المانيا. ومن الطريف أن بدري قدح صمم  منزل كامل الجادرجي والد المعمار الأشهر رفعت الجادرجي كما صمم منزل الوزير "محمد حديد" والد المعمارية العراقية "زها حديد " هذا بالاضافة الى عمله المتنوع والمتشعب في مديرية الاشغال العمومية والذي توجه بتصميم وبناء
"  بهو امانة العاصمة" عام 1934 يقع بهو الأمانة او في الجهة المقابلة  للمستشفى الجمهوري القديم والذي اصبح ضمن مجمع  "مستشفى مدينة الطب"، وموقع البهو ملاصقاً لمبنى وزارة الدفاع وكان مكانها في  هذه المنطقة بناية ضخمة، تضم النقليات العسكرية التابعة للجيش العثماني، حيث كانت تضم  جميع الآليات ونقليات القوات المسلحة العثمانية   .. البهو  بناية كبيرة اخذت فكرته  عما يطلق عليه  الفرنسيون "هوتيل د يفله "وترجمتها دار المدينة او دار  المحافظة والتي تخصص لاقامة الحفلات و استقبال وفود العاصمة وضيوفها ..اصبحت  هناك حاجة ماسة لانشاء هذا البهو لان الحكومة كانت تحتار بضيوفها الرسميين وخاصة في العثور على المكان الملائم لاقامة الحفلات الرسمية لهم وكانت تضطر الى اقامتها في الفنادق، وهي فنادق اغلبها متواضع و اكثرها لا يليق بمثل هذه المناسبات فاتجه التفكير الى انشاء بهو الامانة لتقام فيه الحفلات المذكورة.. وقد سارع في تنفيذ هذه الفكرة زيارة ولي عهد السويد ليؤبولد وعقيلته الأميرة لويزا وكريمتها أنغريد الى بغداد عام  1935  حيث ضوعفت الجهود للاسراع بانشائه وكان من مميزاته في ذلك الوقت انه اول قاعة مزودة بالتدفئة المركزية.. وقد شهد اقامة حفلات العديد من حفلات الترحيب  بالقادة العرب والاجانب  واعتقد انه لايزال قائما لحد الآن والحق مؤخرا بوزارة الدفاع.. ويروي الاستاذ الاديب  زكي مبارك في كتابه  الاسمار والاحاديث  عن تقاليد بهو  امانة العاصمة في بغداد حيث يقول  . يقول اقترحت على معالي امين العاصمة ارشد العمري  ان يسمح بان القي محاضرة ادبية في ذلك البهو لتصل  الى اسماع السواد الاعظم في بغداد فاجاب  قائلا لم اجد بهوالامانة في اوروبا يستعمل لغير السهرات الراقصة وحفلات القبول .فقلت له  ايباح الرقص في البهو ولا لايباح الدرس ؟ فاجاب نعم.. لان للدرس اماكن تغني عن هذا المكان  ..
توفي المعماري السوري بدري قدح في دمشق بسوريا  عام 1972.
صور نادرة منها صور للحفل الذي اقيم في بهو امانة العاصمة  على شرف  ولي عهد السويد وعائلته  عام  1935

