جمهورية ناورو أو ما كانت تعرف قديما باسم
الجزيرة السعيدة أو الجزيرة المبهجة هي أصغر جمهورية جزيرية مستقلة في العالم تقع
بين هاواي واستراليا في المحيط الهادي جنوب خط الاستواء ...مساحتها 21 كم2 و عدد
سكانها 10000 نسمة تقريبا وفق احصاء
2005 تتوسطها هضبة غنية برواسب الفوسفات وهي الجمهورية
الوحيدة التي ليس لها عاصمة رسمياً لكن
لديها مدينة مركزية واحدة تسمى يارين.
عملتها الرسمية الدولار الأسترالي واللغة الرسمية فيها هي الإنكليزية والناورونية
ينقسم سكانها الى 12 قبيلة( عشيرة ) وهذه العشائر ممثلة باجمعها في شعار الجمهورية بنجمة ذات (12)
رأس.. ويعتمد نسب المولود فيها على نسب
الأم( الانثى ) ..اكتشفها القبطان
الإنجليزي جون فيرن عام 1798وأُطلق عيلها اسم جزيرة السعادة .. قامت ألمانيا
باحتلالها سنة 1888م ، وفي عام 1900 اكتشف العالم الالماني البرت فولر
غناها بكميات ضخمة من الفوسفات ثم
انتقلت السيطرة عليها إلى أستراليا سنة 1914م ،
وأصبحت تحت الحماية البريطانية سنة 1919م
وقامت اليابان باحتلالها أثناء الحرب العالمية سنة 1942 مـ وحولتها الى قاعدة عسكرية ثم أجبرت أستراليا
اليابان على الإنسحاب من الجزيرة في سنة 1945 م وسيطرت عليها. قامت بعدها الامم
المتحدة بإقرار السيطرة الأسترالية على الجزيرة
سنة 1947م، ووضعتها تحت وصاية كل من بريطانيا وأستراليا ونيوزلندا.
حصلت ناورو على الاستقلال بموجب قرار للامم
المتحدة في 31 كانون الثاني 1968. واشترت
الحكومة المشكلة حديثاً جميع حقوق الفوسفات من أستراليا عام 1970م ، وانتعش
اقتصادها وارتفعت أرباح التعدين إلى مستويات غير معقولة .. وهنا بدأت لعنة الجزيرة
.. كان مداخيل بيع الفوسفات خيالية .. وكانت القسم الاكبر من العائدات يقسم على سكان الجزيرة الذين لم يجاوز عددهم
10000 شخص واصبحت خدمات الماء
والكهرباء والتعليم والطب مجانية والغت الدوله
الضرائب نهائيا وتحولت ناورو الى جزيرة احلام وجهزت
الدولة المواطنين باجهزة منزلية وكهربائية وسيارات حديثة .. واصاب الناس
التكاسل وعدم الرغبة بالعمل مما اضطر الدولة الى استيراد عمالة صينية
للتنقيب عن الفوسفات وتعدينه ..كما قامت
باستيراد عاملات خدمة الى المنازل .. واسترخى
الناس وتكاسلوا عن العمل و اصبح معدل البطالة 90% وادمنوا السهر و الشرب واللهو
والاحتفالات الجماعية حتى اصحبت عادة
يومية وبدأوا ينفقون اموالهم على الخمور
واللهو والمخدرات والنساء المستوردات وبدأ
الناس يتبعون نمط استهلاكي غريب بحيث اذا
تعطلت السيارة يقوم صاحبها برميها في البحر والتوجه الى استراليا لشراء
واحدة جديدة حتى تكدست
السيارات الصالحة للاستعمال على شواطي البحر وفي الاماكن المهجورة ووصل حد البطر.. وقد كانت
ارباح الفوسفات في ازدياد حتى بلغت 225
مليون دولار عام 1974 قسمت بين 10 الاف مواطن.. وتدمرت صحة السكان بسبب الافراط في الاكل فاصبحت ناورو
تحمل اعلى معدل سمنة في العالم وهو 97%
كما سجلت أعلى نسبة في العالم في
الاصابة وفق إحصاءات الاتحاد الدولي لمرض
السكر IDF ...
استمر هذا الرخاء ل 20 سنة بعد الاستقلال دون ان يدرك الجميع ان الفوسفات ليس دائم
الوجود وهو ثروة ستنضب .. واتجه أهل
الجزيرة إلى تكثيف عمليات التعدين حتى نفد الفوسفات بشكل شبه نهائي، وتدهور اقتصاد
الجزيرة اراضي وتحولت الجزيرة إلى أرض
جرداء وفقدت خصوبتها خلال عملية التعدين وتحولت 80 بالمائة من مساحة الجزيرة إلى
أراض قاحلة تغطيها صخور ضخمة من الحجر الجيري و
بقايا المناجم والحشائش.. ولم تعد عائدات الجزيرة كافية لا للسكان ولا ادارة الامور الحيوية
للدولة وبدأت الكهرباء تقطع بشكل مستمر لتوفير الوقود وتوقفت خدمات اغلب القنوات
التلفزيزنية ولم يعد ماء الشرب كافيا للسكان
مما اضطر الدولة الى الاستدانة
وفعل اي شئ من اجل الحصول على واردات ومنها بيع جواز السفر لزعماء المافيا لتصبح الجزيرة
هدفا لشبكات غسيل الأموال حيث قدرت وزارة الخزانة الاميركية أن نحو 70 مليار دولار
انتقلت عبر الجزيرة من روسيا وحدها سنة
1998 ..
عاد قسم من السكان الى النشاط الاساس للجزيرة
وهو صيد الاسماك .. كما تمتلك ناورو بعض المعالم التاريخية السياحية التي يأتي إليها السياح بشكل محدود ومن
أشهر تلك المعالم السياحية منطقة حرب المحيط الهادي،و التي تضم آثار الحرب
العالمية الثانية، ويصل إليها السياح عن طريق طائرات صغيرة من جمهورية ميكرونيزيا
أو عن طريق البحر باليخوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق