السبت، 3 أغسطس 2019

سر الباب الغربي


في مثل هذه الايام من العام الماضي ..أوضحت الصور التي التقطت عقب نشاط الرياح وهطول الأمطار الغزيرة  في يوم التروية الثامن من ذي الحجة ، ملامح  الباب الغربي للكعبة المشرفة  والذي أغلقه الحجاج بن يوسف الثقفي، في عهد عبدالملك بن مروان ومنذ ذلك الحين، بقي الباب مغلقًا، وبقيت آثاره في جدار الكعبة رغم الترميمات والتحسينات التي طالت بناء الكعبة في الحقب السابقة.حيث ظهرت حدود الباب  للناظر إلى الكعبة  بشكل واضح..
عندما  بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرّفة جعل لها بابين ..بابً  شرقيًّ وبابً غربيًّ، ولما بنت قريش الكعبة قبل بعثة النبي محمد  صلى الله عليه وعلى اله وسلم  لم تكن الاموال المخصصة كافية   فاستقصروا عن بناء إبراهيم عليه السلام ست أذرع وشبرًا، وجعلوا لها بابًا واحدًا شرقيًا مرتفعًا عن الأرض..
بعد احتراق الكعبة المشرفة  سنة 64هـ بسبب الأحداث التي شهدتها مكة وحصارها من قبل جيش يزيد  بقيادة ” الحصين بن نمير ” ورميها بالمنجنيق من جبل أبي قبيس.قام عبد الله بن الزبير بعد مبايعته في مكة المكرمة عام 64 هجري باعادة بنائها  وفق الحديث الذي روته السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” لولا أنَّ قومَكِ حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ، لأَمَرْتُ بالبيتِ فهُدِمَ، فأدخلتُ فيهِ ما أُخْرِجَ منهُ، وألزقتُهُ بالأرضِ، وجعلتُ لهُ بابيْنِ بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، فبلغتُ بهِ أساسَ إبراهيم ” .  حيث  اعادعبد الله بن الزبير بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام، وأدخل ما أُخرج منها من الحِجر وجعل لها بابًا آخر في ظهرها في الجهة الغربية، وجعل بابيها لاصقين بالأرض وزاد في طولها تسع أذرع ..
وبعد قُتل ابن الزبير كتب الحجّاج بن يوسف الثقفي إلى عبدالملك بن مروان يستأذنه في رد البيت إلى ما كان عليه في الجاهلية، فكتب إليه عبدالملك بن مروان: أن سدَّ بابها الغربي الذي فتحه ابن الزبير وإهدم ما زاد فيها من الحِجر.فهدم  الحجّاج  ، منها 6 أذرع وشبرًا مما يلي الحِجر وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه، وسدَّ الباب الذي في ظهرها وترك سائرها لم يحرك منها شيئًا.
وبقيت الكعبة على هذا البناء وبقي أثر الباب الغربي، حتى أعيد بناؤها في زمن الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الرابع سنة ١٠٤٠هـ، وذلك بعد أن تسبب السيل الذي وقع بمكة في شعبان سنة ١٠٣٩هـ بسقوط الجدار الشامي من الكعبة وبعض الجدارين الشرقي والغربي، فأعيد بناؤها على ما كانت عليه في آخر بناء لها في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان... ومازالت وفق هذا البناء حتى الان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...