الأحد، 4 أبريل 2021

أربيرت هايم ...العم طارق


 قصة اغرب من الخيال ... ولد الطبيب النمساوي أربيرت هايم في مدينة بادرادكر سبورج، بمقاطعة شتاير مارك، جنوب شرق النمسا، في 28 تموز  عام  1914  وفيها اكمل دراسته الاولية بتفوق   وتخرج من كلية الطب  بجامعة روستوك في فيينا عام  1940 حصل بعدها على شهادة الدكتوراه في الطب ..
أُعجب كغيره من الشباب الألمان والنمساويين ب أدولف هتلر،وانضم إلى الحزب النازي، وارتدى البزة العسكرية وخدم في الجيش الالماني كطبيب  برتبة ميجر ويقال انه تسبب فى قتل ٣٠٠ شخص فى معتقل ماوتهاوزن شمال النمسا، بحقنهم بالسم والنفط والماء مباشرة في القلب، بعد بتر أعضائهم دون مخدر لقياس قدراتهم على تحمل الألم. لذا فقد اطلقوا عليه «طبيب الموت» ويقال انه كان  يعاني من السادية وقسوة القلب، و يسعده أن يعذب الآخرين بأي وسيلة أو سلطة.. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم اعتقاله  من قبل القوات الأمريكية لكنها لم توجه له أي اتهامات بارتكاب جرائم حرب حيث أطلق سراحه بعد ذلك، وعاد لألمانيا لمزاولة مهنته كطبيب في الامراض النسائية والتوليد.. إلا أنه في العام 1962 علم بنية السلطات في ملاحقته عن جرائمه  فقام بالهرب إلى خارج النمسا وكانت المعلومات تشير إلى أن «أربيرت» ذهب إلى تشيلي أو الأرجنتين في أمريكا الجنوبية أو الدنمارك أو إسبانيا حيث استقر هنالك تحت اسم مستعار ولكن لم يتم العثور على  كل اثر له هناك ..وحُكم عليه بالإعدام غيابيا في فرنسا، سنة 1988، بسبب مشاركته في جرائم حرب هتلر النازية..
عام 2006 تمكنت  السلطات  من التوصل الى سيدة في تشيلي  وتم التاكد من انها ابنته  وذكرت ان والدها توفي عام 1993 وحاولت  ان ترث احد حساباته البنكية  التي تضم ملايين  الدولارات  ولكنها عجزت عن تقديم  شهادة وفاة ...
وفقا  لمذكراته التي عثر عليها فان أربيرت تسلل  الى القاهرة بمصر وعاش فيها  لمدة تقارب 44 عاما، تحت اسم مستعار هو "طارق حسين فريد" بعد أن أعتنق الإسلام وكان معروفًا باسم «عم طارق» رغم أن شكله وتعاملاته اليومية مع الناس كان كخواجة وليس ابن بلد .. وعاش «أربيرت» مختبئًا بين دروب وحارات القاهرة، واتخذ من فندق قصر المدينة سكنا له  واستطاع إقناع المواطنين البسطاء من حي  الموسكي بأنه رجلٌ مسلمٌ ومسالم، يحبهم ويعتبرهم أهله.وكان مهتماً بقراءة القرآن ودراسته وكُل من عرفوه وعايشوه وألفوه لم يروا عليه أى شىء يُنبئ عن كونه مجرمًا أو لصُا مطلوبًا للعدالة الدولية  بل كان مجرد مصور هاوٍي دائما ما كان يعلق الكاميرا فى رقبته ممشوق القوام يمارس رياضة المشى، ويقطع ٢٥ كيلو متراً يوميا عبر شوارع القاهرة المكتظة وحتى مسجد الأزهر الذى أشهر فيه إسلامه، ثم يصل إلى مقهى جروبى ليشترى منه الكيك بالشيكولاته والحلوى التى يعطيها لأصدقائه وكان شغوفاً بممارسة الرياضة، اشترى مضربين وكرات وشبكة للتنس نصبها على سطح الفندق، وكان معه العديد من الأصدقاء يلعبون التنس بصورة شبه يومية مع العم طارق الألماني المسلم حتى غروب الشمس.
وعلى الرغم من تقدمه في العمر، احتفظ  بمظهره كأحد نبلاء القرون الوسطى، وبلياقة بدنية عالية.لكن الحالة الصحية ل «أربيرت»   بدأت في التدهور سنة1990 نتيجة اصابته بسرطان القولون حتى توفى بالقاهرة في 10 آب 1992ولم يتمكن أحد من كشف شخصيته حتى عام 2009  عندما  قام صاحب فندق«قصر المدينة»  الذي كان يعيش فيه  بفتح  حقيبته المتروكة  والتي يعلوها التراب وكانت تضم أوراقا قديمة  ملفات محكمة الغلق تحكى قصة حياته ونتائج الفحوصات الطبية ومعاملاته المالية ومقالا من إحدى المجلات الألمانية حول مطاردته ومحاكمته غيابيا  اضافة الى اوراق تحويلات نقدية  كانت ترسلها له شقيقته على فترات غير منتظمة عن  عوائد عقارات مؤجرة فى برلين كان يملكها «أربيرت» اضافة الى يومياته التي نشرها  الصحفي محمد ثروت عام 2009 تحت عنوان «نازي في القاهرة»الصادر عن «مدبولي» للنشر  والتي طلب فيها  التبرع بجسده للأبحاث الطبية بعد وفاته ...

 

