الخميس، 17 ديسمبر 2020

حافية القدمين... الام تريزا

 ولدت الأم او  القديسة تريزا في 26 أب 1910 في بلدة إسكوبية ...عاصمة مقدونيا المعاصرة..وهي  من اصول البانيه اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو .. درست  في بداية حياتها في مدرسة الراهبات في يوغسلافيا . في عام  1929وبعد اكمال دراستها  أُرسلت للبنغال لتعمل في احد الاديرة هناك .
..دخلت سلك الرهبنة واتخذت لنفسها اسم الأخت تريزا عام 1931..وفي عام 1937 نذرت نفسها وأصبحت الأم تريزا. عام 1948 عثرت الام تريزا في  الشارع على سيدة  متشردة  على حافة الموت وكانت الفئران تنهش في جسدها، فحملتها وذهبت بها إلى مشفى قريب وهناك رفضوا استقبال هذه السيدة. وعندها قررت الأم تريزا أن  تهتم بهؤلاء الأشخاص  وتجد لهم ملجأً يحميهم ويرعاهم. واهتمت  بموضوع المجذومين وعمدت إلى العناية بهم،.. ولكن  توجهاتها لم تُرضِ مسؤولي الدير.. مما دفعها الى  خلع زي الرهبنة ولبس الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق.. والذي اصبح رمزا لها لتقرر تأسيس  جمعية راهبات المحبة عام 1950  وكان هدفها العناية بالأطفال المشردين المهمّلين والعجزة..وفي  عام 1963 أسست جمعية أخوة المحبة الخاصة بالرهبان.
كانت الام  تيريزا تجيد خمس لغات  البنغالية و الألبانية و الصربية، و الإنجليزية و الهندية.. منحها البابا بولس السادس عام 1965 الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم وليس فقط الهند..  وانتشرت بعثاتها في العديد من دول العالم  وكانت اعمالها شمل  ايجاد  مساكن ودور إيواء للمصابين بالإيدز والجذام والسل، ومطابخ لتقديم الحساء، وبرامج لرعاية ألاطفال وألاسر الفقيرة  اضفة الى انشاء دور أيتام ومدارس..
اثناء حصار بيروت عام 1982 وهي في الخامسة والسبعين من عمرها   قامت بانقاذ  37 طفلاً كانوا محاصرين في مستشفى على الخطوط الأمامية حيث قادت جهود وساطة بين جيش الدفاع الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين. للحصول على هدنة و وقف مؤقت لإطلاق النار ودخلت  بصحبة عاملين في الصليب  الأحمر والهلال الأحمر الى المستشفى  لإخلاء الاطفال  المرضى الصغار كما  ذهبت لمساعدة الجياع في إثيوبيا وإغاثتهم بعد أن تفشت المجاعة في بلادهم وتشرّد على إثرها الآلاف وزارت ضحايا الإشعاع في تشيرنوبل وضحايا الزلزال في أرمينيا.
وقدمت لهم المساعدة
 ورغم انها خدمت "أفقر الفقراء" في 450 دولة حول العالم.الا ان الفاشلين  الذين لم يحركوا ساكنا لخدمة الفقراء  تعرضوا لعملها بالانتقاد  كونها لم تكن له دراية واسعة بالطب وعدم مراعاة  المعايير الصحية القياسية  في العناية الطبية  ومنها استخدام  الحقن عدة مرات اثناء الازمات  وبدون تعقيم وعدم وجود أدوات وأجهزة للتخفيف عن المرضى المحتضرين في دور العناية التي تشرف عليها..
حصلت  تريزا على  جائزة رامون ماجسايساى للسلام والتفاهم الدولي سنة 1962 وجائزة نوبل للسلام سنة 1979 اضافة الى جوائز اخرى
تعرّضت الام  تريزا الى نوبة قلبية في روما عام 1983 أثناء زيارتها البابا يوحنا بولس الثاني. و خضعت لجراحةٍ في القلب إلا أن صحّتها أخذت في التراجع بشكلٍ واضح.. حتى توفيت في مدينة كلكتا في 5/9/1997 ووضع جثمانها  في كنيسة  سانت توماس لمدّة أسبوع قبل دفنها. وأقامت لها الحكومة الهندية جنازة رسمية امتناناً لخدماتها في مساعدة الفقراء من جميع الأديان في الهند..
والى اليوم تهتم  بعثاتها  بأكثر من مليون مريض في مراكزها ال 200 حول العالم من ضمنهم  أكثر من 50000 أبرص تتم العناية بهم طبياً في 50 مستوصف خاصة بالبرص تعود إلى رهبنة المحبة الي اسسها ....
في 2016عام رفع البابا فرنسيس الأم تيريزا إلى مرتبة القديسين في احتفال كبير  أقيم بالفاتيكان تقديرًا لمساعداتها الإنسانية وتضحياتها..  كما اعتبر  الفاتيكان   تاريخ وفاتها في  5 ايلول  من كل عام  مناسبة يحتفل بها ..
نُشرت سيرتها الذاتية بيد الكاتب الهندي نافين تشاولا سنة 1992، وصورت سيرة حياتها في عدة أفلام سينمائية وبرامج وثائقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...