الخميس، 1 أبريل 2021

قضية الآداب الكبرى..قصة مقتل دلوعة المسرح المصري

ميمي شكيب واحدة من الرعيل الأول للسينما والمسرح  في مصر، من مواليد عام 1913 لعائلة ثرية من أصول شركسية درست في افضل المدارس الخاصة و إتقنت اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع.
عملت مع فرقة رمسيس ليوسف وهبي  وفرقة الريحاني المسرحية، و قدمت مسرحيات عدة أهمها  مسرحية  "الدلوعة "والتي حققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، لذا، أُطلق عليها دلوعة المسرح.
دخلت "ميمى" مجال السينما عام 1934 بفيلم "ابن الشعب"،، وعرفت باداء  أدوار المرأة الارستقراطية، أو زوجة الأب الشريرة، ولها تجارب بسيطة في الكوميديا مع إسماعيل ياسين .. في نهاية الثلاثينات اشتهرت بعلاقتها برئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا  و تدخلت الملكة نازلي (الأم) لأنهاء تلك العلاقة.. وهددتها بالقتل .. مما تسبب في طردها من فرقة نجيب الريحاني... ارتبطت بعدها بعلاقة حب مع الفنان "سراج منير" وتزوجا  وشكلت معه ثنائيا سينمائيا ناجحا لمدة 15 عاماً،حتى وفاته عام 1957اثر نوبة قلبية حادة ، لتقرر بعدها عدم الزواج نهائيا.
في النصف الثاني من الستينات عرفت ميمي شكيب بتنظيمها لعدد من الحفلات والسهرات في منزلها بحي الزمالك الشهير وكانت  تدعو فيها كبار رجال المجتمع من الفنانين والأدباء والسياسيين والوزراء ومستشارين للرئيس الى جانب كبار قيادات الجيش المصري وقتها ليتطور الامر الى انضمام  بعض القادة السياسيين من الدول العربية وسفراء ومبعوثين سياسيين ومنهم القائد الليبي عبد السلام جلود  وكانت تقوم بخدمتهم مضيفات كانت تختارهن ميمي بنفسها وبعناية شديدة، ليقمن بخدمة ضيوفها خلال الاحتفال، ورغم أن هذا قانوناً يندرج تحت مسمى الدعارة ويعاقب عليه القانون، الا أن سطوة رجال السياسة من ضيوف الحفل منعت البوليس من أن يداهم أي لقاء من هذا النوع واكتفى الأمن بالمراقبة اللصيقة لكل الضيوف وإعداد التقارير للعرض على القيادة العليا،وكانت التقارير تشير الى تسرب كثير من المعلومات والأخبار الهامة وأسرار على مستوى عالي من الأهمية والسرية في هذه الحفلات ..
بعد وفاة الرئيس عبد الناصر وتولى السادات السلطة مطلع السبعينات، ساءت علاقة مصر  بالزعيم الليبي معمر القذافي، والذي كان لا يرى السادات مؤهلا لخلافة  عبد الناصر وبعد حرب عام 1973 تحولت العلاقات الفاترة بين مصر وليبيا إلى عداوة صريحة، والسباب بين جدران القصور إلى هجاءاً علنياً على صفحات الجرائد وفي وسائل الاعلام وكان مصدر تسرب المعلومات هو حفلات ميمي شكيب، والتي كانت تضم كبار القادة الليبيين أمثال “عبد السلام جلود” والذي كان دائم التردد على مصر، وزبونا مستديما في حفلات ميمي شكيب...فاصدر  السادات اوامره لوزير داخليته بإنهاء نشاط حفلات ميمي شكيب حتى لا تكون مصدرا لما يقوله النظام الليبي عن مصر  بعد قطع العلاقات وانقطاع الأخبار والميديا من هناك. وكان التنفيذ في مساء يوم 23 كانون الثاني  عام 1974 حين داهمت قوة كبيرة من شرطة الآداب المنزل والقت القبض على ميمي شكيب وعدد كبير من  النساء والرجال بينهم عدد من مشاهير  الفنانات الشابات انذاك وسط تهديد من ميمي شكيب بأنها “هاتخرب بيتهم”.... وتولت النيابة التحقيق في اشهر قضية شهدتها مصر انذاك والتي عرفت بقضية "الرقيق الابيض "او قضية "الاداب الكبرى"..

وفي تموز  من نفس العام، وبعد ستة اشهر من التحقيقات والمحاكمات استمعت فيها المحكمة الى اقوال المتهمات واستمعت الى تسجيلات وتقارير مراقبة في جلسات سرية تم الأفراج عن ميمي شكيب وكل المتهمات معها في القضية لعدم كفاية الأدلة، حيث ادعت المحكمة انه لم يتم ضبط المتهمات في وضع التلبس المعروف في مثل تلك القضايا،وانه تم  القبض على المتهمين والمتهمات في مكان واسع وليس في غرف مغلقة وهم  بكامل ملابسهم وليسوا في وضع يسمح لهم ممارسة الفجور وكان ذلك كافيا للإفراج عن الجميع، واسدال الستار نهائيا على قضية “الرقيق الابيض” ..
عانت "ميمى" بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية لما لاقته من السجينات من سباب واعتداء ، الأمر الذى دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج..، لتخرج بعد فترة طويلة من المصحة النفسية محطمة فقيرة لا تجد ما تتقوت به، فلجأت لنقابة المهن التمثيلية لصرف معاش استثنائي لها تستعين به على حاجتها، الى جانب معاش اخر من وزارة الثقافة اقره الرئيس السادات للفنانين بدون عمل، وظلت ميمي لفترة طويلة تعاني من ضيق العيش وقلة الأعمال الفنية حتى طلبها الفنان سمير صبري للعمل معه في فيلم ”السلخانة“عام 1982 والذي ضم فيه كل قدامى الممثلين أمثال يوسف بك وهبي وغيره، فكان اخر ظهور لها على الشاشة،
في 20 مايس عام 1983، وجدت "ميمى شكيب" ملقاة من شرفة شقتها بوسط البلد، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها، أن الأمر مدبر نتيجة القضية السابقة الشهيرةوالى اليوم وبعد مرور اكثر من  37 عام على  مقتل  ميمي شكيب  مازال  القاتل مجهولا، وقيدت القضية ضد مجهول. وسر القضية في طى الكتمان ليندفن معها كثير من أسرار أهل السياسة والفن، واسرار قضية “الرقيق الأبيض”..

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...